الخارطة ليست الواقع

كامي بزيع
camybzeih@hotmail.com

2016 / 5 / 26

يتشكل الواقع في اذهاننا بحسب علم البرمجة اللغوية العصبية وفق مفاهيم ومعتقدات وصور شكلناها في عقولنا، وهي مايعرف بالخريطة.
تشكلت خريطة العالم لدينا عبر الحواس واللغة والقيم، خصوصا في مرحلة الطفولة، اي منذ الولادة وحتى عمر سبع سنوات، حيث يتم تشكيل 90% من هذه الخريطة.
نبقى طوال حياتنا نتصرف وننظر الى العالم من خلال هذه الخريطة، لكن في الحقيقة، هذه الخريطة ليست هي الواقع، انما هي الصورة المبنية في اذهاننا عنه، ولهذا فان كل واحد من الاشخاص في هذا العالم لديه خريطة مختلفة عن الاخرين بتصورهم للواقع.
ان الخريطة التي تم بناءها عن الواقع انما جاءت وفق المعلومات التي ادركها الفرد او تم تلقينه بها، ولانه لا يمكن ادراك الواقع بموضوعية تامة لهذا فالواقع يخضع لعمليات الحذف والتعميم والتشويه التي يقوم بها العقل الواعي.
من هنا تكون خريطة الواقع لدى كل شخص، مرتبط بمرجعيته الخاصة، وبالتالي يتم التعاطي مع الواقع وفق الفهم الخاص، اي المفهوم الذهني عنه او التمثيل الذهني الخاص به.
وجاءت البرمجة اللغوية العصبية لتقول لك، قف قليلا وفكّر، هذه الخريطة ليست الواقع، يمكنك تغييرها بما يتلائم مع سعادتك.
ان تغيير الخارطة يؤدي الى تغيير العالم، من هنا كان التغيير من الداخل، العودة الى النفس، الذي سرعان ماينعكس على الخارج.
التعامل مع العالم الخارجي يتغير بتغيير الخارطة الذهنية، وحتى بادراك هذه الخارطة، ومعرفة سلبياتها وايجابياتها.
فكلما كان الفهم مجردا للواقع، كلما كانت هذه الخريطة اوسع واشمل وارحب.
في الخارطة صورتنا ايضا عن انفسنا، تلك التي رسمها لنا الاهل والمدرسة والدين والاصدقاء والمجتمع والتي شكلت بالتالي نظرتنا لانفسنا.
كيف يتم تغيير الخارطة؟
اعد التفكير باعتقاداتك، بالقناعات التي تعتبرها راسخة، بما تعتبره من ثوابت، التي تنظر بها الى نفسك والى الاخرين والى العالم.
ان المرونة تعد شرطا اساسيا لتغيير الخريطة، والبحث والسؤال والقراءة والمعرفة والتحري.
صدق ان هناك الكثير من الخرائط خصوصا تلك التي يمكن لها ان تعكس واقعا اكثر جمالا وتفاؤلا وايجابية، فلماذا تتمسك بخارطتك اذا كانت مؤلمة؟!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن