لا للأرهاب !...نعم لأنسنة الحياة في المجتمع العالمي .

صادق محمد عبدالكريم الدبش
addilalinsan39@hotmail.com

2015 / 11 / 16

لا للأرهاب ...لا للموت وأزهاق الأنفس البريئة .
نعم للتعايش وقبول الأخر ....نعم لأنسنة مجتمعاتنا البشرية .
لنقف وبثبات ضد كل اشكال القهر والقمع والأرهاب ، بكل صوره وأشكاله ومسمياته ، ، لنقف مع أنسنة مجتمعاتنا ..وعلى أساس قبول المختلف ، وأحترام الرأي الأخر ولتسود المحبة والأحترام والتعايش بين الجميع ، بديلا عن الكراهية !...والتنكر للأخر، والسعي لألغائه وتهميشه ، لأنه بالمقابل سيلغيك ويتنكر لك ويهمشك ويقصيك !، يجب أن ندرك حقيقة واحدة لا ثانية ولا ثالثة ولا مليون أخرى !...أننا وجدنا على هذه البقاع والأوطان ...لنعيش سوية ..ويجاور أحدنا الأخر، وجدنا لننجز ما يقع على كاهلنا من مهمات وأعمال ، وبشئ من القناعة المطلقة ، بأن طبيعة العمل !..هو جهد جماعي مشترك وليس فردي ، وتحتاج الى الأخر في كل شئ ، فهو مرأتك التي من خلالها تعرف نفسك ؟...فسوف تعرف أذا كنت قد أصبت أو أخفقت !..في أي نشاط !، أنت صادق وأمين أو نقيض ذلك ؟...أنت جميل أم قبيح؟.. ..أسود أو أبيض ؟، هذه كلها لوحدك من المحال أن تعرفها أو تدركها ، فكيف لك أن تنكر هذا الذي أسمه الأخر ؟ومن الطبيعي أن تختلف أو تتفق مع الأخر ، نتيجة لأختلاف الوعي والثقافة والأختيار ، والنظرة الى مختلف الأمور .قدرنا أن نتعايش ولا مفر من ذلك ..، ومهما أختلفنا في تفسيرنا للظواهر التي نعيشها يوميا ، وتقديرنا للسبل التي من خلالها نصل بها الى حقائق الحياة ، فتبقى هذه الأمور نسبية وخاضعة للبحث والأجتهاد ، الخلاف والأختلاف وارد ، وهي طبيعة فلسفية ومنطقية ، لكن لا يجوز التنكر للأخر ، ولا يمكن أن نتحارب ونتقاطع وأن يلغي أحدنا الأخر ، وهنا تكمن أس المشكلة ، والذي سيترتب عليها كل ما سيحدث نتيجة لهذا الأحتراب والتقاطع الناتج عن فلسفة الألعاء وفرض رؤيا أحادية على من لا يتفق معنا ...وعلى مبدء من ليس معنا فهو ضدنا !!..وهذا تفكير يدل على قصور في النظرة الموضوعية لطبيعة الحياة البشرية .
لو تحاربنا قرون !...والتأريخ يخبرنا بحروب دامت قرن ونيف ، ونتج عنها أهوال !..وزهقت الملايين من الأرواح ..وتم تخريب الحرث والنسلة والزرع والضرع ، وبعدها عادوا من حيث بدؤوا !..وتوصلوا الى حقيقة مفادها !، أنهم لابد أن يتعايشوا سوية !!، أذن علينا أن نجلس سوية ونعمل سوية ، ونتخاصم ونتصالح سوية ، ومن دون قتال وموت وخراب !...السؤال المطروح هو ..أي السبيلين أفضل ؟ ..أيهما الأصلح والأنجع ؟..أن نتعايش بمحبة وأحترام وتفاهم والمساهمة في عملية بناء الأرض ومن عليها ، بما يؤمن أستمرارها وتطورها وأخضاعها لمشيئتنا وأرادتنا ..لنسعد فيها جميعا وبكل أطيافنا ومللنا وطوائفنا وأدياننا ، وأينما وجدنا على هذه الأرض .
ومثل ما نعرف !..وجد الأنسان مختلف في لونة وأنتمائه ودينه والبقعة الجغرافية التي يعيش عليها ، وجد الأنسان مختلف في نمط تفكيره وفلسفته وأدراكه ووعيه ، ولكن الجميع يشتركون في سمة واحدة !...هي كونهم جميعهم بشر ، وجميعهم يمتازون بتميزهم عن الكائنات الحية الأخرى ، بقدرتهم على التفكير ، وجميعهم لهم حق في العيش الكريم ولهم حقوق متساوية مع الأخر ، مهما أختلف هذا الأخر عنك باللون والدين والقومية ومكان تولده ونمط تفكيره وأنتمائه الفلسفي والفكري والسياسي ( كلكم من أدم ..وأدم من تراب ) ..هل نتعايش ؟..ونضمن حياة رخية وسعيدة ومستقرة وأمنة ..أحسن ؟...أم نشيع الموت والخراب والدمار وأزهاق أرواح الأبرياء ، ويتحول البعض على الأخر كوحش يفترس أبناء جلدته ويفقد أنسانيته ومقومات كونه كائن بشري له مشاعر وأحاسيس وقيم وأعراف وتقاليد تؤكد على أنه مختلف عن باقي المخلوقات والكائنات الحية جميعها ؟.
أن تعميق القيم الأنسانية بين جميع بني البشر... هي مهمة كل أنسان عاقل ومدرك بحقيقة التعايش بين الجميع، ومن دون ألغاء ولا أقصاء ، ومن دون دماء وخراب وتهجير وموت ، وفي عالم متسامح ومسالم ويسوده السلام . لنعمق فلسفة أنسنة الحياة ومبادئها الخلاقة والعظيمة ، والتي تدعوا الى تعميق الأخوة والمحبة والتكافل الأجتماعي ، ومد يد المساعدة للمحيطين بنا والذين يشاركونا هذه الحياة بحلوها ومرها ، حتى نقضي مشوار الحياة ..وهو مشوار قصير لو أدركنا هذه الحقيقة !...ولنترك الأثر الحسن والطيب في نفوس من نتقاسم معهم العيش . نرجوا للجميع أن يعيشوا بتأخي وأحترام ومحبة ، ومن دون حروب ولا أرهاب ومن دون كراهية وتعصب وأستعلاء على اناس هم مثلك ولهم نفس المواصفات ، ويحملون نفس المشاعر والأحاسيس التي تتمتع أنت بها ، فكل شئ بينكم مشترك ..فلنتقاسم العيش المشترك على هذه الارض ، ولنعمرها لنا وللأجيال التي تأتي بعدنا ...وهذه هي سنة الحياة ...نتمنى للجميع حياة خالية من العنف والقتل والخراب .
مع كل الأماني الصادقة ونحن على أبواب نهاية العام ، لنستقبل عام جديد ، نرجوا أن يتوقف الموت والدمار في وطننا الحبيب العراق ، وكذلك سوريا وليبيا واليمن وفلسطين وكل بقاع الأرض ، وأن يعم السلام والتعايش وتسود المحبة بين جميع بني البشر .
. صادق محمد عبد الكريم الدبش .
16/11/2015 م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن