كلمه الى الاستاذ جمال اسعد عبد الملاك

مجدي جورج

2005 / 10 / 2

بعد إن شاهدت البرنامج الجرئ على قناة دريم والذي ناقش بجراءة يحسد عليها المؤتمر القبطي المزمع عقده بواشنطن في شهر أكتوبر القادم فاننى أتوجه بكلمتي إلى كل من :
1 الأستاذ مايكل منير كان أدائك في منتهى الرشاقة رغم إن مداخلتك كانت قصيرة جدا وكنا نتمنى من القائمين على البرنامج إن يبقوا على اتصالك بهم كل مدة البرنامج ولكنك في خلال هذه الدقائق القليلة استطعت إن تفرق بين التهمه الموجهة للأقباط في الخارج بأنهم يطلبون الحماية الاجنبيه وبين ما يريده الأقباط وهو ضرورة تفعيل واحترام القوانين التي وقعت عليها مصر والخاصة بحماية حقوق الإنسان وان الأمم المتحدة عليها إن تسال مصر في ذلك .
2 مقدمه البرنامج كانت أكثر من رائعة فقد فتحت الملف بصراحة كبيرة ولكن يؤخذ عليها :
* أنها اتهمت المهندس عدلي ابادير بأنه طالب بدولة في الصعيد في تسجيل لقناة دريم دون إن تظهر لنا ذلك التسجيل .
* أنها تركت الحبل على الغارب للسيد جمال اسعد عبد الملاك لكي يقاطع الجميع ولم نتمكن من الاستماع إلى تحليل د.محمد السيد سعيد بسبب مقاطعته المستمرة.
3 الدكتور محمد السيد سعيد كان في منتهى الموضوعية عندما لم ينكر كل المشاكل التي يعانى منها الأقباط وعندما قال دعنا لا نتهم الأقباط المهاجرون بأنهم خونه ونحاول إن نصور للعامة أنهم شياطين وانه لابد من التعامل السياسي معهم وأنا هنا أضم صوتي لصوت الأستاذ جورج المصري بضرورة دعوة سيادتكم للمؤتمر القبطي المزمع عقده بواشنطن .
4 الأستاذ بهاء حجازي فأنا استغرب لقلبك للحقائق بصورة كاملة من قال لك أن الأقباط يستخدمون في كلامهم أو في أدبياتهم أو في كنائسهم أو في منازلهم أو في كتابهم المقدس كلمة كافر كما ادعيت على الطفل المسيحي وأنا هنا أحيلك إلى حديث الدكتورة وفاء سلطان إلى برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة والذي ناقش مسؤولية الدين الاسلامى في الإرهاب المنتشر في العالم وقولها إن سبب ذلك هو التنشئة السيئة للطفل المسلم الذي لا يتعلم في المسجد إلا آيات التكفير والقتال بينما لم تجد هذا عندما دخلت الكنائس وأماكن العبادة اليهودية وطالبت بضرورة تغيير كل هذا فأرجوك لا نريد قلب الحقائق ويلاش شغل التقية هذا .
5 السيد جمال اسعد عبد الملاك لن أقول لك كما قلت لك سابقا لا تكن كاثوليكي أكثر من البابا وتدافع عن الدولة في ممارساتها المهينة والمستمرة ضد الأقباط فانا اشهد انك في هذا البرنامج لم تحاول كعادتك إن تنكر إن للأقباط مشاكل كثيرة بل اعترفت بنفسك إن هناك الكثير من المشاكل التي يتوجب علاجها سريعا وهذا تحول ايجابي تشكر عليه ولكن يؤخذ عليك الاتى :
* قولك بأنه لا يوجد اضطهاد للأقباط وان ما يحدث لهم لا يرقى إلى مستوى الاضطهاد وهو بعيد كل البعد عن التعريف الواجب للاضطهاد وأنا هنا أقول لك أن الإبعاد والتهميش للأقباط الذي بدأ مع ثورة 1952 والذي استشرى وتزايد مع عهد السادات انتقل خطوة اخطر إلى فرز وتمييز طائفي وهذا كله ياسيدى كان مقدمه للاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط الآن وإذا كنت تريد أمثله عن الاضطهاد سأعطيك مثالين قريبين منك وكلها جرت وتجرى بجوارك بمحافظه أسيوط :
- قرية درنكه وغالبيه سكانها مسيحيين لماذا يتم حرمان سكانها من البناء على أرضهم ولماذا يمنعوا من تعلية منازلهم بحجة أنها قريبه من المنطقة العسكرية بمنقباد مع عدم سريان هذا القرار على القرى ذات الاغلبيه الاسلاميه و الأقرب للمنطقة العسكرية مثل قرية الشيخ عبد الفتاح وقرية الزاوية ومنطقه منقباد نفسها ؟بل لماذا يتم إنشاء سور عازل بين السكان والمقابر وبذلك منعوا سكان القرية من دفن أو زيارة موتاهم إلا بتصريح ؟
- قرية ريفا اذهب إليها واسأل ملاك المنازل المائة والاربعه والثمانون الذين قاموا بالبناء على الاراضى الزراعية والذين قامت الدولة بتحرير محاضر مخالفات لهم وكم منزل منهم تم هدمها ؟
ستجد إن هناك فقط أربعة منازل تم هدمها كلها ملك لسكان مسيحيين بينما المائة والثمانون منزل الآخرين والمملوكة كلها لسكان مسلمين لم تمس مع أنها كلها بنيت وفق نفس الشروط وفى نفس الفترة !
سيدي إلا تعلم إن الإعلام في بلاد العرب يقيم الدنيا ويقعدها بسبب التعدي بالقول على اى مهاجر عربي أو يتعدى بالقول على اى سيده محجبة بعد اى تفجير ارهابى يحدث في بلاد الغرب ويسميها جريمة عنصريه بينما هذا يحدث لرجال وسيدات الأقباط يوميا دون ذنب أو جريرة اقترفوها إلا بسبب كونهم مسيحيين فقط أفلا نستطيع تسميه هذا جريمة عنصريه أم انه حلال الدفاع عن العرب المهاجرين وحرام الدفاع عن الأقباط أبناء مصر .
* تشبيهك المؤلم والخطير بين المهندس عدلي ابادير والظواهري وانت أول من يدرك إن الفرق بينهما فرق شاسع وان المهندس عدلي الذي تتهمه بالتطرف (مع اختلافنا معك في ذلك ) لا يستخدم إلا الكلمة وهى ليست اى كلمه فهي كلمة لا تخون احد ولا تكفر احد ولا تستحل دم احد ويجاهد من اجل القبطي المهضوم والمسلوب حقه في مصر بينما الظواهري يعادى العلم كله ويرسل الانتحاريين لإيذاء الآمنين في كل بقاع العالم .
* قولك بان أقباط مصر والمهجر يستقوون بأمريكا وهذا خطر عليهم وأنا أقول لك سيدي ألا تعلم إن الأقباط ومنذ إرسال القيصر الروسي مندوب رسمي لبابا الأقباط في القرن التاسع عشر ليعلن حماية روسيا والقيصر للأقباط في مصر وكيف رفض البابا هذا الأمر قائلا له إننا في حماية من لا يموت بينما قيصركم سيموت .
وبالله عليك الم يتفاوض الإخوان المسلمين منذ أكثر من عامين مع مندوبي السفارة الامريكيه والم تفعل الجماعات الاسلاميه والإخوان هذا مع الاتحاد الاوربى وأعلن بعدها الاتحاد الاوربى بأنه لا يعارض وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في الدول العربية , والم يجتمع ويتفاوض أيمن نور مع كوندا ليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا والم تلغى زيارتها إلى مصر بسبب سجن أيمن نور, الم يستقوى النظام الحاكم نفسه بالأمريكان عندما اخذ منهم ضوء اخضر في الآونة الأخيرة كي يجرى الانتخابات بدون اى ضمانات حقيقية .
فهل المفاوضات واللقاءات مع الأمريكان حلال للجميع وحرام على الأقباط المطحونين ؟
* حديثك الدائم والمستمر حول ضرورة أبعاد الكنيسة عن السياسية وعن قضايا الأقباط وقولك بضرورة إيقاف هجرة المسيحي إلى الكنيسة ونحن معك في ذلك لكن من السبب في هذا الأمر ؟
_ هذا الأمر بدأ منذ قدوم عمرو بن العاص واستدعائه البابا بنيامين ليكون المسئول إمامه عن أوضاع الأقباط فهذا الأمر تاريخي ومستمر إلى الآن .
- هذا الأمر مستمر لان الدولة هي التي تلجأ إلى البابا في كل ما يخص الأقباط وهى استدعت البابا في موضوع فلسطين والعراق وهى ضغطت على البابا والمجمع المقدس في الانتخابات الأخيرة لكي يخرج ببيان تأييد للرئيس مبارك والدولة هي التي أبعدت وهمشت الزعامات القبطية لكي يسهل عليها السيطرة على الأقباط .
_ هذا الأمر مستمر لان الأقباط أعيتهم الحيلة لقضاء حوائجهم وعلاج مشاكلهم بعد إن لجئوا إلى كل السبل من مخاطبة الصحافة والمسوؤلين والمجالس النيابية ومؤسسات المجتمع المدني ولم يجدوا اى أذان صاغية لذا فهم يهاجرون إلى الكنيسة .
- هذا الأمر مستمر لان الأحزاب جميعها عجزت عن استيعاب الأقباط وعن مناقشه كل مشاكلهم بعد إن تحول اغلبها إلى أحزاب دينيه إسلاميه والباقي يراوح مكانه .
ثم في النهاية سيدي الفاضل إنا أدرك انك تغيرت بعض الشئ وبدأت تشعر إن هناك مشاكل للأقباط يجب حلها في أسرع وقت وهذه المشاكل لا تريد إن تسميها اضطهاد كما يسميها أقباط المهجر وسبب ذلك إن المهاجر الذي عاش بالغرب عاش جو الحرية الذي لم تعشه أنت هذا الجو الذي :
_ يعتبر إن الإيذاء بالقول جريمة عنصريه فأين هذا مما يحدث للأقباط في مصر؟
_ يعتبر إن التحرش بالسيدة أو الفتاة يمكن إن يؤدى بصاحبه إلى السجن فأين هذا مما يحدث للسيدة غير المحجبة في الشارع وفى العمل ؟
_ يعتبر إن الاعتداء على القاصر أو خطفها قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة فأين ذلك مما يحدث للفتيات القصر الذين يخطفوا في مصر ولا عقوبة و لا تجريم ؟
_ يعتبر إن كتابة عبارة مهينه على جدار مسجد جريمة عنصرية فأين هذا من إغلاق الكنائس وتعدى الشعب المسلم على أملاك الكنيسة بالمرج وإقامة مسجد عليها خلال خمس ساعات وإرغام الكنيسة على التوقيع على عقد بيع هذه القطعة من الأرض المتنازع عليها وبيعها بالتقسيط وأين هذا من اعتداء البوليس والجيش المصري على كنائس وأديرة الأقباط في أماكن كثيرة ؟
هذا الجو ياسيدى الذي يعيش فيه القبطي المهاجر يجعله يرفض وضعه كذمي ويسعى إلى إن يعيش كمواطن كامل المواطنة في مجتمع يحترم أدميته وإنسانيته لذا يبذل من وقت وجهده وماله في سبيل تحقيق هذا الأمر ليس له فهو يعيش في مجتمع يحقق له ذلك ولكنه من اجل أهله وإخوته في الداخل ومن اجل مصر كلها فكان من الأولى عليك وعلى كل المناضلين والمتشدقين بالدفاع عن حقوق الإنسان إن يقفوا في صف واحد مع أقباط الخارج المناضلين من اجل هذا الأمر .
مجدي جورج



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن