الثورة الرقمية -اليوم العالمي للإنترنت- !

مسَلم الكساسبة
msallamk@yahoo.com

2016 / 8 / 23

نحيي اليوم مع كل محبي المعرفة والتنوير وداعمي وسائل ترويجها وإتاحتها للجميع .. وكذلك محبي الحرية والتواصل المنتج البناء بين البشر .. نحيي اليوم العالمي للانترنت ..محتفين بتلك الاداة والابتكار المدهش الذي ادى أدى وسيؤدي الى كسر احتكار المعرفة وعزز التواصل بيننا جميعا حول العالم .

25 عام من نسج الحبال والوشائج التي تربط الناس ببعضها وتوفر لهم سبل التواصل المثمر البناء ..

فلنحيي العقل الانساني المبدع الذي يفكر باتجاه الخير ومد جسور التواصل في مقابل عقول اخرى تشتغل في الظلام لتقطيع الوشائج وبث الكراهية والأحقاد بين الناس..وبعضها بخلاف رسالتها ودورها الرسمي الذي وجدت لأجله اصلا او الذي تزعمه وتدعيه ..

بدا النت كشبكات مغلقة لربط بعض المؤسسات الرسمية والحكومية ببعضها ببلد المنشأ أمريكا ..ثم ما لبث أن افرج عنه ووضع في الخدمة العامة والاستخدام الشعبي في مطلع تسعينات القرن الماضي ..لكن كفكرة وكعلم في الكتب فقد كانت فكرة الشبكة التي تنقل اخبار العالم والطقس وأسعار العملات وما شابه الى البيوت فكرة متداولة بين المختصين ومعروفة قبل هذا بكثير كشيء تبشر به الكتب العلمية في تقنيات الاتصالات ..

في البدايات وكالعادة كأي حدث جديد كانت تتم شيطنة النت في اوساط التخلف بفعل العقل الظلم الذي يفكر دائما بالأشياء بالاتجاه السلبي والمزاج السيئ .. إذ كالعادة فالجنس والسياسة والدين هي الثالوث المقدس الذي تعرض عليه كل المستجدات فيفتي بها وتذعن المجتمعات .. وبفعل المؤسسة الرسمية ايضا التي تكره بتكوينها كل ما من شأنه ان يجمع ويربط بين الناس ويقربهم من بعضهم ويسهل تداول الافكار والأنباء بينهم ..

وبحكم عملي سابقا في مؤسسة الاتصالات فقد كنت مطلعا على تعقيدات رسمية لكل من كان يفكر بمشروع كهذا ..خدا عن الكلف الخيالية للاشتراك بها وهي لوحدها عقبة كافية . كما انني وبدون ادعاء وعلى المستوى التقني - وهو غير المستوى الفكري والمشاركة - ازعم انني ساهمت في نوع من الترويج والدعم لتلك الهبة التقنية الجديدة. حينما تنبأت مسبقا بهذا الاداء الباهر لها كإضافة نوعية مميزة الى حقول المعرفة والابتكار ..

وها نحن اليوم نتبادل الافكار والأحداث بسرعة نقرة ماوس واحدة .. فنتبادل افكارنا وآراءنا ومناسباتنا الاجتماعية بيننا ..ننشر مقالاتنا .. ننشر التنوير والوعي .. حتى بات الكثيرون بفضله في غنى عن الصحف الورقية ، بل وعن اجهزة التلفاز للإطلاع على الاخبار ، فلم تعد تلك الوسائل التقليدية هي التي تحتكر الخبر ..لا بل لقد اصبح اي شخص يمتلك هاتفا ذكيا مزودا بكاميرا هو بمثابة صحفي متنقل اذا هو رغب ..

عدا عن التطبيقات العملية المفيدة والرائعة كالبريد الالكتروني والخدمات الالكترونية الاخرى درجة هناك جامعات ومؤسسات تعليمية تمنح درجات علمية على النت اليوم والتي تعرف بالجامعات المفتوحة او غير التقليدية .. حيث كسر الانترنت احتكار المعرفة من قبل وسائلها التقليدية كالمدرسة والجامعة والكتاب والصحيفة وأصحاب الاختصاص ...الخ .. وينتظر له في المدى المنظور ان يواصل الحلول مكان كثير من تلك الوسائل ويخترق ويكسر احتكارها للعلم والمعرفة ويجعله متاحا امام كل من يملك جهاز اتصال بالنت وخبرة لو بسيطة في البحث وقدرة على الاستفادة منه ..
وإذا كان النت وسيلة رائعة لنشر المعرفة فغنه قد يستغل بالمقابل كوسيلة لنشر التطرف ..وتسهيل مهام المتطرفين وأساليب التواصل بينهم وهي المساوئ التي لم يقصدها . بدوره فالمحتوى العربي على النت يتصف بالضحالة والتقليدية فما أن بدأت الشبكة حتى بادر القوم لتحميل متون التراث والكتب الصفراء والتي كثير منها لم تعد ذات قيمة في عصرنا عدا عنه ان بعضها تحض على الكراهية وإقصاء الآخر وتعميق هو الخلافات معه ..الخ..


مؤسسة وموقع الفيس بوك بدورها كأحد المؤسسات الرائدة ارتأت أن تحيي هذا اليوم بطريقتها بهذا البوستر ادناه ..
https://www.facebook.com/Jeaad.Al.Isla7/posts/1171194322938909?pnref=story

نحن هنا في هذا المركز المتواضع ، مركز الرواد لتقنية المعلومات نجدها مناسبة طيبة لنشارك في تحية هذه المناسبة ببث هذه الرسالة.. فمنذ عام 2000 كنا بدورنا من رواد مد تلك الوشائج والمساهمة بنشرها في المجتمع المحلي من خلال هذا المركز ، حيث عمل وتدرب به اعداد كبيرة من الشباب اكتسبوا الخبرة والمعرفة بتقنية المعلومات .. وقدم خدماته خلال تلك المدة لمئات الالوف (بمعدل 50 خدمة يوميا على مدار 16 سنة = 292000 خدمة مختلفة تتعلق بتقنية المعلومات بشتى صورها ) .. وساهم في اشاعة وترويج ثقافة استخدام هذه التقنية الرائعة في وقت كان ينظر لها بريبة شان كل الابداعات الرائعة التي يقف منها الناس موقف الحذر في البدايات ..

عانينا كثيرا .. لا تتصورون كم هي اجراءات وشروط العمل الرسمية قاسية وصعبة جدا وكم كانت المعوقات وبالذات الكيدية منها لو اردنا ان نتحدث لأمضينا سحابة هذا النهار كله في الحديث عنها ..الى ان اصبح النت اليوم في جيب كل انسان حتى تلاميذ الابتدائي ..! ونحن اليوم نحتفظ بالمركز كرسالة حيث لم يعد مجديا اقتصاديا ولا نذيع سرا اذا قلنا انه من سنتين تقريبا مدعوم وليس داعما ..لكن الامور لا تحسب دوما تلك الحسبة سيما من يُضَمّن عمله رسالة وهدفا نبيلا يتوخاه ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن