بيان مجموعة -جدل- الفلسطينية حول تسمية الأماكن في الناصرة وبلداتنا العربية

زاهر بولس
zaherlbs@gmail.com

2016 / 4 / 22

بيان مجموعة "جدل" الفلسطينية حول تسمية الأماكن في الناصرة وبلداتنا العربية:

*لا يمكن القبول بتسمية دوّار او شارع او اي موقع في الناصرة باسم الحركة الماسونية، او اذرعها النواديّة كالليونز والروتري والدولاب الداخلي، حتّى لمجرّد وقوع الارتباط الظنّي السلبي فيما بينهم، والتي هدفها بناء هيكل سليمان المزعوم! مكان الاقصى وقبّة الصخرة في القدس*

*تسمية المكان هي تشكيل للهويّة الانسانية الوطنية المنشودة، وزاوية من زوايا الصراع الوجودي*

مقدّمة:
تقوم الشعوب باطلاق التسميات على "المكان"، أجبلا كان ام سهلا ام واديا ام تلّة ام شارعًا ام مفرقًا ام ساحة ام بناية، او باختصار.. على الجزيئيات المكوّنة للوطن الممتد من جذور الماضي ارتقاءً بالحاضر نحو المستقبل المُنشود، مرورا بتشكّل ذاكرة الطفولة في حيّزها الفردي، لينشأ مدافعًا عنها زارعًا لبذرة تطوّر الذاكرة الجمعيّة للجيل الذي يليه.. هكذا يُبنى حُماة الوطن.

إذن، فالتسميات جزء من المعركة الوجودية، ومركّب اساسي في بناء الفكر الجمعي الانساني القومي في مقابل سياسات التجزئة الطائفية والمذهبية والقبلية والحاراتيّة. والخلاف او السجال حول تسمية ما، هو بالضرورة خلاف على مضامين ورؤى سياسية وعلى النهج كذلك. وفي حال وقوع الظن السلبي حول التسمية فاننا نلجأ الى التسميات المتّفق عليها وطنيًا وانسانيًا.

*الليونز والدولاب الداخلي والحركة الماسونية والمسجد الاقصى*

قامت بلدية الناصرة بتسمية احد الدوّارات في الناصرة على اسم نادي الليونز، والادارة السابقة قامت بوضع قوس عليه شعار نادي الدولاب الداخلي في حديقة موقف سيارات المركز الثقافي المُسمّى على اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

لقد وقع في الحالين اجحاف في حق المدينة واهاليها، لكنا نميل الى الاعتقاد بان هذا الغبن وقع عن دون دراية او سوء نيّة، او هكذا نريد ان نقنع انفسنا حتى نخطو سويّة الى الامام دون معوّقات مضت في سبيلها.

*نحو تفعيل لجنة موسّعة مختصة بالتسميات (ولسنا اول من يقترحها)*

بحسب المصادر الموثّقة في ادبيات مؤلفين خرجوا من منظمة الحركة الماسونية وخرجوا عليها ونشروا اسرارها، فان للحركة الماسونية نوادٍ عالمية ذات اختصاصات او جماهير هدف، تنشط ايضا بين ظهرانينا، واحيانا دون علمٍ مؤقّت من اعضائها، ومنها الناديين أعلاه وغيرهما، وينشط كذلك المحفل الماسوني في الناصرة.

واهم اهداف الحركة الماسونية، البنّاؤون الاحرار، إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم على انقاض المسجد الاقصى وقبة الصخرة! لكن هيهات. ومن هنا يأتي استهجاننا واستنكارنا من اطلاق مثل هذه التسميات في حيّزنا على حيّزنا! ولو لمجرّد وقوع الارتباط الظنّي السلبي فيما بين هذه التنظيمات وكذا مع الاهداف! خصوصًا واننا ابناء حضارة غنيّة عريقة لا تنقصها اسماء يسهل الاتفاق عليها تُستنبط من بحر الثقافة والعلوم والتاريخ والسياسة.

منعًا للوقوع في اخطاء شبيهة مستقبلية، نحن في جدل نقترح تاليف وتفعيل لجنة استشارية شعبية (او توسيع القائمة) يتمثل في نواتها اعضاء البلدية وممثلي كافة القوى السياسية الوطنية في المدينة، واوسع، بحسب الحاجة، تقوم بمسح عام واقتراح تسميات للمكان، ذات علاقة ببناء الهوية الانسانية الوطنية المنشودة. وضمن هذه الرؤية لا مكان لاطلاق اسم الليونز على اي مكان في حيّزنا، ويجب قلع قوس الدولاب الداخلي من حديقة مركز محمود درويش الثقافي.

جدل
نيسان 2016



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن