الاختبار التركي

عمر أبو رصاع
omarrassa@hotmail.com

2016 / 7 / 16

تركيا دولة علمانية ديمقراطية، حكومتها منتخبة ورئيسها كذلك، معارضتها ممثلة بحزب الحركة القومية التركية وحزب الشعب رفضت الانقلاب كما رفضه حزب العدالة والتنمية، الشعب التركي اسقط الانقلاب نزل للشارع، لم يهتف لاردوغان بل هتف لتركيا، وهتف في وجه العسكر "عودوا لثكناتكم" تركيا اصبحت خارج زمن الانقلابات، والشعب ليس مستعداً للتخلي عن سلطته لأحد.
الديمقراطي العلماني يفترض انه اول ما يروم دولة مدنية لا عسكرية ولا ثيوقراطية الشعب فيها مصدر السلطات، فما معنى فرحة من يدعي انه من هؤلاء بين العرب بالانقلاب؟!
معناه انهم ليسوا ديمقراطيين وان مواقفهم لم تنضج بعد وان ما يعنيهم هو ان لا يصل خصومهم الفكريين للسلطة وحسب، تلك هي قضيتهم أكان بالعسكر أو بالصندوق ليست تلك قضيتهم، نفس السيناريو تشكل بصورة صادمة في مصر ولم يتعلموا الدرس، صحيح ان من اسقط مرسي كان جموع الشعب المصري التي نزلت للشارع، لكن من اسقط حكم الشعب بعد ذلك لم يكن السيسي، بل كان هؤلاء تماماً الذين يفترض انهم طلائع الثورة الديمقراطية العلمانية، هؤلاء الذين صفقوا للتعامل العنيف مع رابعة، وخونوا البرادعي، وصفقوا لسحل الديمقراطية في مصر ومصادرة الحريات التدريجية حتى اصبحوا هم انفسهم ضحية ذلك، إلا من رحم ربي بطبيعة الحال من امثال الدكتور علاء الاسواني والدكتور محمد البرادعي.
اسقاط اردوغان عند المعارض الديمقراطي العلماني يتحقق عبر صندوق الاقتراع هذا عند من كان كذلك فعلاً، وليس على يد مغامر عسكري طامح للسلطة على مبدأ عدو عدوي صديقي، اثبت معارضي اردوغان في تركيا انهم فعلاً ديمقراطيين علمانيين فكل الاحترام لحزب الحركة القومية وحزب الشعب على هذا الموقف، فيما اثبت نظائرهم العرب إلا من رحم ربي ان الديمقراطية العلمانية عندهم ليست إلا تمويه وقشرة كاذبة، هذا ما عكسته تعليقاتهم الفرحة بالانقلاب على صفحات الفيس بوك وتويتر، ورغم انهم اكثر من عانى على يد العسكر ولازال يعاني، إلا انهم كما هو واضح لم يستوعبوا بعد درس اولوية ديمقراطية الدولة ومدنيتها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن