بعض الملاحظات حول الوضع في تونس الان :

حزب الكادحين
allouch7@gmail.com

2016 / 7 / 9

تتالى التصريحات والتصريحات المضادة وتنتشر التسريبات حول تشكيل الحكومة المرتقبة خلال الساعات القادمة ويبدو الحبيب الصيد ضعيفا اكثر فاكثر وقد زاد من ضعفه السياسي صوته المتلعثم وانعدام الكاريزما لديه وتردده و استهدافه من قبل شقوق في نداء تونس على راسهم حافظ قائد السبسي ورغم ذلك يبدو متشبثا بكرسيه مستغلا خاصة بعض الجوانب الدستورية وهو الذى يعلم ان اقالته لا يمكن ان تتم الا بعد حجب الثقة من طرف البرلمان كما يعرف ايضا انه يمكن ان يمثل خشبة انقاذ مؤقتة لصالح النهضة التى تريد شخصية غير منتمية للنداء على راس الحكومة وهى التى عمل معها الصيد سابقا في فترة الترويكا
ويعبر هذا الرجل عن البرجوازية البيرقراطية التى وجدت نفسها بعد تهريب بن على فاقدة للسند السياسي وتحاول اثبات انه بدونها لا يمكن تحقيق نجاحات في التعامل مع الملفات الكبري وخاصة ملف الارهاب وهو المعروف عنه انه كان رجل الداخلية طيلة سنوات وفي ظل حكم بن على بالذات
اما الباجى المتعب والمتوارى عن الانظار بين الفينة والاخرى فقد لعبت به السنين وفعلت الشيخوخة فعلها فيه ولكنه يتصنع الهيبة والقوة والحكمة متقمصا شخصية بورقيبة الذى استنجد بتمثاله و حزبه ممزق تتقاذفه الامواج بما في ذلك موجة عائلته وهو يعبر عن شيخوخة البرجوازية الكمبرادورية المنهكة بعد انتفاضة 17 ديسمبر والمقاومة الشعبية المتواصلة وقد استنجدت باعوان بن على القدامي وهى تستمد قوتها بالاخص من فرنسا وبدرجة اقل من امريكا
وفي ظل ذلك تحاول النهضة وهى ذراع الاخوان المسلمين في تونس الاستفادة من الاوضاع المتفجرة داخل حركة نداء تونس و تمثل مصالح كبار الملاكين العقاريين الاقطاعيين وبعض التجار المرتبطين بالريع النفطى الخليجى وقد جربت السيطرة على الحكم خلال فترة الترويكا وجنت هزائم مرة على يد المقاومة الشعبية خاصة في النقابات والجهات المحرومة والنساء والطلبة مما اضطرها الى استعمال الرصاص في عدد من الحالات وخاصة خلال انتفاضة سليانة وقد تراجعت خطوة الى الوراء في علاقة بملفات مثل " تحصين الثورة " واسلمة الادارة والسيطرة على الجوامع لتشارك نداء تونس / التجمع المعاد بناؤه الحكم وتعقد صفقة معه على امل توريطه وانهاكه حتى تاكله وخلو الساحة لها فتقطف الثمار وقد نضجت وتقفز خطوات الى الامام مستفيدة من الدرس المصري .
اما الانتهازية ممثلة في بعض الاحزاب اليسارية المغشوشة فهى تحاول اللعب على التناقضات بين النهضة والنداء وانعدام الثقة المتبادل بينهما وما يجري من تناقضات ايضا داخل كل منها للاستفادة كالعادة من بعض الفتات وهو ما دابت عليه باستمرار بما في ذلك ابان تعاملها مع سلطة بن على .
وفضلا عن هذا هناك قوى نقابية وحقوقية واعلامية تحاول الاستفادة ايضا من التناقضات المشار اليها لتعزيز نفوذها سواء داخل المنظمات التى تنتمى اليها او في الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ومما سبق كله نستنتج ان الازمة داخل النظام تستفحل اكثر فاكثر رغم المحاولات المتكررة لحلها على حساب الشعب و منها المبادرة الاخيرة القاضية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التى اصطدمت حتى الان بعوائق مختلفة رغم ان صاحبها ونعنى الباجى قائد السبسي مصر على تاكيد انعها نجحت بالاضافة الى مراوحة ما يسمى المصالحة مكانها .
وفي الاثناء ترتفع الاسعار وتنتشر البطالة ويضعف الانتاج في في قطاعات استراتيجية مثل الفوسفاط والسياحة وتتتفاقم الديون وتتلاشى السيادة الوطنية ويتمركز الارهاب في اماكن استراتيجية في الارياف وتتسع ظواهر مثل الانتحار والفساد وتتزايد الاحتجاجات الاجتماعية الخ ...بما يمكن ان يؤدى الى انفجارات اجتماعية كبيرة مثلما ما حدث خلال انتفاضات الاتاوة والمعطلين وهو ما سيقوى عود المقاومة الشعبية ويجعلها مجبرة على تنظيم نفسها أكثر فأكثر فضلا عن امكانية وقوع عمليات ارهابية كبرى للسيطرة على بعض القرى والمدن مثلما حدث في بنقردان وليس مستبعدا حصول انقلابات عسكرية .

طريق الثورة
تونس 9 جويلية 2016



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن