هل يجب معرفة أسباب النزول لفهم القرآن ؟

عاد بن ثمود
rachidoc1@hotmail.fr

2015 / 6 / 12

عندما تبدأ في محاججة أحد شيوخ الإسلام أو أحد فقهاء المسلمين في معنى إحدى الآيات القرآنية، يتدرّع مدافعاً عن ورطته بكونك لا تفهم شيئاً في علوم التفسير، و أنه يلزمك أولاً معرفة أسباب النزول. ثم تجمع أسباب النزول و علم التفسير على بعض، حتى يتبين لك الحق من الباطل، و الخيط الأبيض من الأسود، لتكتشف معجزة البيان في القرآن.

إذا كان القرآن كلاماً موحى به من الرب لنبي إسمه محمد و رسول لكافة العالمين، فليس للمؤمن حاجة لمعرفة أسباب نزول آياته.
مادامت آياته نزلت لهداية البشر و تقويم أخلاقهم و معاملاتهم فيما بينهم.
أسباب نزول القرآن برمّته هي الهداية و الدعوة للطريق المستقيم.
أم أن هنالك أسباب أخرى؟

عندما نرى و نسمع أن آية ما نزلت في حق قوم كذا الذين أبيدوا مثل قوم عاد و ثمود، فقد نتفهّم ذلك و ندخله في خانة الترهيب الذي يبدع فيه كاتب القرآن، رغم أن الحكاية كلها تدليس من نهج إبليس.

و عندما نقرأ سورة الفيل، التي تعود وقائعها لخمس و أربعين سنة تقريباً لما قبل نزولها (المشهور أن محمد ولد عام الفيل)، و التي صدّقها المغفلون من أتباع محمد رغم ما فيها من أكاذيب أسطورية صدّقها حتى التابعون الذين حضروا الواقعة، و الذين لم يروا لا طيراً أبابيل ، لا حجارة من سجيل، و لا عصفاً مأكول.

الأمثلة كثيرة، تلك التي تدخل في إطار الترهيب.

لكن، عندما يكون المؤمن في حاجة لفهم أسباب نزول آية من مثل (و لمّا قضى زيد منها وطراً زوجناكها)،
أو تلك الآية التي كلما حفظتها أنساني الله إياها: (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً)
أو تلك الآية التي تشبه كاطالوغ النكاح. هي كذلك أنسانيها الله...أتذكر منها بنات عمّاتكم و...


هل أندب حظي لأني كنت مسلماً من ذي قبل؟
أم أندب حظ المسلمين الطيبين حالياً؟

ثم، بما أن القرآن صالح لكل مكان و زمان، ألم يتنبأ المفسرون بكل هذه المنجزات العلمية الخارقة، أم أنهم وقفوا فقط عند خروج الدابّة و المسيخ الدجّال؟
؟؟؟؟
لا يمكن لأي أحد أن يحيط علماً بموضوع معين.
لذلك السبب أنا لا أرغب في الإطناب، يكفيني وضع أسس النقاش.
المقال ليس خطبة جمعة تلقى من فوق منبر و القراء مطأطئوا الرؤوس. كل مقال خاضع للنقض و التمحيص...ما عدا خطب الجمعة.
أليس كذلك؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن