ما بين قوات الدقشرمة و الدواعش و محو الهُوية

أيمن غالى
mctrade2008@yahoo.com

2016 / 6 / 15

نقرأ فى كتاب " تراث العبيد فى مصر المعاصرة " سطورا عن قوات الدقشرمة الدِّوشيرمة أو الدِّڤشيرمة (بالتركية: devşirme) .. و التى كانت تعتمد عليهم الدولة العثمانية فى الجيش, و المناصب الإدارية الهامة, و كانت تلك القوات تُجلب من البلقان, و أوروبا الشرقية مُغتَصبين من أُسرهم - و هم أطفال - تحت بند ما يُعرف بضريبة الدم .. تُدفع الأطفال إلى معسكرات تدريبات شاقة قتالية و إدارية .. لا يعرفون لهم أباً أو أماً أو وطناً, و لا ولاء لهم إلا لربيبهم و ولى نعمتهم الخليفة العثمانى, و عن طريق قوات الدقشرمة إستعبَدَ و أذَلَ العثمانيين كل البلاد التى كانت تحت إمرتهم و إكتوى المصريين بنارهم ..
محو هُوياتهم و زرعوا داخلهم هُوية غريبة عنهم لا تعرف سوى المصالح الشخصية و ما تم زرعه من أفكار متطرفة لا تعرف رحمة و لا إنسانية ..
و اليوم تم إعادة نفس سيناريو إنتاج الدقشرمة مع بعض من تم نزعهم من أوطانهم و نزع أوطانهم من قلوبهم و مَحُو هُوياتهم و زَرَعوا داخلهم هُوية لا تعرف وطن, و لا رحمة, و لا ترى أمامها من أهداف سوى تحقيق خرافات تاريخية .. أنهم الدواعش دقشرمة العصر ..
و من قوات الدقشرمة العثمانية لقوات الدواعش المعاصرة نعرف قيمة و أهمية الهوية للأوطان و أهمية محوها من قِبَل الغزاة ..
أمن بلادنا فى الحفاظ على هُويتنا و إرتباطنا بحبات تراب أرض تنبت فيها جذورنا و تحوى عظام أجدادنا ..
للقراءة عن قوات الدقشرمة
- " تراث العبيد فى حكم مصر المعاصرة - دراسة فى علم الإجتماع التاريخى " د. ع.ع, المكتب العربى للمعارف, القاهرة ص61



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن