هؤلاء هم قادة شعبنا الفلسطيني!!!

تحسين يحيى أبو عاصي
t.y.a.2015@hotmail.com

2016 / 7 / 14

هؤلاء هم قادة شعبنا الفلسطيني!!!
د . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – الخميس 14 / 7 / 2016 م
في وطننا فلسطين خاصة في قطاع غزة لا كهرباء ولا مياه ، ولا بنية تحتية ، ولا تعليم ولا صحة ، ولا كرامة ولا عمل ، ثم يتحدثون عن الوطنية باسطوانات مشروخة ، فالمواطن هو فقط في ثلاث " يوم الانتخابات ، ويوم دفع الضريبة ، ويوم الحرب " ، لم نرَ منهم إلا العذاب يتلوه العذاب حتى مُتنا ونحن أحياء ، ولتستمر مواكبهم تنعق في أبواقها حتى لو احترق كل الشعب الفلسطيني ..
كنت أتمنى ، وكان فعلا ماضيا ناقصاً ! ، أن يزور قادة شعبنا البيوت المستورة ، أن يتحسسوا عذابات الناس ، أن يفتحوا أبوابهم وصدورهم للاستماع لهموم المواطنين ، أن ينزلوا إلى الشارع ويقابلوا الشباب وينصتوا إليهم ، أن يتعذبوا كما نتعذب نحن من قطع الكهرباء ، ومن ضيق الحال ، ومن قلة العلاج ، ومن انعدام الدخل وغياب فرص التعليم الجامعي بسبب الفقر ... الخ ، لكن قادتنا ماهرون على شاشات التلفزة ، واللقاءات الصحفية ، واصدار البيانات والتصريحات ، والنفي والاستنكار ، والإدانة والشجب ، وموائد الطعام الفاخرة ، وحتماً سنجدهم بيننا في موسم تهاريج الانتخابات ، يُضللون الموتورين والبلهاء ، هكذا هي الغوغاء في الشارع ، وعلى السياسي الماهر أن يُحسن تسييرها لصالحه !! ، قولوا لنا بربكم معشر القادة : ما الذي يجمعنا بكم !؟ ..
أخي المواطن الفلسطيني : ابحث عن قاروة غاز طهي الطعام بدون توتر ولا عناء منك إن استطعت ، واجهد ولا تمُت وأنت تبحث عن قوت أطفالك بين المخالب والأنياب ، أخي الشاب الفلسطيني : شُق مستقبلك بأظافرك بين الجبال الوعرة ولا تمت في وسط البحر غرقاً باحثاً عن مستقبلك ، ولا تحتً أنفاق الظلام لتجمع مهر عروستك ، ابني الطفل الصغير: لا تترك مقعد دراستك وتقف على مفترقات الطرق تبيع الماستك والمحارم الورقية ؛ لتوفر ثمن ربطة الخبز لإخوتك ، أمي وجدتي وأختي وابنتي وعمتي وخالتي : أرجو ألا لا تطلقلن زغاريد الموت ...
أيها القادة الفلسطينيون في كل مكان : هل قاسمتم شعبكم رغيف الخبز ؟ وهل سالت دموعكم على مرضى تئن عذاباً ؟ هل استمعتم لكثير من عائلات الجرحى والشهداء الذين يتسولون منكم الراتب والعلاج ؟ بالتأكيد سمعتم بهم ولا زلتم تتدفؤون على نيران عذاباتهم في أيامكم العاصفة ، هل شاركتم شعبكم محنته وعذابه في الهدم والقتل والتشريد ؟ بالتأكيد نعم من خلال تهريجاتكم الاعلامية فقط ، والعجيب أننا نجد من يُصفق لكم ، ويهتف باسمكم ، ويُسبِّح بحمدكم ، ويُقدِّس لكم ، فوالله لا نؤمن بكم ، وليت قومي يعلمون ..
والآن وبعد مشوار المعانة الطويل ، نحتاج بشدة إلى وزير للشوكولاته ، ووزير للنفايات ، ووزير للصرف الصحي ؛ ليخففوا الأعباء عن كاهل المواطنين في فلسطين الذبيحة ، بس المهم يكونوا وطنيين أحرار ليخدموا شعبهم بأمانة كزملائهم الغرِّ الميامين ...
مسكين يا شعب فلسطين فقد وقعت ضحية بين المراهق السياسية ، والفقير السياسي ، والمتسلق السياسي ، والغبي السياسي ، والمنتفع السياسي ، والكل يتاجر بدمك وبدمعك وبقوت أطفالك ، باعك هؤلاء بأسواق النخاسة مرات كثيرة ولا زالت أعينك معصوبة ، فمتى ستزيل العصبة عن عينيك لترى الحقيقة !!؟ ، فاليوم من يعرف منا الحقيقة مغموراً ، ولا يرقص على الحبال إلا القرود ...
(( ... كونوا إنسانيين لعلنا نحيى ولا نموت -$- فالإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا -$- أحبكم فلا تظلموني ))



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن