الخادم - الخالق - الفندق

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2015 / 8 / 17

الخادم - الخالق - الفندق
لا يمكن ان تكون مفردات الايجار (لانها مفردات حضارية) من ضمن الثقافات البدوية بصورة عامة خاصة في لغة كالعربية تستعمل حروف الجر مثل (عند) و (مع) و (لدي) للتعويض عن افعال الملك لان الوجود كان اهم من الامتلاك و تشكل الاموال عراقيل في طريق التنقل البدوي. لذا لا نجد في العربية مفردات تقابل الفندق اليوناني (استعارة قديمة من اليونانية pandaka بعد تحويل الـ p كالعادة الى الفاء) و الاوتيل اللاتيني لتتساوي الضيافة مع الايجار. تلعب الضيافة دورا مهما في المجتمعات البدائية و هي رمز للافتخار بعكس الايجار الذي هدفه الوحيد هو المال و الفائدة.

لقد تطورت كلمة (اجر) في الارامية و السريانية و استعملت في العربية الاسلامية لتكتسب سياقا دينيا كمكافأة و ثواب هذا انتهاك صارخ للثقافة العربية البدوية التي لا تعرف الايجار. مشتقات الكلمة هي الجمع (اجور) على وزن فعول المفضل في الاستعارات و الافعال (اجر) و (استأجر). اضافة الى ذلك نتعجب كيف ان العرب تعتبر الكلمة عربية صرفة رغم ان الاجور ليست من صفات الثقافة العربية التي تكتب الكرم و الضيافة العربية بحروف كبيرة على الجدران او بعبارة اخرى يتناقض الاجر مع اهم مبادي الكرامة و الضيافة.

يعتقد H. Zimmern في (المفردات الاكدية الدخيلة) بان اصل الكلمة هو الاكدية agru agarru بعنى الخادم المستاجر او مساعد مستاجر و هناك تقارب بين الاكدية agarru و اليونانية aggaros بمعنى خادم - قارن الانجليزية courier ساعي البريد (راجع مقالي السابق عن: رسول الله) و هذا يعني بان السريانية (اجرا) دخلت العربية في فترة مبكرة خاصة عند انتشار التجارة و اليهودية و المسيحية عند العرب. يشتهر اليهود لحد يومنا هذا بالمهارات المالية و الارباح لذا لربما لعبت الارامية اليهودية دورها الاول في السريانية (سورة الانشقاق: الذين امنوا و عملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون). هذه هي اللغة تنقلنا من اجر الخادم الى اجر الخالق الى ايجار الفندق. لا تصدق.
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن