عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان

عماد علي
emad19634@yahoo.com

2015 / 11 / 14

تحدث لي صديق مخلص لشعب كوردستان و اقليمها و هو من بلد اخر، عن امور و منها ما يسمعه عن الخلافات بين المكونات و الاحزاب، ومتعجب عما قيل له بان رئيس الاقليم جزء من المشكلة بل على راسها . عرف ذلك اثناء الحوار مع اصدقائه المتنوعين من المشارب عدة و اكثرهم من المهتمين بامور الشرق الاوسط و منها الكورد و قضيته و تفاصيلها .
رغم حرصي على بيان الامور باعتدال كبير، الا انني لا يمكن ان اخفي ما يدور عن احد، و انا مؤمن بالشفافية في بحث اي امر عام وهو من اجل المصلحة العامة . تساءل و اجبته بكل صدق . قال فلنتكلم من الاخير من هو راس المشلكة او منبعها . قلت؛ بصراحة و من الاخير ايضا؛ انه رئيس الاقليم و حزبه . قال كيف و هو ابن لعائلة ضحت بكل ما تملك من اجل القضية الكوردية . قلت هل تعرف عن تاريخ حياته و الثورة التي اشتركت العائلة بها . قال؛ قليلا . فقلت اذا عليك ان تعرف التفاصيل و ثنايا الامور، افضل من ان اتحدث انا عنها ، و ان ما تعرفه انت عن الثورات في بلدك لا يمكن ان اعلمه انا بالقدر نفسها او التفصيل ذاته، و ان اردت البحث فانا على استعداد ان ازودك بما تريد من المصادر .
ثم قال الان هناك مشلكة رئاسة الاقليم و داعش و الوضع الاقتصادي المتازم و العلاقة الفاترة بين الاحزاب و خلافاتهم المعلومة، و نعلم؛ مع بروز خلافات اكثر كلما زاد الوضع تعقيدا و بعيدا عن الحل . قلت؛ نعم و لكن ما الحل برايك كمتابع و انت اكثر الناس ما يمكن الاعتماد عليه كشخص محايد لانك ليست لك اية مصلحة حزبية و شخصية في بيان رايك . قال اسالك و تجاوبني بصراحة. قلت؛ نعم . قال؛ اتؤمنون انتم الكورد جميعا قبل اي اتجاه او حزب بصدقية قضيتكم و مغدوريتكم كما اعلم عنها انا من بعيد و اؤمن بانكم لكم الحق في تحقيق مصيركم بيدكم و ابعاد الاعداء عن طريقكم . قلت انا و الشعب الكوردستاني جميعا مقتنعون بالمطلق باننا مغدورين تارخيا، و لكن من غدرنا فيه من الراي؛ اهو نفسنا كشعب وقيادة ام الاعداء . قال فهمت قصدي و جوهر سؤالي اذا . قال هل لديكم من يقيَم الواقع الحالي بسلبياته و ايجابياته و يحدد الاولوية و الضرورات الملحة قبل وجود الكيان، و له القدرة على تسيير الامور نحو الشاطيء الافضل ؟ قلت لا اعتقد . فقال اذا هنا المشكلة فليس الشعب و لا اعدائكم و لا مستوى ثقافة و وعي الشعب و لا اقتصادكم و لا ضعفكم العسكري و السياسي هو السبب . قلت اذا ما الحل . قال؛ لديكم انتم النخبة . قلت كيف و ليس لدينا السلطة للتحكم على الامور و انت اعلم بان الامور كافة بيد القادة السياسيين، و من يسيطر على زمام الامور، هم و من له صلة بهم من القوى الداخلية والخارجية التي تفصل كل امر و منه القضية الكبرى و هو بناء الكيان . قال؛ اخي الكريم انا من احد الدول انت تعرف عنها بانها ذات ثقافة و حضارة معلومة و فيها من المشاكل لا تحصى و لا تعد، و لنا كيان منذ الاف السنين و نعلم اننا و كاننا على شفى حفرة في اية لحظة. فاذا كيف بكم انتم و ليس لكم ما تحدد اطار حركتكم السياسية و تواصلكم و يمنع التاثيرات الخارجية عليكم . قلت اذا تكلم انت عن حالنا و ما قبل الكيان . قال دعوا الواقع يكشف كل شيء و ضعوه بيد الزمن . قلت؛ و الاجيال التي تعاني من ضيم الحكم و الاجحاف و سلبيات العائلة المتسلطة على زمام الامور، و هم في عصر ليس لنا الا ان نعطيهم الحق ان يعيشوا عصرهم كما هو، و يجب التواصل و ما فرضه علينا التقدم التكنولوجي و ليس الجيل الجديد كما كنا دون هذه المشكلة المؤثرة على نفسياتهم و مسيرتهم . قال؛ يا اخي ان الاجيال السابقة منكم ضحوا بدمائهم فليضحي الجيل الجديد بمعنوياته و وضعه النفسي . قلت هل انت مؤمن بما تقول . توقف لبرهة ثم اردف قائلا؛ يجب ان نفكر كما نعيش في هذا العصر. و لابد من حلول اخرى غير ما ندع الامر بيد القدر و الزمن . وقلت كيف؟ قال؛ اهم شيء عدم التوقف عن المحاولة و تاييد ماهو الافضل بين السيئين من الجهات التي تسيطر عليكم و من ثم استغلال الفرصة السانحة من اجل التوجيهات الصحيحة و اتخاذ كل ما يمكن تصحيح مسار الحكم لكم، و لكن بحذر . اي الاثنين انتظار ما ياتي و هذا هو القدر و الوعي و التنبه و التحضير و الاعداد لكل جديد من اجل اتخاذ ما يلزم بازاحة الهم الكبير لديكم من داخلكم . قال لنتكلم عن السياسة و الاحزاب بالتفصيل و باختصار اي عن التفصيلات الحزبية المتصارعة و سماتهم و بصراحة. قلت نحن له. قال؛ من الاحزاب الموجودة ايهم الافضل بين السيئين ؟ قلت لكل منهم سيئاته و ايجابياته و بنسب مختلفة لكل منهم. قال من هو الاكثر السلبية بصراحة . قلت الحزب القائد و رئيس الاقليم المنتهي ولايته منه . فقال اترك هذا الحزب و من التالي؟ قلت لا يمكن تحديد الثاني الا من خلال المشاركة التي تم بين الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديموقراطي للسلطة خلال هذه المدة اي العقدين من الزمن و هو يتحمل المسؤلية الكبرى مع الحزب السلطة الاول . اذا هناك الثالث . قلت الاحزاب الاسلامية لها الجزء من المسؤلية لانها شاركت العقدين بسلبيات جراء الحروب التي اشعلوها مع السلطة و ما تنافسوا حزبيا من خلال الصراعات و كل حسب مكانته و حجمه . قال؛ اذا حركة التغيير هو البديل ؟ قلت هي ايضا لها حصة كبيرة مما يحصل، لانها هي التي انبثقت من رحم الاتحاد الوطني و تتحمل المسؤلية التاريخية معه و اكثرية قياداتها منهم . قال اذا ما الحل ؟ قلت انا السائل و لست على دراية بالمنفذ . قال انا اعتقد ان المرحلة المتنقلة التي تمرون بها و الفوضى التي انتم فيها ليس امامكم الا ان تعبروها بمخاض جديد من قبل الجيل الجديد و تبتعدون انتم عنه، كي يبدا بحركة تاريخية و يمكن من خلال نخبتهم انبثاق تركيب او حركة او حزب يختلف عنكم بشكل مطلق و لا يمثلكم انتم جيل الثورة ، كي تبدا مرحلة مابعد الثورة عند سيطرتهم، قلت هذا صعب جدا و بالخصوص انت لا تعلم الجيش الجرار من المنتفعين من الاحزاب المسيطرة و الحزب القائد و توابعه . قال ان تجرفتم جيل البعث و الجحوش و بداتم بمرحلة مابعد الانتفاضة يمكن للنخبة الواعية المثقفة العقلانية من الجيل الجديد و الملمين بالشؤن العامة ان يحلون محل هذه القيادات المنتهية الصلاحية بشكل سلس . قلت لا اعتقد في هذه المرحلة. قال انا لا يمكن ان احدد الوقت و لكن ان سارت الامور على هذا التعقيد لا يمكن الا ان ننتظر حركة شعبية فعالة و بخلفية مغايرة لما كنتم عليه و يبرز بين ثناياها من يمكنه بعقلانية ازاحة الحاضر و ما فيه . ننتظر. قلت هذه امنية لا يمكن تحقيقها و انا على قيد الحياة. قال: لا لا يمكن ان تحكم على الزمن بهذه السهولة . فان الحركات التي حدثت في لحظة و لمحة بصر لم يكن احد ينتظرها او يتوقعها ان تحدث، و هذا يتوقف على الوعي العام و الثقافة المجتمعية و ان لجيلكم الجديد دور بارز في تحديد الوقت و رغم سلبيات التطورات التكنلوجية و تاثيراتها السلبية على ما يخص الشؤون العامة، و لذلك اقول انتم يجب ان تنتظرو نخبة من الجيل الجديد بحيث يجمعها الهم الواحد، و يجب ان تمتاز بحركة صحيحة و توجه مناسب لتحريركم بعملية متكاملة مناسبة بحركات الجيل الجديد . قلت لننتظر و انا غير متفائل من هذا كعادتي ايضا .
قال اخيرا: لماذا يمكن ان لا يهتم قوادكم بسمعة الاقليم التي انتشر ايجابا بعد سقوط رئيس العراق السابق و انتم تسمونه الدكتاتور . قلت نعم انه الدكتاتور بعينه و هذا من صنع يده و نحن نعاني منه . قال هذا موضوع اخر. قلت اعلم ايضا ان الدكتاتورية لا تعرف القومية او الطبقة. فان المصالح الشخصية و الطمع والجشع و المستوى المتدني من الثقافة والنرجسية و عدم امتلاك فطنة و حنكة و حكمة القيادة لدى اي قائد،يحوله الى دكتاتور مهما كان نظيف التاريخ او ثوريا و متواضعا في حياته . قلت، ان السمعة الطيبة التي تلمستها انت منذ السقوط، لم يبنها هؤلاء القادة باي شكل كان . انهم احزاب الحرب الداخلية و الصراع الدموي و حتى من خلال الثورة . هؤلاء ضربوا سمعة الكورد الارض و هو بحاجة ماسة اليها . اذا لا يمكن ان يلتفت من لا يفكر بالقضية بعقلية مخلصة عامة و من رؤى الشعب الى السمعة و تاثيراتها على القضية بذاتها . اذا، تلطيخ السمعة اخر ما يفكر به من يتصرف و يتوجه بخطوات دكتاتورية في سلطته .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن