مسجد الإمام الحسين اغلق فأين أنتم ؟!!

محمود جابر
ma_alnor2000@yahoo.com

2015 / 10 / 24

حين نتحدث عن قضية اغلاق مسجد وضريح إلامام الحسين، فإننا لا نتناولها من بعد طائفى، او مذهبى، ولا حتى دينى، ولكن نحن نتناول القضية فى الأساس من بعد حضارى...اقتصادى وسياسى ومن زاوية البروباجندة التى تخدم مصر لا التى تضرها ...

ورحم الله المرحوم الفقيد جمال الغيطانى (( حارس تراث القاهرة الفاطمية))، القاهرة التى تعنى النيل والاهرامات والكنيسة المعلقة وساكن فى حى السيدة وحبيبى سكن فى الحسين وعشان أنول كل الرضا .... يوماتى اروح له مرتين ....
م السيدة ... لسيدنا الحسين .....

ولكن يبدو أن الشارع المصرى والمسئولين فيه استبدلوا محمد عبد المطلب وساكن بحى السيدة ...... بأولاد اللبنان ... مفيش صاحب بيتصاحب .... أو فرتكة فرتكة فرتكة عالطبلة وعالسكسة ...
كما استبدلوا قنديل أم هاشم بـ ابراهيم الأبيض والالمانى .....
أن اتحدث إلى كل عاقل عن انقلاب المعايير وانفلات الإخلاق والتصنيف المسبق لكل حركة وسكنة، شيعى وشيوعى وماركسى وليبرالى واخوانى وسلفى وعفريت ازرق ومنيل بستين نيلة .....
أن ابحث عن قاهرة الخراشى – شيخ الأزهر – محط نداء المظلومين ضد الظالم ....

أن اتحدث عن الجار المسيحى الجالس فى معية جيرانه المسلمين ... اتحدث عن فاطمة وماريكا ورشيل، ولا اتحدث عن حسن ومرقص ....
حسن الذى فجأة اصبح قسا، وابونا مرقص الذى اصبح فجأة الشيخ حسن الجناينى، لماذا ؟ خوفا على حياتهما من القتل والإرهاب ...... فأين مصر ؟!!

أين مصر ؟!! أين ساحة الحسين التى يقصدها أهل الصعيد الذين سافروا مئات الكيلومترات من أجل بركة سيدنا الحسين والجلوس فى رحابه.... دون خوف من سيادة ضابط الجمالية الذين يمكن ان يحرر لهم محضر بأنهم يقومون باعمال ازداء اديان فيحبسون ويغيبون كما غيب شاب قبل سنوات اسمه عمرو عبدالله ... وكانت كل جريمته انه احب الحسين .... ولكن البيه الظابط - الخطا مقصود - كان له رأى آخر والداخلية مشغولة بالارهاب فبعض من جماعة الظباط يغنون نفس النغمة ...
الحفاظ على القاهرة الفاطمية التى دمرت وسرقت اثارها مهمة السادة المسئولين، وتسجيل وترويج تراث مصر مهمة لا تقل اخمية عن الحفاظ عن التراث وصيانته.. ولكن مساجد مصر التاريخية تسرق وتنتهب ويأخذ منها القطع الأثرية وتهرب خارج مصر ولا أحد يجيب ....
ويمكن فى هذا الخصوص رصد مئات الالاف من الوقائع الخاصة بالمساجد والتكايا والبيوت والمشاهد والرومانية واليونانية والإسلامية ( عباسية وفاطمية مملوكية ....).
وجه مصر الحقيقى أن تكون مصر قلبها مفتوحة لكل محبيها وقاصديها من الداخل والخارج، على اختلاف لونه وجنسه وعرقه ولونه الا من يشكل خطرا حقيقيا عليها ....
ولكن بعض من المسئولين يريح نفسه بالصمت، وآخرين يريحون أنفسهم بالاغلاق، وحادثة اغلاق مسجد الحسين التى ما عرفنها سوى فى سنة 2012 – السنة السودة – التى حكم فيها اخوان الشياطين مصر .... ولكن يبدو أن لعبت الاغلاق والمنع اعجبت بعض المسئولين وخاصة من الأوقاف الذين يجدوا فى مناسبة اغلاق مسجد الإمام الحسين فرصة لان تكتب عنهم الصحف المصرية والعربية .... تكتب أن فى مصر مسئولين – اغبياء – لا يعرفون قيمة مصر ولا يعرفون قيمة الحرية ولا يعرفون قيمة التراث الانفتاحى للمصريين .... السادة مسئولى الاوقاف يحبون الشهرة بطريقة (( البحث عن فضيحة ))!!
نعم ما يقوم به فضيلة الدكتور وزير الاوقاف فضيحة لن اقول فضيحة على المستوى الدينى، ولكن على مستوى المسئولية السياسية والقانونية والدستورية بل والاقتصادية .
هى فضيحة يا سيادة ظابط مباحث الجمالية ومن معك من الامن الوطنى ... فضيحة يا سيادة وزير الداخلية ...
لان اغلاق المسجد وأى مسجد هل لدى وزارة الاوقاف أو الداخلية احصاء بالزوار لساحة الامام الحسين الذين يجلسون فى رحابه، على مقهى الفيشاوى او يتناولون طعامهم فى مطعم فرحات .... الاحصاء الذى اتحدث عنه يمكنكم أن تقولوا للعالم أن مصر بلد الامن والامان يقصد وسط القاهرة لحى الازهر والحسين والجمالية وخان الخليلى عدد كذا من المصريين وعدد كذا من الاخوة العرب وعدد كذا من الأجانب اعتقد ان مثل هذه الاحصائية وحدها كفيلة أن تحل أزمة السيولة وتدفع اعداد الزائرين للذهاب الى مصر يجلسون فى رحاب ساحة الحسين يلتقطون الصور امام بوابات الجامع الازهر العتيق .... ومن امام المحال التجارية القديمة فى هذه الاحياء ....
الجريمة اقتصادية والجريمة تتعلق باسم مصر الحرية والجريمة تتعلق باسم التعسف فى استخدام الوظيفة العامة، وليس فقط التعسف ولكن منتهى التقصير وعدم الاحساس بالمسئولية ...
الجريمة انكم لا تملكون احصاء دقيقا لمساجد آل البيت من أسوان التى تحتضن مقبرة الأغاخان على ربوة اسوان، وفيها عدد من المساجد التى تعمر بالزور فى الموالد فكم هم الزوار وكم هى المساجد ... ومن اسوان الى الأقصر الى قنا وسيدى عبد الرحيم القنائى .... الى البحر الاحمر فى الحميثرة حيث مسجد ومقام أبو الحسن الشاذلى .... الى الاسكندرية ابو العباس المرسى وسيدى كمال والانفوشى وبرانى ....
لو ان وزارة الاوقاف المؤتمنة على تمنية المساجد فى مصر اتخذت من هذه المقمات والمساجد بابا يفتح للناس الرزق وبابا يروج لمصر الكبيرة لكان القاصدين اليك لمعرفة ودراسة هذه الظاهرة التى لم ولن تنقطع لقصد اليك الكثيرين ممن يحبون دراسة مثل تلك الظواهر الاجتماعية الدينية ولاصبح عندك العديد من محطات التلفزة التى يمكن ان تبث صورة مصر الكبيرة على كافة محطات التلفزيونات العالمية .....
ولو كنت مسئولا فى هذ البلد لقدمت عناية السيد الدكتور وزير الاوقاف الى محكمة عاجلة وكتبت صحيفة الدعوة كما جاءت فى هذا المقال لن أزيد عليها ولن انقص ....
فهل نجد من يحاسب هؤلاء بتهمة .... التقصير والاضرار والفساد وقبلهم (( ----))) .
فهل نجد من يسمع وهل نجد من يعقل وهل نجد من يوقف هذا الضرر البالغ فى حق مصر ؟!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن