لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.

عباس علي العلي
fail959@hotmail.com

2015 / 8 / 24


أنا من المتابعين بإدمان على سير الأحداث العسكرية التي تدور من 10 -6 -2014 وما قبلها وما مهد لها وكيف تمكنت عصابات داعش من الدخول للأرض العراقية وتأسيس مواطئ قدم وبناء هيكليتها التنظيمية وقواعدها اللوجستية؟ , وكيف صنعت لها حقائق في الأرض؟ , الغريب في الأمر أن كل الذين يدعون خصومة وكراهية الإرهاب والجهاد ضد داعش منخرطون بشكل أو بأخر وبحرص على تجسيد هذا الواقع والخضوع كليا لمهمة الفصيل الإرهابي هذا , حتى أكثرهم الأصوات تطرفا في معاداتها ولا أستثني أحد, إنها ليست فكرة نظرية المؤامرة بل توزيع أدوار بمهارة تحصيل المصالح وترتيب الأولويات ,والجمع لم يدرجوا في أولياتهم أسم العراق ومستقبله مصلحة شعبة وكلهم يستعمل الشعب العراقي أداة ووقود ودعاية تحرك الأحداث , فهل حقا تحول العراق لمجرد لعبة أطفال بيد مجانين ؟.
قيل قديما (الحق العيار لباب الدار) وها نحن نلحق كل الذين أعلنوا عداءهم الصريح والمؤكد لداعش ابتدأ من صاحب المسئولية الأولى الحكومة والنظام السياسي وانتهاء بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وعبر سنة واكثر من ثلاثة أشهر وبالنفقات والتكاليف البشرية العالية مازال التنظيم لم يخسر وجوده بالشكل الذي يتناسب مع التكلفة الباهضة التي يدفعها الشعب العراقي من أبناءه ,والكل يتكسب من وراء هذه التضحيات وينتفع من فاتورة الدفع ويجير المكاسب المعنوية له بانتظار ترجمتها وتصريفها في السوق السياسي العراقي والأقليمي ,داعش الذي لا يتعدى تعداده في أكثر الحسابات عن العشرة ألاف مقاتل يواجه أكثر من مليون مقاتل من مختلف الصنوف والمسميات ويستطيع أن يبادر وينتصر في التكتيات التي تكلف أيضا ,هل يعقل أن الداعشي يساوي مئة مقاتل عراقي مجهز ومسند بدولة وعمق بشري وأقتصادي وأستراتيجي ,هل هذا تمجيد له أم أستهانة بالدم العراقي وإلى متى ؟, سؤال بحاجة للأجابة من ذوي العداء فقط .
في الأعراف العسكرية العالمية ومنها عقيدة الجيش العراقي وتجربته التاريخية أن هذا الواقع الذي تشهده الساحة العراقية يمثل كارثة بكل معنى الكلمة ودلالاتها ,لا يمكن فهم هذا التناقض ولا يوجد مبرر في تأخير الحسم العسكري وداعش وإن كان في جزء منه عراقي لكنه بجميع المعايير العسكرية يمكن هزيمته بقسوة وبأسرع وقت قبل أن يتمركز ويبني مرتكزات وجوده ويصبح هو المبادر ويتحول إلى خصم عصي ,كان الخطأ الأول هو التراجع المستمر أمام تقدمه دون محاولة حقيقية لأحتواء هذا التقدم أولا وإقلاقه ثانيا كي لا يتمكن من تثبيت موضع قدم له ,والتحول لاحقا إلى أستنزافه عبر العمليات المحدودة والمزاحمة الميدانية تمهيدا للأنتصار عليه ,التأخير الذي حصل وأعادة رسم الخريطة العسكرية يحق لداعش أنها تدع الأنتصار على الدولة العراقية ومن ورائها الدعم الإيراني والدولي بالذات الأمريكي والأوربي ,وهذا ما يجلب القوة المعنوية لأنصاره ويفت في معنويات المقاتل العراقي .
وأيضا بعيدا عن نظرية المؤامرة هل نجد تفسير واحد لهذا التاخير في الحسم العسكري للواقع الميداني المسنود بكل عوامل النصر الأفتراضية , هل نصدق ما يشاع عن عمليات بيع وشراء للمواقع وحتى للأنتصارات مقابل موقف سياسي أو عسكري محدد ؟, طيب القائمون على القيادة العسكرية هل يعلمون أن عمليات تشتت المركز القيادي وتعدد الأجتهادات واحدة من عوامل خسارة الأرض؟, وهل يعلم القادة بأن العمليات الميدانية تقاد من وحدة أكان وسيطرة وليس بقانون الفعل ورد الفعل ؟, وهل يظن البعض أن مجرد التخندق الفردي يساهم بمدى ما في الأستفراد بالفصائل والأفواج والسرايا دون أن يكون العمل منسقا ومخططا ومقاد من جهة قادرة على المناورة والتحرك والصد والهجوم تحت هدف واحد؟, هل يمكننا أن نبرر للعالم وللناس التي تتساقط بالعشرات مدفوعه بحس عقائدي ووطني هذا الكم من الضحايا مه هشاشة الوضع على الأرض والضبابية التي تحيط بالواقع قبال عشرات بل في أحسن الأحوال مئات من المقاتلين المحاصرين كما يروج الإعلام الفصائلي ,موقع ينتزع بأشهر من القتال يسقط مرة أخرى بساعات معدودة !!! هل هذه معركة عسكرية مقادة بفن أم مجرد مناوشات تستهدف تقديم المزيد من الضحايا لأجل مصالح فئوية وحزبية ؟, أسئلة لا نجد لها حلا وقد تغيض الأخرين لأنهم لا يملكون جواب ولا رأي إلا ما هو مرسوم ومخطط له .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن