سمكة الأمازون الكهربائية. . .صعقتها تشلّ التمساح وتطرح الحصان أرضا

عدنان حسين أحمد
adnanahmed9@hotmail.com

2016 / 7 / 26

سمكة الأمازون الكهربائية. . .صعقتها تشلّ التمساح وتطرح الحصان أرضا
سمكة الأمازون الكهربائية. . .صعقتها تشلّ التمساح وتطرح الحصان أرضا
عدنان حسين أحمد
ما أن يخطر اسم الأمازون في ذاكرة الإنسان حتى يتبادر إلى الذهن عالم غامض ومدهش، مليء بالأسرار والطلاسم التي تحتاج إلى مَنْ يحلّ ألغازها. ففي حضرة هذا النهر المبجل الذي لا يختلف عن أي بحر واسع، مترامي الأطراف، تعيش آلاف الأنواع من الأسماك، والتماسيح، والأفاعي، والسلاحف، ودلافين النهر وما إلى ذلك من مخلوقات مائية وبرمائية.
يتمحور هذا الفيلم الوثائقي المعنون "سمكة الأمازون الكهربائية" للمخرجة كيرا إيفانوف على موضوع مُحدد لا يخرج عن إطار "السمكة الكهربائية" التي تعيش تحديدًا في حوض الأمازون، هذه المساحات المائية الشاسعة وغير المكتشفة كليًا لأنها تحتاج إلى جهود مؤسسات علمية جبّارة تأخذ على عاتقها هذه المهمة الشاقة المحفوفة بالصعاب والمخاطر الشديدة.
ينطوي هذا الفيلم الوثائقي على مفاجآت لا تخلو من الإثارة والتشويق والترقّب الذي يفضي غالبًا إلى صدمة تذهل المتلقي المنهمك في متابعة هذه المغامرة المثيرة التي تحبس الأنفاس في بعض اللقطات والمَشاهد الغريبة التي لم يألفها الإنسان المتابع لهذا النمط من الأفلام الوثائقية التي تُعنى بعالم الحيوان بشكل عام.
ترتكز قصة الفيلم على العالِم البيولوجي ويل كرامبتون الذي أمضى عشرين عامًا وهو يدرس السمكة الكهربائية التي تتمتع بقوى تكنولوجية (قد تبدو للإنسان العادي) خارقة، بل أن الإنسان المتعلّم والمُثقف لا يجد بُدًا من الاندهاش والاستغراب وهو يرى الأنكليس الكهربائي يصعق تمساحًا ويشلّه حركته تمامًا، ويضطره للهروب من المواجهة، كما أن الصعقة الكهربائية لهذه السكمة كافية لطرح حصان قوي أرضًا، كما أنها كافية لإيقاف نبض القلب البشري في بعض الحالات!
اكتشف كرامبتون خمسين نوعًا من الأسماك خلال (مغامراته) المتعددة إلى حوض الأمازون الذي يضمّ بين دفتيه 3.000 نوع من الأسماك، وهذا العدد يتزايد باستمرار وقد يصل إلى 5.000 نوع! ومَنْ يعرف أن عرض حوض الأمازون في بعض المناطق يصل إلى 190كم لا يستغرب وجود هذا الكمية الكبيرة من أنواع الأسماك التي تعيش في الأماكن العميقة والضحلة على حدٍ سواء.
إن مغامرة كرامبتون في هذا الفيلم تقتصر على صيد الأنكليس الكهربائي وبقية أنواع الأسماك الكهربائية التي يصل عددها إلى 200 نوع، والأهمّ من هذا هو اصطياد أنواع جديدة من الأسماك الرعّادة في هذا المكان الجديد الذي لم يطأه من قبل.
لم يكن اصطياد السمكة الكهربائية (الأنقليس الرعّاد) عملية سهلة فنهر الأمازون عميق جدًا، كما أن الطين يمنع وصول الضوء إلى أعماق النهر حيث تعيش الأسماك الكهربائية التي تكيّفت على الظلام. ثمة عالمان في حوض الأمازون، عالم الضوء واللون المبهر طوال النهار لكن حينما يهبط الليل يستفيق عالم الظلام الذي تتحرك فيه الأسماك الكهربائية بكل أصنافها وتتجه صوب المياه الضحلة بحثًا عن الأسماك الصغيرة وما يسد رمقها من طعام. تبعث السمكة الكهربائية تيارًا كهربائيًا صغيرًا كافيًا لشلّ حركة الضحية ومنعها من الهروب ثم التهامها بشكلٍ سريع وخاطف. وبغية تفادي المخاطر لابد لكرامبتون أن يرتدي قفازات وجزم مطاطية مضادة للكهرباء بحيث تتحمل عشرة آلاف فولت وهي كافية تمامًا لمواجهة صعقات الأسماك الرعّادة التي تصل إلى 600 فولت. لم ينجح كرامبتون في مهمته النهارية لذلك قرر المجيء ليلاً متسعينًا بأجهزته البسيطة مثل مُستكشف الأسماك الكهربائية، والمصباح اليدوي، وشبكة الصيد. وقد نجح في مهمته جالبًا الأنكليس الرعّاد إلى الخيمة التي نصبوها في مكان ملائم كي يجري اختباراته الأولية على هذه السمكة الكهربائية التي تُعتبر، بالنسبة إليه، صيدًا ثمينًا. وبينما هو يقيس درجة الفولتية التي تتوفر عليها هذه السمكة صعقته لكن الصعقة لم تكن خطيرة جدًا رغم أنها أفزعته وبثت فيه الرعب لأنه سبق أن جرّب صعقة من هذا النوع ولما يزل مذعورًا منها. يصف كرامبتون جسد الأنكليس الرعّاد كله، ما عدا الرأس، بالبطارية التي توّلد الشحنات الكهربائية، أما موضع الصاعق فيقع تحت الخلاصم ويستطيع أن يتحكم بكمية التيار الكهربائي التي يُطلقها على الفريسة ويشلها تماما.
يتناول الفيلم أنواعًا أخرى من الأسماك الرعّادة مثل السمكة السكّينية Knifefish التي تُصوَّر لأول مرة وهي من الأسماك التي ترمم الأجزاء المتضررة من جسدها وبخاصة الذيل. كما تناول الفيلم سمكة السلّور Catfish التي تفضل العيش في المياه المُعتمة وتحت المروج الطافية في المسطحات المائية. وثمة إشارة إلى المخاطر الشديدة من العواصف والأمطار الغزيرة التي تسبب سقوط الاشجار في أثناء هذه المغامرات التي تلهث وراء الجوانب العلمية أولاً لكنها لا تهمل المتعة والمفاجأة والإدهاش.
يقوم هذا الفيلم الوثائقي على بنية بصرية مدهشة في بعض اللقطات لكن يجب ألا ننسى الجانب الصوتي فيه، وخصوصًا الأصوات الكهربائية التي تبعثها هذه الأسماك الرعّادة للتواصل والإبحار والصيد. والفيلم في نهاية الأمر هو صورة وصوت لكن مصادفة هذا الفيلم قد جاءت من الأصوات الطبيعية التي تصدر عن الأسماك من جهة وعن الطبيعة الأمازونية نفسها.
ربما يأخذنا هذا الفيلم إلى الأنواع الأخرى من الأسماك والحيوانات الضارة والمفترسة التي تعيش في هذا الحوض المبهر الذي يُذكِّرنا بسمكة الكانديرو الضئيلة الحجم التي تدخل في أحاليل السبّاحين، أو أفعى الأناكوندا التي تعصر ضحيتها حتى الموت، أو دولفين النهر الذي يبلغ طوله 2.6م الذي تحوّل إلى بطل أحد الأساطير الشعبية المشهورة حيث ينمسخ من دولفين إلى رجل يغوي النساء عند حافات الأمازون.
لا يمكن لفيلم من هذا النوع أن ينجح لولا الجهود الجماعية التي بُذلت في البحث والتصوير والمونتاج حيث بدا الفيلم مشذبًا من الزوائد، وخاليًا إلى حدٍ كبير من الهفوات. ويبدو أن المونتيرة بريندا سبان قد بذلت قصارى جهدها في أن تقدم قصة سينمائية لا تنطوي على أزمنة ميتة أو أمكنة استعراضية لا علاقة بجوهر الفيلم وثيمته الرئيسة. فلاغرابة أن يكون الفيلم منسابًا، مشوِّقًا، ومُكتظًا بالمعلومات الجديدة والمثيرة على الصعيدين السمعي والبصري.


ما أن يخطر اسم الأمازون في ذاكرة الإنسان حتى يتبادر إلى الذهن عالم غامض ومدهش، مليء بالأسرار والطلاسم التي تحتاج إلى مَنْ يحلّ ألغازها. ففي حضرة هذا النهر المبجل الذي لا يختلف عن أي بحر واسع، مترامي الأطراف، تعيش آلاف الأنواع من الأسماك، والتماسيح، والأفاعي، والسلاحف، ودلافين النهر وما إلى ذلك من مخلوقات مائية وبرمائية.
يتمحور هذا الفيلم الوثائقي المعنون "سمكة الأمازون الكهربائية" للمخرجة كيرا إيفانوف على موضوع مُحدد لا يخرج عن إطار "السمكة الكهربائية" التي تعيش تحديدًا في حوض الأمازون، هذه المساحات المائية الشاسعة وغير المكتشفة كليًا لأنها تحتاج إلى جهود مؤسسات علمية جبّارة تأخذ على عاتقها هذه المهمة الشاقة المحفوفة بالصعاب والمخاطر الشديدة.
ينطوي هذا الفيلم الوثائقي على مفاجآت لا تخلو من الإثارة والتشويق والترقّب الذي يفضي غالبًا إلى صدمة تذهل المتلقي المنهمك في متابعة هذه المغامرة المثيرة التي تحبس الأنفاس في بعض اللقطات والمَشاهد الغريبة التي لم يألفها الإنسان المتابع لهذا النمط من الأفلام الوثائقية التي تُعنى بعالم الحيوان بشكل عام.
ترتكز قصة الفيلم على العالِم البيولوجي ويل كرامبتون الذي أمضى عشرين عامًا وهو يدرس السمكة الكهربائية التي تتمتع بقوى تكنولوجية (قد تبدو للإنسان العادي) خارقة، بل أن الإنسان المتعلّم والمُثقف لا يجد بُدًا من الاندهاش والاستغراب وهو يرى الأنكليس الكهربائي يصعق تمساحًا ويشلّه حركته تمامًا، ويضطره للهروب من المواجهة، كما أن الصعقة الكهربائية لهذه السكمة كافية لطرح حصان قوي أرضًا، كما أنها كافية لإيقاف نبض القلب البشري في بعض الحالات!
اكتشف كرامبتون خمسين نوعًا من الأسماك خلال (مغامراته) المتعددة إلى حوض الأمازون الذي يضمّ بين دفتيه 3.000 نوع من الأسماك، وهذا العدد يتزايد باستمرار وقد يصل إلى 5.000 نوع! ومَنْ يعرف أن عرض حوض الأمازون في بعض المناطق يصل إلى 190كم لا يستغرب وجود هذا الكمية الكبيرة من أنواع الأسماك التي تعيش في الأماكن العميقة والضحلة على حدٍ سواء.
إن مغامرة كرامبتون في هذا الفيلم تقتصر على صيد الأنكليس الكهربائي وبقية أنواع الأسماك الكهربائية التي يصل عددها إلى 200 نوع، والأهمّ من هذا هو اصطياد أنواع جديدة من الأسماك الرعّادة في هذا المكان الجديد الذي لم يطأه من قبل.
لم يكن اصطياد السمكة الكهربائية (الأنقليس الرعّاد) عملية سهلة فنهر الأمازون عميق جدًا، كما أن الطين يمنع وصول الضوء إلى أعماق النهر حيث تعيش الأسماك الكهربائية التي تكيّفت على الظلام. ثمة عالمان في حوض الأمازون، عالم الضوء واللون المبهر طوال النهار لكن حينما يهبط الليل يستفيق عالم الظلام الذي تتحرك فيه الأسماك الكهربائية بكل أصنافها وتتجه صوب المياه الضحلة بحثًا عن الأسماك الصغيرة وما يسد رمقها من طعام. تبعث السمكة الكهربائية تيارًا كهربائيًا صغيرًا كافيًا لشلّ حركة الضحية ومنعها من الهروب ثم التهامها بشكلٍ سريع وخاطف. وبغية تفادي المخاطر لابد لكرامبتون أن يرتدي قفازات وجزم مطاطية مضادة للكهرباء بحيث تتحمل عشرة آلاف فولت وهي كافية تمامًا لمواجهة صعقات الأسماك الرعّادة التي تصل إلى 600 فولت. لم ينجح كرامبتون في مهمته النهارية لذلك قرر المجيء ليلاً متسعينًا بأجهزته البسيطة مثل مُستكشف الأسماك الكهربائية، والمصباح اليدوي، وشبكة الصيد. وقد نجح في مهمته جالبًا الأنكليس الرعّاد إلى الخيمة التي نصبوها في مكان ملائم كي يجري اختباراته الأولية على هذه السمكة الكهربائية التي تُعتبر، بالنسبة إليه، صيدًا ثمينًا. وبينما هو يقيس درجة الفولتية التي تتوفر عليها هذه السمكة صعقته لكن الصعقة لم تكن خطيرة جدًا رغم أنها أفزعته وبثت فيه الرعب لأنه سبق أن جرّب صعقة من هذا النوع ولما يزل مذعورًا منها. يصف كرامبتون جسد الأنكليس الرعّاد كله، ما عدا الرأس، بالبطارية التي توّلد الشحنات الكهربائية، أما موضع الصاعق فيقع تحت الخلاصم ويستطيع أن يتحكم بكمية التيار الكهربائي التي يُطلقها على الفريسة ويشلها تماما.
يتناول الفيلم أنواعًا أخرى من الأسماك الرعّادة مثل السمكة السكّينية Knifefish التي تُصوَّر لأول مرة وهي من الأسماك التي ترمم الأجزاء المتضررة من جسدها وبخاصة الذيل. كما تناول الفيلم سمكة السلّور Catfish التي تفضل العيش في المياه المُعتمة وتحت المروج الطافية في المسطحات المائية. وثمة إشارة إلى المخاطر الشديدة من العواصف والأمطار الغزيرة التي تسبب سقوط الاشجار في أثناء هذه المغامرات التي تلهث وراء الجوانب العلمية أولاً لكنها لا تهمل المتعة والمفاجأة والإدهاش.
يقوم هذا الفيلم الوثائقي على بنية بصرية مدهشة في بعض اللقطات لكن يجب ألا ننسى الجانب الصوتي فيه، وخصوصًا الأصوات الكهربائية التي تبعثها هذه الأسماك الرعّادة للتواصل والإبحار والصيد. والفيلم في نهاية الأمر هو صورة وصوت لكن مصادفة هذا الفيلم قد جاءت من الأصوات الطبيعية التي تصدر عن الأسماك من جهة وعن الطبيعة الأمازونية نفسها.
ربما يأخذنا هذا الفيلم إلى الأنواع الأخرى من الأسماك والحيوانات الضارة والمفترسة التي تعيش في هذا الحوض المبهر الذي يُذكِّرنا بسمكة الكانديرو الضئيلة الحجم التي تدخل في أحاليل السبّاحين، أو أفعى الأناكوندا التي تعصر ضحيتها حتى الموت، أو دولفين النهر الذي يبلغ طوله 2.6م الذي تحوّل إلى بطل أحد الأساطير الشعبية المشهورة حيث ينمسخ من دولفين إلى رجل يغوي النساء عند حافات الأمازون.
لا يمكن لفيلم من هذا النوع أن ينجح لولا الجهود الجماعية التي بُذلت في البحث والتصوير والمونتاج حيث بدا الفيلم مشذبًا من الزوائد، وخاليًا إلى حدٍ كبير من الهفوات. ويبدو أن المونتيرة بريندا سبان قد بذلت قصارى جهدها في أن تقدم قصة سينمائية لا تنطوي على أزمنة ميتة أو أمكنة استعراضية لا علاقة بجوهر الفيلم وثيمته الرئيسة. فلاغرابة أن يكون الفيلم منسابًا، مشوِّقًا، ومُكتظًا بالمعلومات الجديدة والمثيرة على الصعيدين السمعي والبصري.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن