قديسة ٌ لا يوجد مثلها على الأرض

فرات إسبر
furat1958@hotmail.com

2016 / 3 / 8

بمناسبة يوم المرأة
فرات إسبر

قديسةٌ ، لايوجد مثلها على الأرض .


أن الأرث َ الذي تركه رجالُ الدين ،ما زالت المرأة تدفع ثمنه إلى يومنا هذا وذلك لخطورة مزاعمهم وأقوالهم عن المرأة و يُعمل بها ونحن في عصر التكنولوجيا الحديثة .
هذه الصورة التي ُطبعت في عقول البشر عبر أجيال ٍ وأجيال ومنذ ارسطو وما توصف به المرأة إلى يومنا هذا ساهم في هذ ا الوعي المتخلف رجال الدين والفلاسفة بشكل كبير، إذ نلاحظ الفارق الكبير بين فلسفة ارسطو وغيره من رجال الدين ، ما بين نظرتهم إلى الحياة العامة ونظرياتهم الفلسفية ، التي لا يمكن أن تقارن بين نظرياتهم عن المرأة التي وضعوها في أدنى المراتب .
فلا فرق َ بين رجال الدين والفلاسفة في نظرتهم الدونية إلى المرأة، أذ ينظر إلى الرجل نظرةً أعلى منها مستوى مما ينظر فيها إلى المرأة .
ألم يعتبر القديس توما الاكويني بأن الرجل أعلى من المرأة وأن مصير المرأة خاضع لتأثير الرجل ولا سلطان لها على سيدها .
ومن توما الاكويني إلى القديس جيروم الذي لم يشجع على الزواج كي يبقى الجسد طاهرا من ملامسة المرأة .
لم تتغير نظرة رجال الدين إلى المرأة وهذا أيضا يشمل رجال الدين جميعا في كل الأديان بدون استثناء .
رغم التفاوت الزمني والتاريخي إلى يومنا هذا وما زالت النظرة ذاتها إلى المرأة نظرة دونية وساقطة ولم تغير الحداثة والثورات والوعي من عقلية رجل الدين اليوم ولا من عقلية المثقف والسياسي ،هم يدعون إلى تحررها تماشيا مع روح العصر ولكنهم في دواخلهم يحملون أرثا ثقيلاً ، بدليل أننا لم نشهد ثورة حقيقية يقوم بها الرجال ضد سبي النساء وبيعهن في العراق وسورية .
عبر التاريخ ورغم قصور الفلاسفة ورجال الدين في فهم المرأة ككائن بشري ومخلوق مثله مثل الرجل يملك العقل والروح والجسد ، لم نجد تغييراً جذرياً في حياة المرأة بشكل عام سواء من أي البلدان والمجتمعات كانت ،كأن هناك علاقة خفية بين الرجل والمرأة لا تحكمها النظريات ولا الفلاسفة .
المسألة معقدة ، وعبر التاريخ بدءا ً من آراء القديسين إلى عصر الأسلام إلى هذا اليوم ، يبدو أن هناك قضايا غامضة جدا في نفسية المرأة وسلوكيتها وعلى الرغم من تطور وضعها السياسي والأقتصادي والأجتماعي بقيت خاضعة نفسيا ً لعلاقتها بالرجل فهناك خيط خفي يؤكد بأن المرأة وبالرغم من ظروفها سواء أكانت اوروبية أو عربية ورغم اختلاف القوانين والأنظمة تبقى المرأة هي المرأة ، والسؤال الكبير لماذا بقيت هيلاري كلينتون مع زوجها رغم الفضائح والخيانات التي قام بها ، هل كانت هيلاري ضعيفة في حماية نفسها في مجتمع تكون فيه المرأة أقوى من غيرها من باقي النساء في انحاء العالم ,وبذلك نجد عذرا ًمخففا للنساء العربيات ، اللواتي يتجاهلن عمداً كل اساءة من الرجل .
هل كانت هيلاري وعبر هذه السنوات تعيش بانتظار أن تصبح سيدة للبيت الأبيض بغض النظر عن المعاناة النفسية التي لحقت بها ، وماذا نقول عن المرأة التي تتحمل جميع المشاق لحماية اسرتها وليس لغاية سياسية ، سنقول عنها وبالتأكيد أنها قديسة ، لايوجد مثلها على الأرض بين الرجال .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن