كاريزما البارزاني.

بير رستم
pirustem@gmail.com

2015 / 10 / 16

..هي تجسيد للشخصية الكوردية.

إن عبادة الشخصية تعتبر إحدى أخطر الأمراض التي تصيب الثورات والمجتمعات وثقافاتها ولكن هناك بعض الشخصيات الكاريزمية في تاريخ الشعوب والأمم تستحق منها التكريم والتبجيل _وليس العبادة_ ومن هذه الشخصيات فإن شخصية الرئيس مسعود بارزاني؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق) تعتبر واحدة من أهم تلك الكاريزمات في تاريخ شعبنا الحديث وذلك لما يتصف بالعديد من الخصال والصفات الكاريزمية لقائد أمة وشعب يكافح من أجل نيل حقوقه الوطنية والقومية وبإعتقادي وقناعتي، فإن من أهمها هي؛ النبل والتواضع والإخلاص للقضية بحيث يمكننا القول إنه يجسد _بكل صدق_ الإنسان الكوردي وبأنبل صفاته، إنه قد عمل وفي كل المحطات التاريخية لشعبنا وبكل إخلاص وجدارة ووفاء وأثبت للعالم إنه رجل المواقف الوطنية الكوردستانية وها هو اليوم _أيضاً ومثل كل المرات وفي إستقباله للبيشمه ركة العائدين من جبهة كوباني_ يؤكد مرة أخرى على تلك الخصال الوطنية والتي توارثها عن تاريخٍ عريقٍ من النضال والتضحيات؛ حيث أكد سيادته مجدداً على عدد من القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:

1_ التأكيد على أن البيشمه ركة الذين "يذهبون إلى كوباني للقتال والدفاع عن أخواتنا وإخواننا هناك يمثلون كل البيشمركة وجميع الكوردستانيين المخلصين" وهذه تؤكد على أن القوات الكوردية والبيشمه ركة هي قوات عسكرية لكل الكورد وعليها أن تدافع عن كل أجزاء كوردستان.

2_ التأكيد على "ان الواجب الوطني والقومي يحتم علينا تقديم يد المساعدة والعون الى إخواننا في كوباني عندما يحتاجون الى مساعدتنا" وأضاف إننا "سنستمر في تقديم المساعدات إلى إخوتنا في كوباني إن وجد لنا طريق لذلك لأن هذا واجب وطني وقومي" وبالتالي التأكيد على وحدة القضية والجغرافيا الكوردستانية وأن واجب الدفاع عن أي بقعة جغرافية كوردستانية هو واجب القوات الكوردية.

3_ الكشف عن الأسباب والدوافع التي وجهت تنظيم "داعش" للهجوم على الكورد وإقليم كوردستان العراق حيث قال بهذا الخصوص؛ "..ما ظهر بعد ذلك انه وبعد ان وصلت عملية إستقلال كوردستان والإستفتاء الى مرحلة متقدمة جداً، كان هدفهم ضرب هذه العملية عن طريق داعش"، وقد أضاف سيادته بأن عملية الإستفتاء على حق تقرير المصير للشعب الكوردي سوف لن تتوقف حيث في كلمته للبيشمه ركة أكد؛ بأن "..هذه العملية ستستمر ولا يمكن التراجع عنها". وكان الرئيس بارزاني قد قال في كلمة له أمام برلمان كردستان وذلك بتاريخ الثالث من تموز العام الجاري؛ إني "اقترح عليكم الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان، لان هذه هي الخطوة الاولى، وثانيا اجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير" وها هو في كلمته يؤكد مجدداً بأن عملية الإستفتاء على إستقلال كوردستان وحق تقرير المصير لن يتوقف بهجوم غادر لبعض القوى الظلامية على الشعب الكوردي.

وأخيراً لم ينسى سيادته أن يشكر قوى التحالف الدولي وعلى رأسها تلك الدول التي ساعدت _وتساعد_ الشعب الكوردي وقوى البيشمه ركة في التصدي لقوى التكفير والظلام وذلك مماً تسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في هجومها الغادر على الشعب الكوردي وإقليم كوردستان (العراق) وكذلك توجه بالتحية والشكر للقوات الكوردية والتي تدافع عن شعبنا الكوردي وحقه في الوجود والحياة ومسجلاً أروع البطولات والتضحيات بحيث نال تقدير ومحبة كل العالم كونه يقاتل دفاعاً عن قيم الحرية والكرامة والحق والعدالة الإجتماعية وقد أشار الرئيس بارزاني وخلال كلمته تلك الى هذه النقطة بالقول: إن "إستشهاد وجرح عدد كبير من البيشمركة الذين ضحوا دفاعاً عن ارض كردستان، كما ان الإقليم تضرر كثيراً مادياً، لكن مكانته وصلت الى مستوىً عالٍ، والآن يعترف رؤساء وملوك العالم بأن البيشمركة تقاتل الإرهاب ببسالة وإباء نيابةً عن العالم، وهذه مفخرة وكرامة لا يمكن شراؤها بكل ثروات الدنيا". وهنا قد أستطاع قيادة الإقليم وبحنكة وديبلوماسية سياسية؛ أن يجعل دول العالم تقدر دفاع البيشمه ركة والقوات الكوردية عن هذا الخطر الداعشي الأسود والذي يهدد كل القيم الحضارية المدنية بحيث بات إقليم كوردستان (العراق) وعموم الشعب الكوردي موضع تقدير وإحترام كل شعوب العالم وهذه واحدة من أهم الإستراتيجيات الحديثة والتي نجح بها الكورد وتعود الفضل في أبرز ملامحها للسياسة الحكيمة للرئيس مسعود بارزاني وشخصيه الكاريزمية الكوردستانية.. فكل التقدير والموفقية لشعبنا وقضيتنا وكل الشكر والمحبة لك سيادة الرئيس ولمواقفك الكوردستانية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن