خفايا سقوط سنجار الحقائق الصادمة ..

حمزه الجناحي
kathom69@yahoo.com

2015 / 8 / 24

معلوم ان مدينة سنجار تعتبر من المناطق المتنازع عليها حسب المادة 140 بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم اي أن هذه المنطقة لم تدخلها القوات العسكرية الاتحادية قط وهي مسيطر عليها من قبل قوات الاقليم قوات البيش مركة ذات العدة والعدد المتطورة والقيادة المركزية المنظمة والمحترفة عسكريا لكن لم تمنع هذه القوات من دخول قوات داعش الى مدينة سنجار على الرغم من ان طلائع قوات داعش التي دخلت المدينة في البداية لم تكن قوات كبيرة ولا تمثل شيء لقوات البيش مركة المدربة تدريبا جيدا اي ان تلك القوات من الممكن ان تسحق قوات داعش في الدقائق الاولى ولا تغادر بسهولة ويسر دون اي معركة تذكر لتبدأ الكارثة لأهالي المدينة وخاصة الايزيديين اللذين اعتبرتهم عصابات داعش هم والمسيحيين والعرب الشيعة وبعض الطوائف اعتبرتهم غنائم حرب مع اطفالهم ونسائهم وممتلكاتهم وأراضيهم تسبى النساء وتباع في اسواق الرق والعبيد وتقتل الرجال وبمقابر جماعية وتذبح الاطفال وتباع الى الدول الاخرى بأسعار متواضعة لتمويل داعش وسبيت أكثر من اربع الاف امراة وقتل مثل هذا العدد من الاطفال والرجال بمجزرة ستبقى عالقة بذاكرة التاريخ والاجيال الى مديات غير محدودة وفي فترة ثلاث الى اربع ايام حتى يوم 6/8 2014 فتح معبر حدودي بين العراق وسوريا ومنه الى الاقليم لكن بعد فوات الاوان طبعا وحصلت مجازر مروعه راح ضحيتها المئات من الابرياء وهناك مقابر كبيرة مثل مقبرة حردان ومقبرة مهركان التي دفن فيها داعش الابرياء احياء وبالجملة ..
الى الان والمؤامرة مستمرة فمدينة شنكال مقسمة الى الشمال والجنوب ,, شمال الجبل وبعض المناطق داخل المدنية محررة بيد قوات البيشمركة وقوات حماية شنكال أما جنوب الجبل كله لا يزال بيد داعش ..
ان محنة قضاء سنجار لم يتوقف عندها أحد ولم يتحرى عنها أحد فهي السقوط المدوي بعد الموصل بفترة شهرين تقريبا والمدينة تعرضت لمؤامرة من طرف واحد كما أعتقد هم الاكراد وباتفاق مع داعش لأن تلك المدينة الايزيدية لم يدخلها الجيش العراقي ولم تكن يوما تحت أمرة ضابط للقوات الاتحادية وسقوطها بدا غريبا فلم يجري فيها أي قتال ولم تكن هناك معركة تذكر ليدخلها قوات داعش بأريحية وبهدوء وينصب السيطرات البسيطة في الشوارع العامة ولولا معرفة اهل المدينة بدروب وجبل سنجار لما هرب أحد من هؤلاء الابرياء ولو ان كارثة حصلت على ذالك الجبل راح ضحيتها العشرات من العوائل جوعا وعطشا .
وأنا اقرأ تقرير لجنة الامن والدفاع النيابية لم أجد أي تنويه لسقوط مدينة سنجار والتي جاء سقوطها بعد شهرين تقريبا من سقوط الموصل ولم تحقق هذه اللجنة مع الاطراف المعنية بسقوطها على الرغم من معرفتها بأنه كانت تحت سيطرة قوات الاقليم حصرا وسقطت بمؤامرة واضحة ولا لبس فيها لكن لم نرى لها أي صدى في ذالك التقرير .
وأعتقد أن الصفقة كانت قد جرت بين قادة الاقليم وبين قادة داعش على أن البيش مركة يسلم سنجار الى داعش بشرط التوقف الى هذا الحد وعدم التوغل الى مدن الاقليم الاخرى .
الكثير لا يعرف أن مدينة سنجار تختلف الاحداث فيها عن الموصل اختلاف كبير جدا وما جرى في الموصل كسيناريو لم يرسم نفس ذالك السيناريو في سنجار تلك المدينة الكبيرة او القضاء الذي يعتبر ثاني أكبر قضاء في مدينة الموصل بعد قضاء تلعفر ويبلغ نفوس المدينة أكثر من خمسمئة الف نسمة والبعض يسمي مدينة سنجار او شنكال العراق المصغر لأن كل الفسيفساء العراقي او الالوان العراقية السكانية موجودة في سنجار ونواحيه مثل ناحية الشمال والقيروان والقحطانية فيه الايزيديين وهم الغالبية وتمثل تقريبا 80% من اجمالي السكان والأكراد والعرب والمسيحيين والتركمان وكذالك حتى المذاهب ايضا يوجد السني والشيعي لكن العيش على ارض سنجار عيش بسلام وآمن ولم توجد في المدينة اي من المنغصات الطائفية والحزبية ولأكثر من قرن من الزمان ,,,
سقطت مدينة الموصل على ايدي عصابات داعش بتاريخ 9/6/2014 واضطر الناس الهرب من هؤلاء المجرمين وكانت مدينة سنجار المدينة الاكثر أمنا وملاذا في تلك الدائرة التي بدأت تعصف فيها رياح العصابات الداعشية فغادر اهالي الموصل وتلعفر وقرة قوين والقبة والمدن الاخرى الى سنجار بحكم وجود المعارف والعلاقات الاجتماعية والصداقات وكذالك لاعتبار ان المدينة آمنة وهي محاطة بذالك الجبل العملاق الذي يسمى جبل سنجار الذي طوله اكثر من 73 كيلومتر وعرضه تقريبا 8 كيلوات وارتفاعات متفاوتة مما اعطى تصور ان هذا المانع الطبيعي يجعل المدينة الاكثر أمنا وكذالك بوجود قوات نظامية وقوية وهي قوات البيش مركة الكردية التي تعرف كل مكامن القوة والضعف في المدينة وتحرس على الحفاظ عليها وسد الثغرات لمنع الدواعش استمر حال النزوح الى مدينة سنجار واصبحت هذه المدينة هي الاكثر أمنا حتى من مدن مهمة مثل كركوك ايضا ..
لغاية 3/8/2014 اي بعد مرور شهرين الا ثلاث ايام والمدينة هذا حالها بعد سقوط الموصل اي أن مدينة سنجار لم تسقط بيد داعش الا بعد شهرين من كارثة الموصل والغريب ان الناس وقبل هذا التاريخ بدئوا يتحدثون عن سقوط المدينة بل أن البعض توقع التاريخ 3/8 بالدقة وفعلا دخل الدواعش الى المدينة بأعداد قليلة على عجلات البيكب وبملابسهم السوداء وراياتهم المعروفة وجابوا شوارع مركز القضاء على مرمى ومسمع قوات البيش مركة ولم تطلق اطلاقة بندقية واحدة من القوات المتمركزة هناك وبعد اقل من اربع ساعات انسحبت قوات البيش مركة من المدينة وبعجلاتهم وبرايتهم الكردية وهم يمرون على سيطرات داعش التي اغلقت الطرق الداخلة والخارجة للمدينة بل أن بعض شهود العيان رأوا ان قوات البيش مركة توقفت عند تلك السيطرات وتحدثوا مع رجال داعش وأعطوهم الماء وبعض المستلزمات ومروا عائدين الى مواقع جديدة مرسومة وبأوامر من القيادة العليا لقوات الاقليم لتبدأ صفحة جديدة غير متوقعة فلقد توقفت قوات البيش مركة في أطراف المدينة وأوجدت لها معالم فاصلة بينها وبين عصابات داعش والفواصل هذه فواصل مصنوعة بالاتفاق كأن يكون وجود حبل او ساتر ترابي بسيط او جسر او بعض من الاحجار بين الطرفين والمحادثات بين الطرفين والتزاور يجري مباشرة وبلا حتى صوت عالي وهذا مأ اظهرته الفديوات والصور بين الطرفيين ..
اذن الحدث في مدينة الموصل غطى وابعد احداث سنجار المأساوية عن الصورة واعتقد كان هذا الابعاد مقصود فهذه الاحداث تضاهي قوة احداث الموصل وتتعداها وما جرى في سنجار لم يجري نصف منه في الموصل لكن الذي يفاجأ الجميع أن لجنة الامن والدفاع غمطت سقوط سنجار بالمجمل ولم تنتبه لهذا لسقوط او ربما أنتبهت لتجد نفسها امام حقائق غير متوقعة لا تستطيع مجابهة مسببيها بالاتهام والخيانة لأنهم اجمعهم من قادة الاقليم ابتداءا من رئيس الاقليم ورئيس الوزراء وقادة البيش مركة والاسايش والحرس الرئاسي والاستخبارات والمخابرات وكل هذه المؤسسات قادتها من عائلة السيد مسعود برزاني .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
Kathom69@yahoo.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن