أمهلني بعض الوقت..

نبيل محمود
nabeel568@yahoo.com

2016 / 3 / 5

فيما الزمان ينصهر كساعات دالي السائلة
أتساءل كم هو الوقت؟
وفي أيّ يومٍ من أيام الأسبوع نحن؟
أمهلني بعض الوقت لأتذكّر..
كنتُ هناك..
وحلمتُ بجثتي المذبوحة تحمل رأس صديقي
مضيتُ يساراً..
وانعطف يميناً..
فبلغنا ساحة العدم سريعاً
في مدينة الأخطبوط المنهمكة بألف خطيئةٍ وخطيئة
كان القاتل من بعيد..
يرمقنا مقهقهاً
ويقلّب بين يديه ذكرياتنا وأفكارنا الملعونة
أمهلني بعض الوقت فقط..
لأتذكّر ذلك اليوم الدامي
في التقويم السوريالي
حين عوى الليل وزأر النهار
وتجعّد المكان حول خراطيم النفط الخرافية
كان السائل الأسود يندفع بسرعةٍ
لزجاً كالخبْثِ وقاتماً كالـمَقْتِ
ويجرف أوطان الشرق من بقايا الشعوب..
أمهلني بعض الوقت لأتذكّر..
.. هل سأتذكّر؟
فهذا الذي اسمه الزمان
كان يدور بنا في نفس المكان
حتى أفْقدنا الدُّوارُ حسَّ الاتّجاه
وحتى أوشك أنْ يترسّخ فينا الإيمان..
أنّ في الأصل ذنوب *
وأنّ الغفرانَ في النضوب؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* (... كان عمال شركة النفط في كركوك ينزلون في حفرياتهم إلى أعماق بعيدة الغور في الأرض. وفي يوم 14 تشرين الأول 1927م فاضت إحدى الحفر بالسائل الثمين، وأخذ يتدفق بغزارة هائلة، فأدى ذلك إلى مقتل ثلاثة من المهندسين وبضعة أنفار من العمال، ولم تقوَ الجهود على سد فوهة هذه البئر إلا بعد عشرة أيام، كان النفط يتدفق خلالها...) عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث ج3 ط7، دار الشؤون الثقافية، بغداد-1989، ص49. كأنّ الدلالةَ الرمزيةَ لهذه الحادثة، إذا ما قُرئت بما أعقبها من أحداث تاريخية، إشارةٌ مبكرةٌ لما سيلحق بالعراقيين من لعنةٍ وكوارث، في ظل الإدارة السيئة لموارد هذه الثروة، والصراعات المحلية والعالمية حولها؟!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن