الاستاذ سلامة كيلة المحترم /3

عبد الرضا حمد جاسم

2016 / 2 / 3

اعتزاز و احترام:
اللص الصغير و اللص الكبير :
على صفحتكم في الفيسبوك قول بصيغة شعار منسوب الى لينين يقول : (لا يجب على الشيوعيين مساندة لص اصغر في مواجهة لص اكبر اشد خطورة يجب على الشيوعيين استغلال التناقض بين اللصوص لاستهدافهم جميعاً ).
و تُصيغهُ ماركسياً حيث تقول: [من الفيسبوك ايضاً 28/12/2015 :[(الغاية تبرر الوسيلة يا صديقي صار من الماضي؟ هذه رؤية منهجية تفرضها الماركسية، لانها لا تسمح بالتعامل مع عدو نكاية بآخر، بل تفرض مقاتلة العدوين حتى وهما يتقاتلان).] انتهى
نأتي على القول الاول المنسوب الى لينين لنناقشه مع استاذنا الفاضل سلامة كيلة و اسأل :
1. من هو الشيوعي المقصود هنا و تحت أي ظروف قيل ذلك القول قبل ما يُقارب من قرن كامل؟ هل الشيوعي المقصود هنا هو الفرد او حزب أو نظام اجتماعي...؟
2.هل المصانع "الشيوعية" او التي عمِلَ فيها شيوعيين في زمن الاتحاد السوفييتي...حتى خلال فترة لينين القصيرة نسبياً... لم تستورد او تستقدم او تستخدم مواد اولية او معدات او مواد خام من دول يديرها لصوص و عن طريق تجارة فيها لصوص صغار يتصارعون مع لصوص كبار.؟
3.هل الشيوعية وقفت موقف المتفرج في حرب بين لصوص صغار ضد لصوص كبار ؟ (حركات التحرر الوطني التي نهضت بها البرجوازية ...او كانت جزء منها)...أم انها حاربت الاثنين في أن واحد حتى عندما تقاتلت البرجوازية مع الامبريالية؟
4.الم يتعاون الشيوعيين مع البرجوازية في الثورة الروسية؟
5. ألم يتحالف الشيوعيين مع غيرهم في حماية الثورات الوطنية و فيها الكثير من اللصوص الصغار و المتصارعين مع اللصوص الكبار؟ الم يتفق لينين مع القيصرية الالمانية في سفرته من سويسرا الى بلاده.؟
6.كيف يستغل الشيوعي التناقض بين اللصوص (اللص الصغير و الكبير) لاستهدافهم جميعاً؟ هل يقفوا مكتوفي الايدي ينتظرون نهاية التطاحن ليجدوا امامهم رُكام يعجزون او يفشلون من اعادة هيكلته حتى؟ ؟ أم يعملوا على توسيع الخلافات بينهما و ينتظروا النتائج او يقاتلوا الاثنين معاً في نفس الوقت؟
7.بماذا ينشغل الشيوعيين في خضم الصراع بين اللصوص الصغار و اللصوص الكبار؟ هل ينشغلوا بالسفسطة و التنظير او الجلوس على ناصية الشارع لوضع الخطط لاستهداف الجميع...أو انتظار النتائج؟
8.هل لدى الشيوعيين امس و اليوم و غداً من القدرة او الامكانية لمحاربة اللصوص الصغار و اللصوص الكبار و استهدافهم جميعاً ؟
انه قول مع الاعتذار الشديد و الاسف الكبير فيه من السذاجة الفكرية حتى عند" لينين نفسه عند طرحه" إذا قصد به ما يقصده ناقل القول لأن لينين اول من تجاوز عليه... لذلك هذا القول لا يجب ان يُستخدم للانتقاد او اتهام الغير بالقصور و لينين يعلم ان بين صفوف رفاقه من هم لصوص سواء من حزبه او من الذين تحالف معهم...
منذ اول تفسير لهذا القول و أول تطبيقاته يظهر ان لينين هو اول من تجاوز عليه في مشاريعه الاقتصادية في بداية الثورة و ربما مشاويره السياسية و الاجتماعية و الادارية.
الا يوجد بين الشيوعيون لصوص صغار و كبار ؟
الا يعتبر الكثير جداً من الناس في العالم(افراد و احزاب و مجاميع) ان الشيوعية سرقة و لصوصية ؟
هذا القول يتيح لأعداء الشيوعية و أتاح لهم محاربة الشيوعيين و قتالهم و قتلهم في كل مكان في العالم...
بعد تغيير بعض الكلمات في ذلك القول يمكن ان يستخدمه كل فرد و حزب و مجموعة بشرية و دولة... كأن يكون القول : [ " لا يجب على اللص الصغير مساندة شيوعي في مواجهة امبريالي / راسمالي/ فاشي/قومي / ديني يجب على اللص الصغير استغلال التناقض بين الشيوعي و عدوه؟
هل اللص الصغير بعيد عن اللص الكبير؟ أم أن هناك مشتركات كثيرة بينهما و اختلافهما ليس عقائدياً انما اختلاف على نسب او حجم المسروقات و توزيعها او على مناطق نفوذ و هم بذلك يلتقون سريعاً ضد عدوهم العقائدي الذي يحاول منعهم من السرقة؟...
هذا القول يا سيدي يصلح لحارة صغيرة يظهر لأهلها اللص الصغير من بين مدرسة اللص الكبير و ناس الحارة يريدوا دفع شر اللُصين ليحافظوا على ما يملكون... فلا يقفوا مع لص ضد لص انما يتمنوا ان يتقاتل اللصان ليقتل بعضهم الاخر و يتخلصوا منهما. او ينفردوا بالناجي منهما للتخلص منه...أن استغلال التناقض بين اللصوص لاستهدافهم جميعاً يحتاج امكانيات هائلة عندما يطبق على تنافس احزاب او صراع دول او تقاسم مناطق نفوذ....فهل الفرد او الحزب او الدولة او المجمعة المسلحة قادرة على ذلك؟
هذا القول لا يصلح لعلاقات الأحزاب و الدول و المجتمعات اليوم حيث الغلبة فيها للص الكبير بمساعدة و تنفيذ و تأييد من اللص الصغير
لكنه قول "صحيح" في سياق المدينة الفاضلة (الحالة الفُضلى)...
و هي (الفاضلة) اين و متى و كيف يتم تصريفها في هذا العالم المبني على اللصوصية؟.
هل هذا الطرح يتناسب مع (جوهر الماركسية هو التحليل الاقتصادي ) او مع (جوهر الماركسية هو التحليل الملموس للواقع الملموس)؟؟.
اليكم ما قاله الاستاذ سلامة كيلة في مقالته المهمة جداً و التي اتمنى ان يطلع عليها من يهتم بمثل هذا الموضوع و هي تحت عنوان : من هو الشيوعي اليوم /04/09/2012 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=242788
نقتطف منها العبارتين التاليتين و نناقشها مع قول لينين الخاص باللصوص اعلاه.
1.[ *( لهذا فإن الشيوعي في فلسطين هو المقاتل من أجل تحريرها، والذي يقدّم خياراً يسمح بتفكيك الكيان الصهيوني، من أجل دولة ديمقراطية علمانية، هي الطابع العام الذي يجب أن ينتصر في كل البلدان العربية. لا أن يقبل بقرار التقسيم أو بالدولة الصهيونية على حدود سنة 1948، أو على أي حدود. أو أن يصبح داعية "سلام" مع المحتل. أو يتخلى عن 80% من الأرض الوطنية. أو لا يقود الصراع المسلح والشعبي ضد الاحتلال من أجل الاستقلال والتحرر.)] انتهى
اقـــــــــــول : هل تفضلتم بتقديم خيار يمكن بواسطته تفكيك الكيان الصهيوني لكونك المعني هنا لكونك شيوعي فلسطيني؟
هل لديك الامكانية لأن تحارب الكيان الصهيوني اليوم و تُفككه؟
هل تحتاج الى من تتحالف معهم في ذلك؟
هل بين من تتوقع ان تتحالف معهم لتفكيك الكيان الصهيوني (لص صغير او لص كبير)؟
الكيان الصهيوني لص صغير سرق ارض فلسطين و الامبريالية لص كبير يسرق العمال و الفلاحين و المفقرين...هل لديك الامكانية على تأجيج التناقض بينهما و استغلاله لمقاتلتها؟
هل تتفق مع حماس او فتح او الجهاد الاسلامي الذين يدعون انهم يحاربون الكيان الصهيوني و يريدون تفكيكه؟
من ايلك لك الدعم اللازم لتفكيك الكيان الصهيوني...هل تتحالف مع ايران و حزب الله و روسيا و مصر و السعودية؟
الغريب ان الاستاذ سلامة كيلة يرفع في صدر صفحته على الفيسبوك الشعار التالي : ""من اجل تحرير فلسطين نريد اسقاط النظام""... عاد بي هذا الشعار او اللافتة الى قول صدام : الطريق الى القدس يمر عبر الكويت.
و فول الخميني : الطريق الى القدس يمر عبر بغداد و شعارات مشابهة اخرى لا تعني الا افلاس سياسي...لأنها غير صادقة و غير عملية و تجري على دماء ابرياء و في ساحة اخرى و هو نفس ما قاله الارهاب القاعدي عن تحرير افغانستان او ما يقوله البعض من الجهاد ضد المسلم الظالم او الحاكم الظالم...و هذا ما فسر و يُفسر تواجد الانتحاريين الفلسطينيين في العراق و سوريا و ليبيا و مشاركتهم في قتل الابرياء. لماذا لا ترفع شعار اسقاط السلطة الفلسطينية او اسقاط النظام الاردني او المصري او العراقي... اقول لرافع هذا الشعار الاستاذ سلامة كيلة : لن يكون الوضع الفلسطينيين و الوضع الفلسطيني افضل من حالهم اليوم في العراق و ليبيا و ربما مصر ...و حال القضية الفلسطينية اليوم...و لن تكون هناك سوريا اليوم و لا مخيم اليرموك او غيره من المخيمات...و سيكون حال الفلسطينيين حال اخوتهم بعد احتلال العراق و سيكون حال المسيحيين كذلك.سوف يدفع الفلسطينيين الثمن غالي سواء انتصرت الثورة في سوريا او بقي النظام و اذا رُموا على الحدود في العراق... في سوريا سوف لن يجدوا حدود يلجؤون اليها.
2.[ *( والشيوعي في العراق المحتل يجب أن يكون ضد الاحتلال. ليس فقط بل أن يخوض الصراع ضد الاحتلال. أن يقاتل الاحتلال. من أجل تحرر العراق.)] انتهى
أسأل الاستاذ سلامة كيلة...من اين للشيوعي العراقي السلاح و الدعم المالي لمقاتلة الاحتلال؟ هل يطلب ذلك من الص الصغير او يبحث عن لص كبير؟
ماذا تقترح على الشيوعي العراقي لو كان في مكان مستعد لقتال المحتل و حضر عنصر من عناصر القاعدة يريد ان يزرع عبوة ضد اليه من اليات الاحتلال ...هل يقتله او يوشي به او يعتقله و يسحب العبوة ليزرعها هو؟ ماذا يفعل لو تواجد في مكان و هناك تصادم مسلح بين الامريكان و البعثيين...و البعثس لص صغير و الامريكي لص كبير؟
استاذي الفاضل أكبر مثال على سقوط هذا القول (قول لينين) و تفسيره في الواقع هو التعاون حد التحالف الذي جرى بين الاتحاد السوفييتي ( ستالين) اضطراراً و الامبرياليتين البريطانية و الفرنسية و الرأسمالية الامريكية في الحرب العالمية الثانية ضد النازية.... و قبلها مواقف اصغر للينين سواء حياتية خاصة او رسمية سياسية و اقتصادية و اجتماعية كما قلنا.
يمكن ان يكون ذلك القول مقبولاً من شخص منفرد (مفكر) لا تأثير له على الاخرين في تزاحم الحياة يُفكر في كتابة جزء من كتاب عن (المدينة الفاضلة) ليُبين لهم القمة فيما يرى عسى ان يسعوا في طريقها و هو و هم كاسبين اينما ارتفعوا عن القاع او السطح... قد يتمكن شخص منعزل منفرد ليقرر لنفسه هذا القرار و يحتفظ به لنفسه لكنه لا يستوي لو كان في حياة كلها صراع ...لا يستطيع اي حزب او دولة صغيرة كانت او كبيرة ان تعيش في هذا الوقت دون ان تتحالف و تلتقي مع لص هنا او لص هناك سواء كان هذا اللص كبير او صغير...و هذا ليس الان انما منذ قرون.
اما ( الغاية تبرر الوسيلة) فهو قول منحرف يسمح و سَمَحَ و سيسمح للمجرم بالتفاخر بإجرامه و للسفلة اتيان كل معيب ... اليوم هذا القول يحرك السياسة الدولية...لن تجد قول فرضته القوة و الاغراء و التآمر و السفالة السياسية و الدينية اقوى و اكثر تأثيراً و تدميراً من هذا القول و معانيه الاخرى مثل الدفاع عن المصالح و السياسة فن الممكن و الاحلاف العسكرية و غيرها. هذا القول ليس كما تفضلتَ (صار من الماضي) انه قول الحاضر الذي يحرك كل شيء و هو قول المستقبل الذي لا يعلو عليه قول...روسيا كما تفضلتَ تريد موطئ قدم في الشرق الاوسط وهي غايتها و وسيلتها لذلك استغلال ما يجري في سوريا...أمريكا ارادت الانفراد في العالم ...هذه غايتها فكانت وسيلتها تدمير العراق...ايران تريد مد نفوذها و نشر مذهبها ...هذه غايتها و وسيلتها اثارة المشاكل اينما وصلت يدها...تركيا تريد العودة الى السلطانية العثمانية ...هذه غايتها و كانت عصابات الاجرام و التآمر وسيلتها ...اسرائيل تريد دولتها اليهودية من الفرات الى النيل ...هذه غايتها و التآمر على محيطها وسيلتها...الغرب يريد استقرار وضعه الداخلي الذي يميل اليوم الى عدم الاستقرار (الانفجار قريب)...هذه الغاية و الوسيلة هي تأجيج الصراعات في كل مكان ...و هكذا في كل مرفق من مرافق الحياة اليوم...و هذا القول اي الربط بين الغاية و الوسيلة اليوم "يتطابق" مع صراع الاضداد...و "يمكن" ان (( يدخل في "الديالكتيك"))...و "يُمكن" ان تؤلف في ذلك مجلدات و تُنشر حوله مقالات اكثر مما نُشرت حول "الديالكتيك و قوانينه"..
نعيد هنا للأهمية ...كيف تحالف الاتحاد السوفييتي (ستالين) مع الامبرياليتين البريطانية و الفرنسية ضد النازية ( هتلر) و هو يعرف انهما تآمرا عليه و كان تشرشل شخصياً قد ساهم في ذلك و ان لهما(الامبرياليتين) دور في انتصار الفاشية في الانتخابات الالمانية في بداية الثلاثينات؟ ...و قبلها(الحرب) كيف وَّقعَ الاتحاد السوفييتي على معاهدة ريبنتروب ـ مولوتوف عام 1939 و معها معاهدة القرض الالماني الذي نصت على شراء الاتحاد السوفييتي سلع و مكائن و مصانع الماني و يسددها مواد خام.؟... و بعدها كيف ظهرت "فلسفة" الحياد الايجابي و التعايش السلمي و عدم الانحياز و اللقاء في منتصف الطريق... و دول الاطراف و الجبهات الوطنية...و قبلها الدكتاتورية و الديمقراطية و الحروب الدينية و حتى جرائم اللصوصية او السرقة البسيطة...حتى (من حق الجائع سرقة رغيف الخبز)؟؟!!!!!
كيف دعم ستالين الكنيسة اثناء الحرب الثانية؟ و كيف تم نهب المصانع و العلماء الالمان بعد هزيمة النازية؟ و كيف قامت امريكا باستخدام السلاح النووي ضد اليابان؟.....
هناك مجلدات تؤكد استعمال و استخدام هذا القول في الحقب السحيقة و الحاضر و سيستخدم في المستقبل بشكل لا يُصدق.
انك استاذي الفاضل تعارض النظام و تعارض داعمي النظام اشخاص و احزاب و تنظيمات و صحف و اعلام و دول ( المحليين و الاقليميين و الدوليين)... و تُعارض مُعارضي النظام اشخاص و احزاب و منظمات و دول (الاسلاميين و دول الخليج و الرجعية و الاخوان المسلمين و القاعدة و داعش و اسرائيل و امريكا و غيرها) و تنتصر للثوار لأنك لا تملك ما تُقدمه لهم غير ذلك ... و هذه امكانية الكثيرين من محبي الثورة و الثوار و هذا تُشكر و يُشكرون عليه و هو واجبك و هو ايضاً موقف واضح و صريح و تنطلق فيه مما تؤمن به كفرد غير مسؤول ( مسؤول هنا تعني صاحب منصب او موقع وظيفي او حزبي) تنظيمياً او ادارياً (سياسياً او حكومياً) ( شعبياً و طنياً او اقليمياً او دولياً)... لكنك لا يمكن ان تجد تنظيم او حزب او منظمة او دولة او مجموعة تقف معك بهذا الموقف لأنها على تماس تام مع ما يجري و هي او و هم تحت تأثير التعقيد الذي يلف الموقف و تحت نير المصالح و الاماني و التحليل.
اعتقد انك غداً لو طُلب منك ان تقود مفاوضات او مظاهرات او معركة باتجاه حل الازمة ستجد نفسك مطوق بالكثير من القيود و امامك الكثير من العراقيل حتى من اقرب المقربين لك او ربما حتى من عائلتك الكريمة...المواقف المنفردة و العاطفية شيء كما تعرف و الموقف من شعب و دولة و منطقة و مصالح دول كبرى شيء اخر...
الاستاذ سلامة كيلة انت تدعو الى ذلك (محاربة اللص الصغير و اللص الكبير) وانت تحترم ما تؤمن به و في ذلك صدق و نبل و ثقة عالية بالنفس و القيم... لكن في عصر مثل هذا الذي نعيش و في حالة مثل التي تجري يعتبر مع الاحترام و الاعتذار انفصال عن الواقع "ضياع"...او محاولة للهروب من المسؤولية وبالذات اذا استخدم هذا الطرح للنيل من الآخر...
هذا الطرح الغائم يتدارى خلفه طارحه امام الجميع ...و يعطي صاحبه فرصة للتبرير امام الاخر : من انه عارض الامريكان امام من يتهمه بأنه مع الامريكان و عارض الخليج و عارض الاسلام الارهابي و عارض روسيا و عارض الفصائل المسلحة و انتصر للثورة و الثوار و هم المُحاربين من الجميع ...من الامريكان و الروس و الايرانيين و حلفائهم و الاتراك و حلفائهم و الارهاب و داعميهم و النظام و زبانيته و دول الاقليم ...أي ان الاستاذ سلامة كيلة انتصر لمن لا ناصر له اي الثوار و هو صادق في ذلك و انتصر لنفسه "انا" عسى ان تنفع يوماً . لكن ما هي الفائدة و ماذا سيُقدم للثورة او الثوار او الدماء التي تجري منذ خمسة اعوام او للدمار و سيكون منبوذ "الموقف" مهما كانت النتيجة التي تصل اليها الحالة في سوريا.
استاذ سلامة كيلة المحترم من هذا المنطلق انت تهاجم المخالف لتفسيراتك هذه و تتهمه بالقصور في الفهم و فق "المنطق الصوري" و تصل الى حد التخوين بالقياس على ماركس و لينين أي على حال القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
استاذي الفاضل : سوريا ممزقة و كل الفاعلين و غير الفاعلين و حتى المهرجين الافراد على الساحة و خارجها لهم ارتباطات خارجية سواء بقناعتهم او مرغمين عليها فأحدهم و هو رافع راية الثورة و الثوار من بلده الاوربي البارد و يصول و يجول و يتخفى و يستتر و يكشف و يهتف و يقول : (العلوَّيات " النساء من الطائفة الكريمة كما يسميها" ينافسن الروسيات في سوق الدعارة في دبي)...هذا مثال بسيط... و غيرها الكثير
لا يوجد من يحارب اللص الصغير و الكبير سوى بعض افراد الشعب السوري الكريم من المخلصين لوطنهم و شعبهم و لا يملكون سوى دعم بعضهم لبعض هناك في ساحة المعركة المدمرة و هؤلاء يُقتلون من قبل الجميع بما فيهم المهرجين في خارج سوريا ...هؤلاء الثوار اليوم لا ناصر لهم الا جلود و صدور بعضهم هناك...و هم يرون بألم ان وطنهم تم تدميره و اهلهم فتك بهم القتل و الاذلال و المرض و الجوع و التشرد و الحروب الجانبية المتنوعة.

"الامبريالية الروسية" و السلفيين :
كتبَ الاستاذ سلامة كيلة في صفحته على الفيسبوك بتاريخ 06/01/2016 التالي :
(، ما كتبته هو تحليل لوضع روسيا ما بعد الاشتراكية، حيث باتت إمبريالية كما توصلت منذ زمن وليس منذ تدخلهم في سورية، لأنني اعتقد ان فهم بنيتها مهم في فهم سياساتها، التي باتت تقوم على السيطرة وحتى الاحتلال ككل إمبريالية. اما اذا أردت غض النظر عن ذلك بحجة السلفية الماركسية، لأنك مع تدخلها في سورية تحت حجة سحق السلفيين، فتكون قد خضعت للتكتيك بعيدا عن الفهم العميق لاهداف روسيا، بالضبط كمن وقف مع هتلر في الحرب الثانية لانه يريد التخلص من الاستعمار البريطاني. لكن المشكلة ان روسيا لا تقاتل السلفيين بل تقاتل الشعب وتقتله بصواريخها وتفوقها التكنولوجي، وتتبع الارض المحروقة كما فعلت أميركا في العراق وربما اكثر. ويفاجئني هذا الخوف الرهيب من السلفيين والاخوان رغم انهم موجة عابرة، ظاهرة تحتاج لتحليل بعد تأييد طويل للإخوان كنت أنا ضده، اما لماذا يهاجر السوريون فأرجوك ان تدقق في الوضع جيدا، ليس وحشية النظام والروس فقط بل الحصار الاقتصادي العنيف، والسوق الى الحرب، اضافة الى الاعتقال والقتل) انتهى
تكلمنا في الجزء السابق عن " الامبريالية الروسية" و سنتطرق لها في التاليات...ألان نأخذ من هذا المقطع ما يخص ما بدأنا به هذا الجزء.
في هذا القول يظهر التحيز غريباً عندما يقول الاستاذ سلامة كيلة ان روسيا لا تحارب السلفيين بل تقاتل الشعب...و هذا طرح فيه من الضعف الذي يثير الشك و يشير الى عدم حيادية الاستاذ سلامة كيلة بصفته "الفكرية التحليلية". لو كان القول ان روسيا تقتل الشعب و السلفين و الثوار...يمكن ان يكون القول عام و مقبول و هو الحال اليوم لأنه لا يمكن التمييز بين الاطراف و ارتباطاتها سواء رغبت روسيا ام لم ترغب اي تعمدت في ضوء تغلغل السلفيين بين صفوف الشعب و استعمالهم الابرياء كدروع بشرية و اجبارهم للانخراط في صفوفهم و هذا يجري من قبل الجميع بما فيهم الامريكان و الغرب في العراق و الروس في سوريا و الجيش العراقي و جيش النظام السوري و اتباعه و مسانديه و كذلك الارهابيين في قصفهم للمدن و البلدات و مجازرهم التي اعلنوها و يعلنوها.
استغرب من مفكر مثل الاستاذ سلامة كيلة يقول " يفاجئني هذا الخوف الرهيب من السلفيين و الاخوان رغم انهم موجة عابرة.) و هو يعرف ان الاخوان اقوى من كل التشكيلات في كل الاوقات و اقدمها و ارسخها و اوسعها في كل العالم اليوم و هم مؤسسة عميقة قوية عقائدياً و مالياً تساندها دول و تدعمها مخابرات كبرى و لهم خبرة في الصراع و الغش و الاختفاء و الاختباء و التحرك تحت الارض و فوقها و في ساحات و مجالات مختلفة و يكفيها هذا العدد الهائل من المسلمين الذين لا يعرفون اللغة العربية و لا يعرفون من كتابهم و سنة نبيهم الا ما يُغَّذيهم او يحقنهم به الدعاة و هذه ذخيرة لا تتوفر لأي تنظيم او حزب او مجموعة او دين آخر...السلفيين الذين ركبوا ظهور الامريكان و حطموا الاتحاد السوفييتي ليسوا ضعفاء...حيث جعلوا امريكا تتخبط رغم التنسيق العالي معهم و هم من اجبر الامريكان على الهروب من العراق و افغانستان و هم من اوصلوا امريكا الى حالتها اليوم...ان الاستاذ سلامة يأخذ من السلفيين ما هو الظاهر(المنطق الصوري) السلفيين يا استاذي هم ""اصحاب محمد الذين يبطنون و لا يظهرون و ما تراه منهم الا القليل . عندما يكون الاسلام (كتاب و سنة) (اقول الاسلام لأنك اشرت الى الاخوان و السلفيين) موجة عابرة يكون السلفيين ارتداداتها بعد انحسارها ان وقع ذلك الانحسار و من تلك الارتدادات ينطلقون مرةً اخرى و هذه و تلك الموجات دخلت عميقاً...ستبقى الدماء ساخنة مهما كانت الحلول و سيبقى الغدر حاضر فالطائفية مستمرة منذ اكثر من 1400 عام و تتأجج في كل وقت و لم يخلوا منها عصر من العصور و اليوم اصبحت اقوى و اعقد... الحال يحتاج الى عملية دقيقة و نظيفة و عميقة تُجند لها كل مراكز البحوث و المخابرات و الاموال باتفاق تام حتى يتم الغائها نهائياً او تحجيمها بشكل يشل حركتها مع مراقبة مستمرة لها و ردم البرك التي تنمو فيها و هذا مستحيل بسيطرة "الغاية تبرر الوسيلة" و ان يكون الاتفاق على ما بعدها لا على تنفيذها لأنها ستستغل ما بعدها احسن استغلال... و هذا مستحيل الأن بسبب "الغاية تبرر الوسيلة" ايضاً و يعينها في فعلها عدم امكانية اشتداد التقاتل بين اللص الصغير و الكبير... تلك الموجة التي تقول عليها عابرة استاذي الكريم عمرها اكثر من 1400 عام...تتميز بشيء لا يوجد قريب اليه في كل العقائد و الاديان...و هو انهم هتكوا بيت نبيهم و ضحكوا عليه و اذلوه في حياته و مماته و يعتبرونه خير خلق الله و هو الحبيب المصطفى و انت اكيد على اطلاع على كتبهم التي تسيء له بشكل لم يتجرأ الد اعداءه من الاساءة اليه كما تسيء له تلك الكتب و هي كُتب مقدسة... يعيش السلفيين طويلاً و سيكون "الحاضريون" (الوقت الحاضر) هم "السلف الصالح" للأجيال القادمة و افعالهم و كلماتهم و فتاويهم ستضمها كتب مقدسة و تُعتبر من الدين رغم كل الاساءة التي تحمل لهم... سيختفي اسم ابن عبد الوهاب و ابن تيمية كما اختفى نوعما اسم محمد و غيرها و سيتعاظم اسم القرضاوي و اللحيدان و ابن باز و الخميني و الصدر و غيرهم... لا تستغرب و انظر لهم بمنطق صوري بثلاثة ابعاد و ليس بمنطق الصورة الاحادية.
اما عن "لماذا يهاجر السوريين" يقول الاستاذ سلامة التالي : (ليس و حشية النظام و الروس فقط بل الحصار الاقتصادي العنيف و السوق الى الحرب اضافة الى الاعتقال و القتل)انتهى
يعود الاستاذ سلامة الى عدم الحيادية بالطرح و لا اقصد في موقفه من الثورة فهو يفتخر بالوقوف في صفها و هذا احترمه موقفاً و تحليلاً (كمفكر) لكن عدم الحياد هنا فيما يطرح هو المستغرب فبين المفكر سلامة كيلة و السياسي سلامة كيلة فارق كبير كان عليه ان ينتبه له و يؤكد عليه و بوضوح... و هو بهذا الطرح (الخليط بين الفكر و السياسة) يسيء للثورة وللمفكر و للسياسي...هذا القول يعني ان لا هجرة من المناطق التي يتواجد فيها المسلحين (نسبياً) و عصابات القتل و التكفير...ربما تكون و كانت قبضتها قوية لتلك الدرجة و الظروف صعبة لا تساعد على الهجرة...لم يطرح الاستاذ سلامة كيلة قصف الارهاب للأحياء و محاصرته للمدن و قصف دمشق و حلب و حمص و لو انها لا تُقاس بعنف قصف النظام لكن الرعب واحد فما تركه الارهاب من رعب لا يقل عن الرعب الذي تركه و يتركه النظام.. هل يستطيع الثوار المحبين لسوريا اليوم اللعب على تناقضات اللصوص او هل يتمكنوا من مقاتلة اللص الصغير و الكبير في ساحة معركة هم الاضعف فيها عدداً و عدة و امكانات... ربما لا يقل عدد الثوار الذين قتلوا على يد الارهاب عن الذين قتلوا على يد النظام....يكفي ان الارهاب حرض على الثورة و شوهها و جعلها بين سندانه و مطرقة النظام و يكفيه انه اثر على تفكير الكثير من الثوار...و ساهم في تمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري و هذا الذي ستتوارثه الاجيال و لا يطمئن احداً الى من يقول ان الثورة فادرة على اعادة اللحمة بعد زوال النظام...البلد اصبح خرقة بالية تتلاعب بها مخابرات الدول التي تنتشر في كل شبر من سوريا و في كل التنظيمات و التشكيلات من "مجلس الشعب" الى مجلس الوزراء الى قيادة البعث و قيادة الاحزاب و قيادات معارضة الخارج و تنظيماتها و في كل الاحياء و المدن و المخيمات...و هنا الكارثة الكبرى...أن أقبح دور ذلك الذي قام به كل من قال : المدني بالمدني و العسكري بالعسكري و البادي اظلم...هذا النفر الضال الذي لم يحسب موازين القوى و القدرات ولم يشعر بآلام من هم هناك ...فكان همه الانتقام من النظام و اتباع النظام و كأن النظام سيتخوف من "هوساتهم البدوية تلك"...المهم ان يرحل "بشار" ان الجريمة الكبرى ان البعض صفق لقتل و هاجم و ذم قتل...و القتل واحد... لن يسمح من يشعر انه سيُقتل لقاتله ان يقتله دون ان يرد بالقتل ايضاً...
ربما يقصد الاستاذ سلامة كيلة ان كل ذلك القصف يقوم به النظام و الروس...وبذلك يبتعد عن الحياد لأنه يعلم ان القصف الروسي بدأ قبل ايام لا تشكل اكثر من 0.5% من ايام الحرب السورية...و هو يعلم ان من هاجر من سوريا خلال هذه الايام ربما لا يشكل اكثر من تلك النسبة من المهاجرين إلا اذا كانت اخبار الهجرة و التهجير قبل الان مفبركة. صحيح ان الامدادات الروسية للنظام استمرت و كانت فعالة و نافعة له في البقاء و جعلته يبطش بالجميع دون رحمة او تمييز... لكن بالمقابل كانت الامدادات من كل الجهات للإرهاب و بكل اشكاله بحيث تمكن من تأسيس مواقع مهمة له و استطاع توجيه ضربات هائلة مُذِلة للنظام و جيشه و داعميه. تستطيع ان تقول انك قصدت الجميع بقولك السَّوق للحرب و القتال و القتل و الايقاف...لكن هذه العبارة غامضة لا تتناسب مع الجزء الاول الذي اشرت فيه بوضوح الى روسيا و النظام.
اكرر التحية
الى اللقاء في التالي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن