مخالب ايران الاقليمية بعد الاتفاق النووي

صلاح بدرالدين
kurdarab2004@yahoo.com

2015 / 7 / 25


مخالب ايران الاقليمية بعد الاتفاق النووي
صلاح بدرالدين

في ظل السجالات الواسعة والتقييمات المتباينة من جانب المتابعين ووسائل الاعلام المحلية والعالمية حول بنود الاتفاق النووي بين الدول خمسة زائد واحد من جهة وايران من الجهة الأخرى وعلى ضوء مايمكن استخلاصه من توقعين اثنين لنتائج الاتفاقية أحدهما المفرط بالتفاؤل وهو : التزام ايران بنصها ومايستتبع حكما من رفع اليدعن دعم منظمات وقوى والتوقف عن استخدام جماعات مذهبية وآيديولوجية في عدة بلدان ومن بينها : سوريا والعراق واليمن ولبنان وعدد من بلدان الخليج والتفرغ لصرف الأموال التي ستفرج عنها لرفع مستوى معيشة شعوب ايران وتحسين أمورهم بمافي ذلك ايجاد حلول ديموقراطية لقضاياهم القومية وانتهاج سياسة الانفتاح والتعايش مع الجيران من دون التدخل في شؤونهم .
والثاني الأكثر احتمالا وهو : مضي النظام الايراني في نهجه العدواني السافر في الداخل والخارج ومحاولة الفصل بين مسألة النووي والقضايا الأخرى من موضوعات الديموقراطية وحقوق الانسان والتدخل في شؤون بلدان الاقليم وذلك برشوة الدول الأوروبية بمزيد من الاستثمارات والالتزام الشكلي ببعض شروط السلاح النووي عبر الخداع والتضليل مستغلا بدرجة أولى ميوعة وتدني مستويات ادارة الرئيس أوباما تجاه قضايا الشرق الأوسط وموقفي روسيا والصين الباحثين عن أدوار ومصالح على حساب مصالح الغرب وضعف وتهالك الموقف العربي الرسمي بدرجة ثانية وتردد السياسات التركية في اتخاذ المواقف الحاسمة تجاه قضايا الخلاف الاقليمية بالدرجة الأخيرة .
لاشك أن القوى والجماعات المحسوبة على ايران والمدعومة بالمال والسلاح والتي تشكل أذرعا ضاربة لنظام ولاية الفقيه ومنها على وجه التحديد : ( حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية أو أنصار الله والأحزاب والتشكيلات الميليشياوية العراقية وحزب العمال الكردستاني التركي ووليده السوري ب ي د ) قد فاجأتها اتفاقية النووي مثل الآخرين وليس لمصلحتها اطلاقا نجاح الاتفاقية وتقف بكل ثقلها مع الاحتمال الثاني بل صدرت عن غالبيتها ردود أفعال تصب بمجرى افشالها بتناغم واضح مع بيانات الحرس الثوري ومصادر قرار القوى العسكرية وفيلق القدس .
محاولات تلك القوى الحفاظ على الأمر الواقع - طبعا بالتنسيق والاتفاق مع مصدر القرار بطهران - في بلدانها تشكل احدى التكتيكات الايرانية الموازية وتحديا لروح الاتفاقية فهي ان نجحت ستكون اقرارا بالواقع كما هو عليه من دون تراجع ومن تجلياتها الملموسة استمرار حزب الله بزرع العراقيل أمام ارادة احياء الدولة والمؤسسات وحشد مقاتليه ونشرهم بالأراضي السورية واعتباره ان تحرير القدس يمر من الزبداني والقلمون وحلب ومضي الانقلابيين باليمن في زعزعة الاستقرار والعبث بأمن واستقرار البلد والتخريب على العملية السياسية ومواصلة حكام بغداد الطائفيين وميليشياتهم في التمسك بأولوية ضرب المناطق السنية قبل ارهابيي داعش والتناغم الكامل مع مايملى عليهم من قاسم سليماني وجنوح قيادة قنديل ل ب ك ك نحو التخريب على عملية السلام التي أرستها اتفاقية ( هاكان – أوجلان ) ومنع حزب الشعوب الديموقراطي الفائز بالانتخابات من ممارسة حقه في المشاركة بالحكومة المقبلة لمصلحة شعب كردستان تركيا بالدرجة الأولى ودفع ( وليدهم السوري ) نحو نفس النهج الانقسامي العبثي .
أليس واضحا للعيان مدى استهتار قيادة – ب ي د – المرتبطة بجناح قنديل بكل القيم والمبادىء عندما تمضي قدما في رفض أية مشاركة كردية أخرى والتنصل من اتفاقيات أربيل ودهوك جهارا نهارا وعتبار نفسها الحاكم الواحد الأحد والوقوف ضد قوى الثورة السورية وممارسة الديماغوجيا المضللة حول الموقف من الثورة والنظام والوقوف حتى على مستوى ( المعارضات ) مع أسوأ أجنحتها وأقربها الى أوساط نظام الأسد وأجهزة قاسم سليماني وقد انكشفت البعض من مزاعمها مؤخرا حول مادأبت عليه من التفاخر بالتنسيق العسكري مع قوى التحالف والأمريكان عندما حصل التوافق بين التحالف وتركيا فهل كان باعتقاد تلك القيادة أنها أولى من دولة من مؤسسي الناتو وتشكل القوة العسكرية الاقتصادية الأكبر بالمنطقة ؟ .
ثم ماذا عن مستقبل الكرد السياسي والاقتصادي والمعيشي ومصيرهم الوطني وشراكتهم مع المكونات الوطنية الأخرى في حسابات تلك القيادات ؟ أم أن الأمر ينحصر في المزيد من عسكرة المجتمع والقتال ثم القتال ثم القتال حتى آخر شاب وفتاة وافراغ المناطق وتدمير المدن على الطريقة الكوبانية .
ان البديل عن الخراب والتدمير والتهجير والقمع والولاء لطهران و ( التطهير السياسي ) في حالة قيادة ب ي د ومن الهروب والنأي با النفس والعجز والافلاس والاتكال في حالة – المجلس الكردي – المبعثر هو العودة الى الشعب وارادته ومصالحه والمشاركة في مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي ( حيث وجهنا نداء بهذا الخصوص ونال رضا المئات من الناشطين الشباب والمناضلين ومنظمات المجتمع المدني وقواعد الأحزاب ) على قاعدة المصالحة مع الذات ومع الشعب تنبثق عنه قيادة سياسية كفوءة ويصيغ البرنامج المناسب لتحقيق المشروع الوطني الكردي واعادة الاعتبار له والذي يشكل جزء من المشروع الوطني الديموقراطي السوري .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن