محمية للاجئين على نصف السعودية

سامي الذيب
sami.aldeeb@yahoo.fr

2015 / 12 / 5

في مقال سابق وتحت عنوان: اقتطاع نصف السعودية لحل مشكلة اللاجئين، اقترحت اقتطاع نصف السعودية ونصف مواردها البترولية لإقامة ملجأ آمن للاجئين المسلمين. http://linkis.com/www.ahewar.org/debat/7vEnS
وقد عرضت هذا الإقتراح في مؤتمر مغلق عقد في مكان ما تحت الشمس لن احدده ولن احدد المنظمين له ولا المشاركين فيه.
.
وكان رد الغربيين وغير الغربيين في هذا المؤتمر ان هذا الحل هو فعلا الأمثل لأن غالبية اللاجئين مسلمين، والدول الإسلامية لا تشارك في ايجاد ملجأ آمن لهؤلاء اللاجئين. ومن غير العدل ان تتحمل الدول الغربية حمل هؤلاء اللاجئين الذين يهددون امنها. فهناك مخاوف في أن تستعمل المنظمات الإرهابية هؤلاء اللاجئين كطابور خامس لزعزعة الدول الغربية وتديمرها من الداخل. وهو امر ليس في صالح الدول الغربية ولا في صالح اللاجئين انفسهم. والإعتراض الوحيد امام هذا الإقتراح هو: كيف يمكن تحقيقه؟ فهل تقبل السعودية باقتطاع نصف اراضيها حتى ولو كان ذلك لصالح المسلمين انفسهم؟ وكان ردي: بطبيعة الحال لن تقبل ذلك. ولذلك يجب فرض هذا الحل فرضا عليها، بإحتلال عسكري ان اضطر الأمر.
.
من الواضح ان كل عملية ارهابية تحدث في الدول الغربية من قِبَل ارهابيين مسلمين، سوف يؤدي إلى تزايد الكراهية بين المسلمين وغير المسلمين. واللاجؤون المسلمون والجاليات المسلمة سوف يتحملون تبعات هذه الأعمال الإرهابية المرشحة للتزايد. ومهما حاول المسلمون في الدول الغربية تبرئة الإسلام من هذه الأعمال الإرهابية، إلا ان الغربيين ليسوا اغبياء إلى درجة ان يصدقوا كل هذه الإدعاءات. فالإسلام يحمل في جذوره تعاليم ارهابية لا تخفى على احد، وباين للعيان منذ 14 قرن.
.
هذه التعاليم الإسلامية تحتاج إلى غربية شديدة الهدف منها فصل القرآن المدني العنيف عن القرآن المكي المسلم، كما اقترحه سابقا المرحوم محمود محمد طه، طيب الله ثراه، والذي تسبب الأزهر بكتفيره وشنقه عام 1985. وعملية الغربلة هذه ضرورة حتمية اذا اراد المسلمون ان يعيشوا بسلام فيما بينهم ويتعايشوا بسلام مع الأخرين. ولكنها تمس بالقرآن. ولذلك لن تتحقق هذه الغربلة بالسرعة المرجوة. والدول العربية والإسلامية لا تستطيع المس بالقرآن. ومن هنا محاولة المفكرين المسلمين ايجاد صيغة قد تكون مقبولة للمسلمين دون المساس بالقرآن. ولكن هذه المحاولة عبثية. فما افسده الدهر لا يصلحه العطارون. ولهذا السبب من المتوقع ان تمر الدول العربية والإسلامية بكوارث لا مثيل لها تضعها امام خيارين: إما الفناء عن وجه الأرض، أو القضاء على تعاليم الإسلام المتعارف عليها اليوم والتي تعلم في الأزهر وكل الجامعات العربية والإسلامية، ناهيك عند تعليمها في كل المدارس والجوامع ووسائل الإعلام.
.
والدول الغربية ذاتها لا يمكنها ان تفرض غربلة التعاليم الإسلامية على الجاليات المسلمة في أراضيها. ومن الواضح ان عدد اللاجئين من الدول الإسلامية، بسبب الكوارث المذكورة في الفقرة السابقة، سوف يتزايد. فالدول العربية والإسلامية سوف تتحول إلى جحيم، وسيحاول المسلمون الهروب منه ... حاملين معهم تعاليم دينهم التي خربت بلادهم ... تماما كما يحمل المريض المصاب بداء الإيبولا فيروسات هذا المرض. فلا المهاجرون المسلمون ناجون من هذا الفيروسات، ولا الدول المستضيفة ستنجوا منها. وسيعم البلاء كل البشرية.
.
لا احد يحب ان تجرى له عملية جراحية في المخ أو حتى عملية المصران الأعور إلا اذا استطاع الأطباء اقناعه بأن لا خيار له إلا بين العملية والموت. هذا اذا كان الشخص المعني يتمتع بكل قواه العلقية. وإن كان قاصرا، فإن اهله إن وجدوا يستطيعون اعطاء اذن اجراء العملية. وفي حالة غياب الأهل، على الأطباء اجراء العملية دون الحصول على موافقتهم. وعندما يأتي شخص من منطقة موبوءة بمرض الإيبولا، فإن السلطات تضعه في الحجر الصحي - الكورنتينة - حتى وإن اعترض المريض نفسه على هذا الإجراء. فهنا يتم الموازنة بين حرية الفرد وسلامة المجتمع.
.
على المثقف ان يسبق مجتمعه في تشخيص المرض وتحديد العلاج الناجع له. وعامة يكون محل سخرية من المجتمع. وكلنا تعرف اسطورة زرقاء اليمامة التي كانت ترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام. تروي الأسطورة انه في إحدى الحروب استتر العدو بقطع الأشجار وحملها أمامهم، فرأت زرقاء اليمامة ذلك فأنذرت قومها فلم يصدقوها، فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم.
.
احفظوا عني ما اكتبه اليوم ... قبل ان يفوت الأوان. هذا انذار لكل ذي عقل:
الحل الوحيد لقضية اللاجئين المسلمين من الدول العربية والإسلامية هو اقامة محمية دولية تسع لما يزيد عن مئة مليون لاجئ سوف يهربون من جحيم بلادهم، ولن تتمكن الدول الغربية من استقبالهم خوفا على سلامة بلادهم. وكلما اسرعنا في اقامة هذه المحمية، كلما خففنا من آلام هؤلاء اللاجئين. وهذه المحمية يمكن اقامتها بإقتطاع نصف أراضي السعودية ونصف عائداتها النفطية. وهذا الحل هو الأعدل لأنه ليس من العدل ان يصرف بضعة مئات من الأمراء الفاسدين ثروات السعودية بينما ملايين المسلمين يتألمون من الفقر والجوع والظلم.
.
وتشير الأخبار إلى أن أن دولا اوروبية قامت بإعادة لاجئين باكستانيين إلى بلادهم، ولكن باكستان قامت بدورها بإرجاع هؤلاء اللاجئين إلى تلك الدول بسبب هويتهم. وهناك الآلاف من اللاجئين الذين أخفوا هوياتهم. ولذلك لا تقبل دولهم ارجاعهم اليها. انظر هذا المقال http://goo.gl/w6CZKM. والسجون الغربية مليئة بمساجين مسلمين سجنوا على خلفية اقامة غير قانونية أو يهددون سلامة البلد. ففي فرنسا أكثر من 70% من المساجين هم مسلمون ... ومن بينهم كثير من الإرهابيين الذين لا يمكن ترحيلهم لبلادهم الأصلية. ولا يمكن التعامل معهم كما لا يمكن تنفيذ حكم الإعدام بهم. وما يقال عن فرنسا يمكن قوله عن سويسرا ودول اخرى. وفي حالة اقامة محمية دولية، يمكن ارسال هؤلاء اللاجئين والمساجين إلى تلك المحمية بدلا من ابقائهم دون مأوى على الطرقات أو في السجون والمعتقلات.
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/Jzlq7o
اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن