العنف ضد المرأة يعبر عن عمق العجز الفكري والعاطفي لدى الرجل

نرجس عبد الحسن الكعبي
noorasslam64@gmail.com

2016 / 1 / 18

يتجنب الكثير في المجتمع النقاشات التي تبدأ بكلمة (عنف) وخاصة اذا تبعتها كلمة (اسرة) وللأسف مع كل التطور والتقدم الحضاري الفكري والديني الا ان الكثير ما زال يقبع تحت انقاض الجاهلية الاولى. من هنا يعتبر ان ممارساته امر مسلم به اذا ما ارتبط بتجاهل حق ما او اساءة بدرت من أي طرف لذلك كلمته العليا تكون(يدي والسوط) ضاربا بكل المثاليات والاحكام سواء الحضارية او الشرعية عرض الحائط لنوبة الغضب اولفكرته المتوارثة من بقايا الجاهلية التي تأبى الا  ان تبرز بقائها في المجتمعات العربية الى اليوم. وعرف الباحثون ان العنف بمفهومة النفسي على انه نوعا من ردود الفعل الطبيعية المبنية على اساس ان هناك علاقة ارتباط بين العنف والغرائز الدنيا لدى الفرد، ويستدلون على ذلك من وجود مؤشرات للعنف لدى الاطفال وحتى الرضع منهم.  اما من المنظور الاجتماعي فانه يعتبر العنف على انه ظاهرة اجتماعية تتكون من عدد من الأفعال التي يقوم بها مجموعة من الافراد في اطار معين مدفوعين بانفعالات معينة، ملحقين الاذى بالاخرين من اجل تحقيق مصلحة معنوية او مادية. ويتجه عدد من علماء الاجتماع الى الاهتمام بدراسة القيم، لانها تعبر عن التنظيم الاجتماعي وطالما وجدت الاختلافات، فان احتمالات العنف قائمة. ومما لا شك فيه ان العنف الاسري خاصة والذي يمارس على المرأة في اغلب الاحيان يعبر عن عمق الضعف والعجز الفكري والعاطفي لدى الرجل والذي تقف افعاله بجانب مخالف تماما للقوة والسيطرة النفسية والفكر السليم والثقافة الكاملة وعفة التصرف في احلك الاوقات . ولنتناول ما يشجع بدأ العنف او استمراريته في كل المواقف هو الصمت القاتل من الجانب المعنف والرضى بالذل والهوان باعتباره امرا حتميا او باعتبار الوقوف ضد هذه الهجمات الهمجية امرا ينافي الاعراف الاجتماعية التي تسيطر على مجتمعنا الى اليوم. وتلقين الطفل منذ صغره ان الاسرة سواء الزوجة او الطفل من املاك الرجل الخاصة وهو حر في أي معاملة  تروق لشخصه الكريم. واذا كان 3.3 مليون طفل يشهدون العنف الاسري في الولايات المتحدة فالنسبة قد تعدت في الاردن 86 في المائة. وفي المغرب، وبحسب إحصائيات رسمية فإن أكثر من 4 ملايين امرأة يتعرضن لعنف جسدي منذ بلوغهن سن الـ 18، واحتلت المرأة المعنفة على يد زوجها الصدارة في الترتيب بنسبة تجاوت الـ 50 في المائة. وفي تونس تبلغ نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه 47 في المائة ، أما في مصر، فقد أوردت الأمم المتحدة في دراسة العام الماضي أن أكثر من 99 في المائة من النساء يتعرضن للتعنيف، اما في السعودية فبلغت نسبة العنف ضد المرأة 87.6%، فيما بلغت نسبة العنف ضد الطفل 45%، وفقاً لصحفية "الرياض". واحينا كثيرة لا يتمثل العنف بالضرب او الجرح او الاكراه فالأساليب متعددة ولها محترفوها في كل الأمكنة فاقل ما يكون هو اطلاق الكلمات النابية على الفرد المستهدف واتعمد اذلاله والاستهانة بمشاعره وتضحياته وتعمد النظر اليه بسخرية وامتهان ومن هنا كانت هذه احدى خطوط المحنه في المجتمع والتي تمثل المعول الهدام والاساسي للاطاحة بكل الروابط العاطفية بشكل عام والقوة الاجتماعية التي تعتبر السد الاول امام كل المتسللين لانتهاك حرمة الشعب. وبما ان العنف العمل المنبوذ في كل الحضارات والاديان على مدى التاريخ واعتبار الاسرة منبع السكون والتالف  كما قال تعالى في كتابه الكريم( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بنكم مودة ورحمة ان في ذلك ايات لقوم يتفكرون) من هنا فان الاسرة هي الحجر الاساس لبناء مجتمع متماسك يقف صامدا امام كل الهجمات سواء فكرية مادية او معنوية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن