الثورة و مأساة الليبرالية المصرية

حسن خليل
khalil.hassan@gmail.com

2015 / 10 / 22

الثورة و مأساة الليبرالية المصرية

الثورة مثلت تحالفا بين قوتين اجتماعيتين هما القوي الديمقراطية (من الطبقة الوسطي) و القوي الشعبية (عمال و فقراء المدن) كل منهما له رؤية – متبلورة بهذه الدرجة أو تلك – القوي الديمقراطية تستهدف الاستبداد السياسي بينما الشعبية تستهدف تدهور الأحوال المعيشية. لكل منهما تاريخ سابق علي الثورة . حركات التغيير – علي رأسها كفاية – في الجانب الديمقراطي و من ناحية أخري الحركة الاحتجاجية علي الجانب الشعبي. القوي الديمقراطية في جوهرها قوي ليبرالية حتي و لو ارتدت وشاح يساري شعبوي. بينما القوي الشعبية بلا تمثيل سياسي فطبيعة حركتها لم تتطور من الاحتجاجات الاقتصادية للمستوي السياسي . هذا الانقسام الطبقي – السياسي حكم تطور العملية الثورية طوال سنوات الثورة. و حكم مستوي و متانة التحالف ما بين لحظة الثورة و لحظات الافتراق. و لعب الإعلام و الامتدادات الخارجية و التدخل الأجنبي دورا مهما في تفريق حلف الثورة.أما النظام نظام مبارك – المجلس العسكري فاعتمد استراتيجية عدم المواجهة الشاملة حتي لا تتحول الثورة لحرب أهلية لا يمكن السيطرة عليها و في نفس الوقت قضم الثورة قطعة قطعة و زرع الشقاق بين حلف الثورة (الثورة سبب الفوضي الخ) أما الإخوان فبطبيعتهم كقوة من قوي الثورة المضادة – و معادية لليبرالية أيضا - فدفعوا بحكم مصالحهم الطبقية إلي تفريق التحالف من ناحية و إلي أختراق كلتا القوتين من ناحية أخري. الإمبريالية العالمية تدخلت في العملية الثورية من قبل الثورة و راهنت علي الإخوان ثم علي القوي الديمقراطية

الليبرالية تاريخيا

الليبرالية المصرية عريقة بمعني خاص. فرغم أن ثورة 1919 اعتبرت ثورة الليبرالية المصرية و المرحلة التي تلتها هي "المرحلة الليبرالية" إلا أن واقع الحال أن حزب الأغلبية – الوفد – لم يكن حزب الليبرالية بل حزب كبار ملاك الأرض الشعبي. أما حزب الليبرالية حقا فهو حزب الأمة -أنشي عام 1907 ثم تحول إلي حزب الأحرار الدستوريين – و رموزه هم المعروفين كأباء الليبرالية المصرية أحمد لطفي السيد و محمد حسين هيكل . طبيعة تطور الرأسمالية المصرية فرضت هذا الافتراق بين الليبرالية و ثورتها. فقضية التحرر الوطني من الاستعمار الانجليزي – التي تزعمها الوفد – غلبت علي قضية نظام الحكم و التنمية التي ركزت عليها البرجوازية المصرية. و بسبب هذا الانفصال بين التعبير السياسي عن البرجوازية و بين الحركة الشعبية ظهرت الشعبوية المصرية كشكل راسخ من تقاليد الحياة السياسية فلم يكن الصراع الاجتماعي سواء بين البرجوازية و كبار ملاك الأرض أو بين العمال و البرجوازية هو السائد بل الصراع القومي الوطني. و الحزب الشيوعي المصري الأول الذي حاول وضع الصراع الطبقي في المقدمة سرعان ما تم سحقه و سحق الحركة العمالية من الزعيم سعد زغلول قائد الثورة.
و حركة الضباط الأحرار كانت جزء من هذا الاتجاه الشعبوي و قد تأثر بالاتجاه اليساري الذي عرف صعودا كبيرا في الأربعينات. فقام الضباط الأحرار بكل من ضرب كبار ملاك الأرض – قوانين الإصلاح الزراعي – و ضرب الحياة السياسية – ألغاء الأحزاب عدا الإخوان – و كذلك ضرب الحركة العمالية . و هكذا فتح الباب أمام البرجوازية المصرية – بالقضاء علي خصومها من الطرفين - لكن من دون حياتها السياسية. و استخدم نظام يوليو نفس الشعارات الشعبوية عن "الفلاح" و لذا فرغم أن ناصر منح البرجوازية المصرية فرصة عمرها إلا أنه سلبها أدواتها السياسية. فأعطاها فرصة عمرها و لكنه سلب منها حلمها المستحيل . حلم بناء مجتمع علي النمط الغربي. فدون أساس هذا المجتمع الإنتاجي و العلمي و العسكري لا يمكن أن يتحقق في الواقع و هذا ما برهن عليه التطور الاجتماعي .و هذه هي نظرية التطور المحتجز اقتصاديا بسبب التبادل اللامتكافئ و سياسيا بسبب غلبه قضية التحرر القومي علي التحرر الاجتماعي. و بالطبع لم تفلح البرجوازية المصرية التي أصبحت تسمي الرأسمالية التقليدية في حشد موارد كافية لتنمية اجتماعية شاملة في الخمسينات. فما كان من عبد الناصر إلا أن قام بهذا بعيدا عنها عبر مصادرة ممتلكاتها بالذات .
و مع فشل نموذج الطبقة الجديدة التنموي و حكم عبد الناصر . تصورت النخب الليبرالية أنه من الممكن أن يكون الزعيم الجديد – السادات – راغبا أو قادرا علي استعادة الليبرالية .لكن السادات مضي بها في طريق التبعية التي تعني الاستبداد و معاداه الليبرالية . و هكذا أصبحت الليبرالية مجرد ماضي تاريخي

الثورة و استعادة الليبرالية

مع الانهيار الاقتصادي و الاجتماعي في سنوات ما قبل الثورة و خصوصا بعد الأزمة المالية العالمية نشأت ليبرالية جديدة "ثورية" في عصر جديد. فداعب خيال شباب الطبقة المتوسطة أن القضاء علي الاستبداد رهنا بالضغط علي النظام. و يجب أن نتذكر أنهم نفس الفئة التي تصدرت كل تاريخ النضال الوطني . و هم في نفس الوقت ورثوا الشعبوية المصرية التقليدية أو بالأحرى منهجها. فعلي العكس من الليبراليين الأوائل الذين كانوا صفوة المثقفين لم تمتلك الليبرالية الجديدة عمقا فكريا. و هذا بسبب أن الأوائل كانوا يعبرون عن البرجوازية بينما الجدد لا يمثلون سوي البرجوازية الصغيرة في نفس الوقت الذي أصبحت فيه قضايا الحريات لا يمكن حلها إلا في سياق شعبي و ليس سياق برجوازي . هذا في عصر ما يسمي السموات المفتوحة و ثورة الاتصالات . و هذه هي القوي الديمقراطية التي دعت و شاركت في الثورة.

هنا يجب أن نتوقف لنتناول وضعا عالميا و هو تسويق "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان" كقيم عالمية من جانب إعلام الاحتكارات. و ليس معني هذا أن الديمقراطية أو حقوق الإنسان هي قيم معادية للشعوب. بل أن التسويق الإعلامي الغربي من جانب الاحتكارات هو الذي ينزع عنها طبيعتها الطبقية و يقدمها كقيم ثقافية محلقة في سماء الفكر الخالص. فالأساس الطبقي للديمقراطية يدين هذه الاحتكارات و حكومتها و هيمنتها العالمية كأكبر مستبد و كأكبر منتهك لحقوق الإنسان كما هي في الواقع. و قد كانت مواجهة الاتحاد السوفييتي هي الدافع للترويج الإعلامي للديمقراطية. و قوي الليبرالية الجديدة الشبابية سرعان ما تبنت هذه المفاهيم علي علاتها مدفوعة بنفس سيادة ثورة الاتصالات و بالضحالة الفكرية بل و بالتمويل المباشر و الدعم الإمبريالي.

الطبقة الحاكمة و الثورة

رائحة الثورة كانت في الأفق قبلها بسنوات خصوصا منذ أضراب عمال المحلة الكبير. و كان واضحا أن الحركتين العمالية و الديمقراطية تتحديان النظام. واجه النظام الحركتين بمزيج من القمع و التهدئة خوفا من إشعالهما و تجنبا للضغط الإمبريالي لمذيد من الانفتاح السياسي. لكن مناورات النظام فشلت في النهاية و قامت ثورة يناير. سارع الجيش لوضع نفسه علي الحياد في الصراع الجاري . فقد أصبح النظام لا يمكن الدفاع عنه دون حرب أهلية مدمرة للبلد و للجيش نفسه. و بعد تنحي مبارك أختار الجيش أن يتحالف مع رديف النظام الإخوانجي في مواجهة التحالف الثوري. لكن في نفس الوقت أمتنع الجيش عن القيام بمواجهة شاملة مع القوي الثورية علي غرار سوريا و ليبيا أكتفي الجيش بعمليات تركز علي قمه القوة الثورية مثلما جري في ماسبيرو و محمد محمود. لكن هذا كان كافيا للقطيعة بين القوي الديمقراطية و الجيش لصالح الإخوان. و يكشف هذا عن ضعف البناء الفكري السياسي لهذه القوي. لكن الأهم من هذا هو نجاح المجلس العسكري في قطع أواصر التحالف بين القوي الديمقراطية و العمالية و الشعبية و ساهم سيادة نظرة شديدة التفاؤل عن الثورة و أمكانية نجاحها السريع بينما لم تستطيع القوي الديمقراطية تقديم بديل جدي للنظام و الإنفصال بينها و بين الحركة العمالية ساهم في أحباط أمكانية قيام مثل هذا البديل . باختصار كان المجلس العسكري يقوم بالفعل و القوي الديمقراطية برد الفعل . و حينما صعد مرسي للرئاسة بمشاركة جزء من القوي الديمقراطية وقع انشقاق بينها هي نفسها حول الموقف من الإخوان بين من يرونهم كقوة "إصلاحية" و من يرونهم كقوة رجعية ذات طبيعة فاشية. عاد المجلس العسكري للمناورة ضد الإخوان باستخدام القوي الديمقراطية هذه المرة و باستخدام اندفاع مرسي لأخونة الدولة. فتوحدت مرة أخري القوي المدنية و الحركة العمالية و الشعبية لإسقاط مرسي لكن هذه المرة مدعومين بالجيش نفسه و باقي نظام مبارك. لذا كانت ثورة 30 يونيو أكثر زخما جماهيريا من ثورة يناير و في نفس الوقت أقل ثورية منها. و أصبح الجيش بذلك القوة الوحيدة القائمة بعدما توغل الإخوان في غيهم و تحولوا للإرهاب الصريح واسع المدي. و قد خسرت القوي الديمقراطية بذلك كل من حليفها العمالي و ريادتها للثورة فاذداد تهميشها خاصة و هي لم تدرك طبيعة الحراك الجاري و لم تعمل علي توثيق التحالف الثوري. و ظهر وضع جديد فمن ناحية الشعب أصبح تواقا للأمن و الاستقرار بعد سنوات طويلة منهكه و من ناحية أخري أنتشر الإرهاب في طول البلد و عرضها .

الرؤية الليبرالية الجديدة للثورة

كما قلنا فأن الثورة مثلت لقاء مؤقت بين قوتين اجتماعيتين هما القوي الديمقراطية و القوي الشعبية. و يمكن أن يقال أن رأس هذه الثورة هو الديمقراطيين بينما الجسد هو القوي الشعبية و لعب فقراء المدن دورا أساسيا في الدفاع عنها. لكن القوي الديمقراطية لم تدرك هذه الحقيقة لذا فالثورة بالنسبة لها "ثورة شباب" قام بها “ثوار”. النجاح السريع للثورة و تواصل الدعم الشعبي لها بعدها كرس لدي الليبرالية الشبابية المفاهيم المشوهة عن الديمقراطية و حقوق الإنسان.ثم أن المصالح الطبقية المباشرة "للثوار" تحققت بمجرد الإطاحة بمبارك . أصبح من الممكن لديها تحقيق "التحول الديمقراطي" دون قاعدة اجتماعية التي من مصلحتها هذا التحول نفس خطاء الليبراليين الأوائل. بل ظهرت "فلسفة" غيبية عن أن الثورة قوة روحية في حد ذاتها يمكنها تغيير العالم بصرف النظر عن الواقع الاجتماعي. و هكذا لم تبالي الليبرالية الشبابية بانفصام عري تحالف الثورة عقبها بشهور و لجاءت عوضا عن حشد أوسع قطاعات الشعب لتملق اليمين الديني في إنكار صارخ لأبائهم الليبراليين الكبار و في توافق غريب مع الأمريكان و الأخوان. لكن الأهم هو أن ما قيل عن "أفكار جديدة" و عصر جديد و الخ لم يسفر حقيقة إلا عن نفس بضاعة الإعلام الاحتكاري لا أكثر و لا أقل .
وحينما وصل مرسي للرئاسة -و لم يحقق المثل الليبرالي عاداه الليبراليون و عاصري الليمون – بينما كان الشعب مرة أخري يرفضه لأسباب مختلفة تماما . و بالتالي لم يصبح أمام الشعب من قيادة يلتف حولها سوي الجيش و هكذا حدثت ثورة 30 يونيو. و مرة ثانية لم يفهم الليبراليين ما يجري أمام أعينهم و واصبح همهم إذا كان هذا “انقلابا” أم لا جريا وراء الإعلام الغربي. ثم ظهر شعار يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان . بينما لم يخون أحد مصالحه الحقيقية سوى هؤلاء الذين جروا وراء سراب الحلم الليبرالي . شيء واحد لم يحاوله الديمقراطيين و هو أن يقولوا انهم عازمون علي الاستيلاء علي السلطة مما يكشف الطبيعة البرجوازية الصغيرة.و قد لعب الإعلام و الدكتور البرادعي دورا هاما في توجيه هذه القوي الجديدة و دورا هاما في إحباطها التالي. لكن اللوم لا يمكن أن يوجه لليبرالية الشبابية في المحل الأول و أنما لقوي اليسار التي تدعي أيمانها بدور و حقوق الكادحين بينما هي تجري وراء الوهم الليبرالي و لا تجروء علي قيادة الحراك الثوري لجهة تمتين الحلف الثوري بدلا من تغذية الأوهام .

شعار العدالة الاجتماعية

لكن ألم ترفع الثورة و الثوار شعار العدالة الاجتماعية كدليل علي الحرص علي التحالف الثوري ؟ في الحقيقة أن الكل يرفع شعار العدالة الاجتماعية – أو محدودي الدخل أو الفقراء الخ – تمتين التحالف و حقوق الفقراء كان يقتضي من الليبرالية الشبابية أن تنغمس في تنظيم الشعب من أجل حقوق الكادحين و من أجل الحفاظ علي الثورة. لكن هؤلاء الشباب معزولين طبقيا و من زاوية نمط الحياة عن الأغلبية الساحقة و لا يمكنهم التخلي عن مقاهي وسط البلد و لا عن نمط الحياة الخاص لا يمكنهم أن يكونوا أداه لتنظيم و الشعب و الانخراط وسطه و السعى لخدمته و بالتالي لا يمكنهم أن يفهموه و أن يكون لهم حصنا ضد النظام . بل أن هناك نظريات عن أن دورهم بخصوص الشعب لا يجب أن يذيد علي الدعم الإعلامي و الحقوقي. و التمويل الأجنبي يكرس وسطهم مثل هذه التوجهات فبينما من المهم استخدامهم لابتزاز النظام من المهم أيضا ألا يتحولوا لمنهج ثوري أكثر جذرية.

الديمقراطية كمفهوم محلي

يقدم لنا الغرب الإستعماري الديمقراطية و حقوق الإنسان كمفاهيم عالمية متعالية علي الصراع الإجتماعي.و لا يهدف هذا سوى إلي خديعة "النشطاء" و أبتزاز الشعوب كما يهدف أيضا لإخفاء حقيقة أن هذه الدول نفسها هي أكبر منتهك لحقوق الإنسان . فقد جرت محاكمة القادة النازيين في نورمبرج بتهم جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية فهل جرت محاكمة من حرقوا درسدن و هيروشيما و نجازاكي و سلسلة لا أول لها و لا أخر و هل حوكم من طردوا الفلسطينين من أرضهم بالإرهاب و من حرقوا بغداد و هانوي الخ. ثم كيف بعد هذا نعتقد أن الشريعة الدولية لحقوق الإنسان هي فعلا شريعة دولية بينما أعداء البشر هؤلاء هم من كتبها . و يمكننا أن نقدم نقدا شعبيا لمثل هذه الوثائق غير أنه خارج حدود المقال. علي عكس الليبرالي البائس يعتقد كل من له عقل موضوعي أن الديمقراطية قضية محلية و ليست عالمية . قضية مرتبطة بالصراع الطبقي الذي يبدأ محليا و يتمدد عالميا . و نحن هنا لا نعني بكلمة "الديمقراطية" الانتخابات التي تتيح للمحكومين أن يختاروا من سيمثل مضطهديهم كل بضعة سنوات . و أنما نعني بها قضية السلطة و المشاركة فيها نعني بها ما يراه عامة الشعب فيها حقا .نعني بها الديمقراطية بالمعني الجيد. فالديمقراطية في مصر تعني تحديدا ذيادة نصيب الكادحين من الثروة و السلطة في مصر بالانتصار علي المستبدين المحليين و العالميين في صراع سيستمر طويلا .بمعني أخر فأنه بدون هؤلاء الكادحين لا توجد قضية ديمقراطية في مصر مهما صرخ الليبراليين. لذا فسماحهم و سماح اليسار لانفضاض حلف ثورة يناير لم يكن أقل من خيانة قضية الديمقراطية بينما هم يتصورون أنفسهم يدافعون عنها.و ها نحن الآن نري أمثال السعودية و قطر يدافعون عن الديمقراطية في سوريا ما يبدأ في أروقة الأمم المتحدة و تتصوره حديث جدي ينتهي عندنا للغو فارغ.

المأساة
في مطلع القرن السابق حينما حاولت الليبرالية بناء مجتمع علي النمط الغربي قيل لها يجب القضاء علي الاحتلال أولا . و في مطلع القرن الحالي حينما حاولت الشيء نفسه قيل لها لابد من معالجة الأزمة الاجتماعية أولا . كانت الليبرالية المصرية طوال الوقت في مأزق بسبب أنفصالها عن الشعب.
في العلم العسكري يعتبر الدفاع أيسر الأمور ففي الدفاع تلعب الأرض مع المدافع . بينما الهجوم يتطلب قوة أكبر و شجاعة أكبر و تخطيط يستفيد من نقاط الضعف لدي العدو و نقاط القوة لدي المهاجم . أما أصعب الأمور في العلم العسكري فهو التراجع المنظم . فهو يتطلب قدرا عاليا من الانضباط و الشجاعة و التخطيط الدقيق و التضحية . حينما هاجمت قوي الثورة النظام أظهرت شجاعة دون كثير من التخطيط . و حينما جاء الوقت لانتقالها للدفاع و التحصن وسط الشعب فشلت القوي الثورية في رؤية اللحظة و استمرت في هجوم فاشل و بعد 30 يونيو جاءت لحظة التراجع المنظم لكن لم يكن من الممكن لليبرالية أن تدرك هذه الأمور فهي محلقة في ملكوتها الخاص .
لقد ضحت الليبرالية الجديدة بالثورة و بنفسها من أجل حلم مستحيل و مثل أعلي غريب لم و لن يتحقق.
حسن خليل
22 أكتوبر 2015



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن