وثائق تعود للبنتاغون تفصح عن علاقة داعش بالإدارة الأمريكية

عادل حبه
adel.haba@outlook.com

2015 / 6 / 8

وثائق تعود للبنتاغون تفصح عن علاقة داعش بالإدارة الأمريكية*
ترجمة عادل حبه

نشر البنتاغون أخيراً وثيقة سرية تعود إلى عام 2012 تحت عنوان " الدولة الإسلامية، الفرصة الستراتيجية للإطاحة بالحكومة السورية". وتُعد هذه الوثيقة من الوثائق السرية للغاية، وتدل على أن الإدارة الأمريكية هي التي أقامت داعش كوسيلة لإسقاط الرئيس السوري حافظ الأسد. لقد استطاعت منظمة حقوق الإنسان الأمريكية أن تحصل على حكم من المحاكم الأمريكية بنشر سلسلة من الوثائق المحرمة. وقام الصحفي الأمريكي نفيس أحمد بتحليل هذه الوثائق واستطاع الكشف عن وثيقة للبنتاغون تعود إلى عام 2012، التي أرسلت أيضاً إلى وزارة الخارجية الأمريكية. وعلى الرغم من أن مقص الرقابة قد حذف باللون الأسود 7 صفحات من الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة "يونكه ولت" الألمانية، إلاّ أن ما تبقى من النصوص يوضح بأن الدول الغربية وعن وعي استخدمت القاعدة والمجاميع الإسلامية المتطرفة التي قامت على أنقاضها داعش، من أجل اسقاط حكومة بشار الأسد. هذا في الوقت الذي لم تكن وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع Defense Intelligence Agency، على وهم في طبيعة القوى التي تحارب على الأرض ضد الحكومة السورية، خلافاً لما أشيع وقتئذ في الغرب عن " القوى المعتدلة" و "الديمقراطية" المعارضة للحكومة السورية.
وتؤكد وكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية في تقاريرها المؤرخة قبل ثلاث سنوات على أن " انتشار اعمال الشغب في سورية" قد اتخذ مساراً طائفياً، و" إن السلفيين من الأخوان المسلمين والقاعدة في العراق هم القوة المحركة لأعمال الشغب في سوريا". وتشير هذه الوثائق في نفس الوقت إلى أنه منذ البداية أراد الغرب بزعامة الولايات المتحدة وبموافقة دول الخليج وتركية استقرار الخلافة الإسلامية الشبيهة بداعش على الأراضي السورية. وتتحدث الوثيقة عن " إمكانية خلق خلافة سلفية في شرق سورية، وهو ما يطمح إليه حماة المعارضة السورية؛ ( أي أمريكا وحلفائها)، من أجل فرض العزلة على النظام السوري، والحيلولة دون تحقيق المطامح الشيعية الإيرانية في العراق". ويتوقع تقرير مخابرات البنتاغون أن صعود هذه "الدولة الإسلامية" هو نتيجة مباشرة لاستراتيجية أميركا لخلق عدم الاستقرار في سوريا. ولا توجد في التقارير أية إشارة إلى أي تردد أو شك أو عدم ارتياح أخلاقي في العمل مع الارهابيين السلفيين. فالتقارير تشير إلى العكس معتبرة أن قيام " الخلافة السلفية" هو "فرصة ستراتيجية" لتحقيق أهداف واشنطن في المنطقة. وإن تغيير الحكم في سورية والوقوف بوجه "التوسع الشيعي" أو إيران هو ذريعة لهذه الستراتيجية.
إن التنبؤات التي يطرحها التقرير حول سير الأحداث هي أن نظام الأسد سيبقى ويسيطر على أجزاء من الأراضي السورية، وتتحول الأزمة إلى حرب بالوكالة، لأن " الغرب ودول الخليج وتركية سيستمرون في حمايتهم لمعارضي نظام الأسد، في حين ستبقى روسيا والصين وإيران في تقديم الدعم لنظام الأسد". هي ذا ستراتيجية أمريكا وحلفائها التي أدت إلى الآن إلى قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

المصدر: https://www.jungewelt.de/2015/05-26/032.php



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن