القصيدة العنقوديّة 21

شعوب محمود علي
m.shaoub@yahoo.com

2016 / 2 / 6


(خلع القميص البدوي)
حطّمت الغطرسة الرعناء,
نفيت غروري
وقميصي البدويّ خلعت,
وبعت جمالي
في سوق عكاظ
وتركت الرحلة صيفاً,
وشتاءً
وعبور البادية الممتدة حدّ الأفق
ورسمت على خارطة الطين
آثار حضاراتي المرصوفة فوق الرف
علّقت اللوحة في مرمى
هدف الاحلام,
ودرت بقبّتي الفلكيّة
وغطست بمنهل صحوي,
اودع خيمة احلامي البدويّة
ولأفتح باب مدينتنا الخضراء,
شوارعها العربيّة
(السيف يعلوه الغبار)
في الخيمة كان السيف معلّق
يعلوه غبار التاريخ
والخيمة أضحت
في متحف مهمل
وجواد قبائلنا البدويّة
لا يصهل في أقفاص متاحفنا العربيّة
(الغوص)
تسقط فوقي نجمة , ونجمة
تضئ غور البحر
عدوت خلف الضوء من سنين
بقلبي الحزين
في ظلمات البحر
الاحق الحيتان
والسمك المزهوّ بالألوان
اخيلتي تدور في شعاب
حقل من المرجان
اتابع الضوء ,
أُغنّي الصمت في الأعماق
اشقّ درب السمع للنبات
ابحث عن توحّد اللغات
بين ضجيج ذلك البركان
وثورة الانسان
في مهرجان الأرض, والطبيعة
(رفيف عصافير)
قلبي يتجذّر فوق بساط السندس
في البستان
من تحت النخلة
كان السعف مظلّة
باركت النخلة ,
بورك ما في العذق من الرطب المتساقط
في الأفراح, وفي الاحزان
في اللحظة بعد اللحظة
في كلّ مكان تغنّي ,
وصوتك يغدو رفيف عصافير
فوق الأغصان
(سفينة مهزومين)
ابحرت بقارب
من جذع النخل
لعبور محيط دم
من تحت الأفق تلاشت جزري
كسراب الأرض , وغاب عن النظر
حلمي الممتد من الواحات الى الصحراء
غرقت , رسبت الى أعماق القاع
وتبخر كل الماء
ظمأت , فعدت سفينة مهزومين
القت مرساتها في الصحراء..
(الطيور في القدح)
تفرّد لحنكَ يُنشر في الأقطار
لون الأُغنية البدويّة
ورنين كؤوسكَ قبل رحيل الليل,
أدقّ على منضدة الخمر,
فأشهق عند الرشف
وكأنّي أرى في قدح الخمر طيور الحب,
وديكاً يعلن
للحانة, والخمّار
إنّ قطار الصبح وشيك عند محطات الأحلام
في ظلّ إطار الشعر , وأبراج الكلمات
(الوشم)
قرأت فوق جلده الوشم
بداية الوجود , والعدم
مذكّرات عمره النابت كالأشواك
وهو مع الأحلام
يصارع الأيّام
ويرسم السماء
وقبّة الليل التي تورق بالأضواء
في لوحة تحملها الأمواج فوق الماء
(الخوف)
أُدرك إنّ الخوف
يعيش خلال تصوّر ما لا يدرك
كيف تجذّر؟
كنتُ القَفَصَ المُرهِقَ
أعقل فيه الخوفَ
ففرّ الخوفُ من الخوفِ
فعزمتُ لغلق
نافذة الذّات
جدران الذات,
أدقّ مسامير الكلمات,
لأطرد طير الخوف
من قفص الخوف



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن