بلى ! انه العن احتلال !

ناديه كاظم شبيل
nadiakadhom@hotmail.com

2016 / 4 / 15

يعترض بعض الكتّاب الاعزّاء على استعمال كلمة احتلال للتدخل الامريكي العسكري في شؤون العراق الذبيح .اقول بل انه يشمل كل المفردات التي تنتهك حقوق الانسان ، وتبيح تجويع وقتل وخطف وبيع اعضاء الانسان لاخيه الانسان ، وتشمل ايضا مصادرة حق النسان في الحياة الامنه الكريمه .
لمن لم يذق طعم الحصار سأصف ماكان الشعب العراقي الصابر يعانيه من هم وبؤس حينها ولحد الان ، فعندما قرر المجرم صدّام حسين احتلال الكويت ، بدأ بعض العراقيين الذين يمتّون بصلة القرابه او الصداقه الحميميه لبعض السياسيين المتنفذّين ،قام هؤلاء بشراء المواد الغذائيه من الاسواق بهّمة ونشاط ، وتكديسها في بيوتهم بشكل يثير التساؤل عن الدافع من شراء هذه الكمّيات الهائله لدى جيرانهم البسطاء ، فخلت الاسواق منها بين ليلة وضحاها ، وباقي العراقيين الفقراء مندهشين من هذه الفورة العارمة في تكديس اكياس الرز والطحين وقناني السمن وكل مايحتاجه الفرد في معاشه اليومي من مؤونة ومواد تنظيف وادوية وماالى ذلك ، وفجأة ارتفعت اسعار هذه المواد بشكل جنوني ، حيث لم يتمكن باقي افراد الشعب من شراء حليب لاطفالهم الرضّع .
مات حينها ومن غير مبالغه ملايين الاطفال الرضّع خاصة وان (ولّية امرنا ) امريكا قامت فيما بعد بقصف معامل الحليب والادويه والكهرباء ، فاضطر بعض معدومي الضمير بنهب الادويه والحليب من المستشفيات وبيعها في السوق السوداء ، مما راح ضحيّة ذلك معظم المسنّين والمرضى بامراض مزمنه كالضغط والسكر وغيرها من الامراض التي تحتاج لرعايه خاصّه .
لم تكتف امريكا بذلك ، بل قامت بمعونة دول العدوان بقصف العراقيين قصفا عشوائيا ، فكان الشعب مطحونا بين قنابل امريكا التي لا تفرّق بين المجرم والبرئ وصواريخ صدام المضادّه للطائرات التي لا تقل قسوة عنها ، ذعر ما بعده ذعر وارهاب مابعده ارهاب ، خوف وجوع ومرض وظلام دامس يعّم العراق الحبيب ، والضحايا تتساقط دون حساب ، وصراخ وعويل وحزن ودم ودموع .
كان ابناء الشعب المظلوم يفرّون من مدينة الى اخرى هربا من الموت الغاشم ، فالصواريخ الامريكيه لم تنس احد لقد وزعت قنابلها وصواريخهاعلى كل شبر في ارض العراق الجريح .. المدارس والملاجئ والمزارع والمستشفيات ودور العباده ، انه عراق البترول ،يستحق السحق والموت الزؤام .
ماهي الا فترة وبدأت رحمة امريكا تظهر جليّة حتى للاعمى ، فبدأت الاناث يلدن اجنّة مشوهه ، فالبشر والبقر وكل الدواب بدأت تضع اجنة مشّوهه ، باربعة ارجل ورأسين واربعة اعين وهلم جرّا .
واصيب الاطفال الناجون من التشوهات بامراض غريبه منها الكساح الذي جاء زائرا غير مرحب فيه في كل بيت تقريبا ، هذا الكساح شمل ايضا كبار السن ، فجأة ينحف الشخص نحافة مفزعه ثم يرقد في الفراش دون حركه . علاوة على معوقي الحرب الذين فقدوا حاسّة البصر او بترت اعضاؤهم نتيجة القصف العشوائي الغاشم .
كل هذه المعاناة والشعب العراقي المثخن بالجراح لا زالت الحرب العراقيه الايرانية تدمي جراحه ، ولا زالت (اللافتات )السوداء التي تنعي الشباب الغض معلقة على جدران البيوت ، نزيف دماء لا يتوقف ساهمت فيه كل الجبابره ، والشعب يدفع ضريبة فادة الكلفه ، فلذات اكباده الذين زجّوا في حروب عبثيه لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
جاءت حرب اخرى وهي الاشد ضراوة ، انها موجهة ضد صدام ، ولكنها طالت العراق باسره ، ولا زال صوت الطائرات المرعب يطن في اذن كل عراقي شريف ، ولا زالت اصوات طائرات مابعد الحرب التي تطلق اصوات تصمّ الآذان ، تزيد في معاناة الناس الابرياء وتقذف الرعب في قلوبهم الطاهره .
بعد كل هذا ، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها ، جاءتنا امريكا بحكومة منتقاة بخبث ، لصوص معدومي الشرف والضمير ، يسرقون نفط العراق ، وخيرات العراق ، يفجّرون ويقتلون ويذبحون ، السنوات تمر ، والشعب يفرّ والحكومة تكر ّ ، وخزينة دولة شبه فارغه .
ثم لتكمل معروفها على العراق اتت وباعتراف وزيرة خارجيتها بيل كلنتون بداعش وماادراك ماداعش ، احتلال و سبي وقتل ومتاجره بالاعضاء وتفخيخ ، ونهب للنفط وللاثار النفيسه ، كل هذا ويريد منّا بعض الاخوه الاعزاء الامتنان لما قامت به امريكا من .....تحرير العراق من قبضة (المنبوش ) صدّام .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن