سوريا ولبنان / ذكورة وأنوثة !!!

عبد الرزاق عيد
mr_glory@hotmail.com

2015 / 5 / 19

سوريا ولبنان / ذكورة وأنوثة !!!
د.عبد الرزاق عيد
حاولت بعض الدراسات والأبحاث الأنثروبولوجية بل والأدبية والحضارية أن تتقصى عنصر الاختلاف بين الشرق والغرب ، بمثابتها علاقة (ذكورة شرقية/ بأنوثة غربية)، أي بوصفها علاقة فحولة الرجولة الشرقية ، بالنسوية األأنثوية الغربية، حيث تعتد الذات الشرقية بأناها (الفحولية )، في مقابل (الأنوثة) الغربية المفتتنة بذكورة وفحولة الشرق ... !!

ولهذا فإن إنتاجا هاما في الأدب العربي (الروائي خاصة ) تطرق لعلاقة الشرق بالغرب من خلال هذه العلاقة (الايروسية الجنسية ) بين البطل الروائي الذكر العربي بل والشرقي ، والبطلة المكملة له الأنثى الغربية ...ولعل ابرز الرويات العربية التي حازت على الاهتمام وفق منظور هذا المحور هي رواية (الطيب صالح السوداني) تحت العنوان الشهير (موسم الهجرة إلى الشمال !!!)

طبعا هذا الموضوع على درجة عالية من التعقيد النفسي والثقافي والحضاري والديني عن علاقة الشرقي (الفحل القوي الراكب والأنثى االضعيفة المركوبة ) ...الخ... سيما مع الزمن الاستعماري الحديث، حيث الهزائم المتتالية للذكورة الشرقية (العربية والإسلامية حيث الفتح بقوة حد السيف)، أمام الأنوثة (الاستعمارية ) الغربية المسيحية التي (تقبل ضرب الكف على الخد الأيمن وإدارة الخد الأيسر))، من جهة، لكنها المدمرة في تفوقها التدميري الكاسح لهذا الفحل الشرقي ( القوام على النساء الطاعمات الكاسيات) من جهة أخرى ...
لعل هذا ما يفسر لنا عندما كنا في قوات الردع السورية في لبنان نقوم بالخدمة الاجبارية، لماذا كنا نعامل كسوريين (غازين) بوصفنا (ذكورا فحولا مشتهاة ومكروهة ) تجاه أنثى مغزوة سبية هي( لبنان)، تتوسل لنا عبر كل أساليب الاسترضاء لشهواتك الفحولية لكسب رضاك الذكوري ....

بالضبط كما يعبر نصر الله اليوم عن نزعات انتقامية ثأرية ذاتية وطائفية إيرانية، ضد الرجولة السورية باستباحة (أرضهم –أمهم سوريا)، بكفالة أسدية مومسة على كرامة وشرف سوريا ، كما يرغب اليوم نصر الشيطان اللاتي بأن (يرمز بزميرته الإعلامية (بأنه الذكر الفحل الذي يغزو أراضي سوريا (وأنوثتها ) لينتقم لسباياه اللواتي كان يقدمهن طوع بإرادته (المقاومة أسديا ) لأسياده شرعا (طائفيا وسياسيا )، وكذلك لنا نحن الجنود الاجباريون تحت عنوان (نكاح المتعة ) ...

كان الضباط الكبار المحترفون في جيشنا الأسدي، يدعون إلى حفلات سهر حمراء مع كبار المفتين والملالي المناضلين من (حزب الله قبل التاسيس وأمل)، بينما يتم شراء ذمتنا نحن الصفوف القاعدية من صف الضباط والضباط المجندين الجامعيين غير العاملين، بشرائنا جنسيا لكن وفق الشرع الديني (نكاح المتعة ) ..

حيث كنا نؤخذ من بر الياس وقب الياس القريبة من زحلة ومن زحلة ذاتها إلى بعلبك ...لندخل إلى بيوت يقال لنا بأن دخولنا على نسائها هو دخول شرعي بعد أن أخذوا هوياتنا من قبل لهذه العقود الشرعية كما كانوا يوهمونا، ونحن لم نكن مزعوجين في كل الأحوال لهذا الإيهام القائم على التسامح الديني المقاوم والباعث للسرور والمتعة...

وكانت مصلحتنا كشباب صغار في العشرينات أن (نستهبل دينيا ) فنرحب بهذه الزيجات المؤقتة التي لا ترتب علينا شيئا سوى ثواب ورضى (آل البيت )، ومحبتهم لنا ورضوانهم عنا لثقتنا بفتاويهم النكاحية "الرائعة"، بل كنا نعتب على شيوخنا الرجعيين المتزمتين الذين لا يقبلون هذا (الانفتاح والفتح الاسلامي الرائع والمبهج )...بينما الأكثر دهاء من (الخبثاء من رفاقنا ) يظهرون ورعا استثنائيا بـ(التشيع) ، وحبا وولعا بآل البيت (دعاة الحداثة النكاحية ) التي سبقوا فيها الحداثة الأوربية ... وقد الهمت حكايات سكينة بنت الحسين خيال الفنانين من زملائنا الرسامين والنحاتين في لخدمة العسكرية ، وخاصة الحسن الذي أوصى أبوه (الإمام علي) الناس أن لا يزوجوه، (لأنه مزواج مطلاق ) ، حتى أن أحد أصدقائنا النحاتين اراد أن ينحت له نصبا (حداثيا) مع عضوه الذكري وهو قائم ابدا إلى يوم القيامة !!!


ذكرني أحد الأصدقاء من الذين كانوا يرعون هذه الرعاية السياحية (النكاحية الشرعية ) لمجموعتنا، بأن أحد الشبان الناشطين من الذين يتميزون بمواهبهم القيادية منذ ذلك الحين (كان اسمه حسن نصر الله) كان هو المشرف على تنظيم شؤون ديننا ودنيانا الشرعية ( بنكاح المتعة )، فاستغربت الأمر ..وتساءلت كيف له أن يتذكر حدثا مر عليه حوالي أربعة عقود ...وكيف له أن يتذكر الشاب (حسن الشاطر مسؤول البهجة الإلهية شرعا ) ، فقال كان حينها في منتصف عمر ما قبل العشرين ...وأن لثغته النضالية الإيمانية المقاومة هي ذاتها بكل أصلتها المقاومة الإيرانية والأثدية ...



لكني لا أستطيع أن أثبت أو أنفي ...إن كان حسن نصر الله الحالي هو نفسه حسن نصر الله بعلبك السبيعينات المسؤول عن الشؤون (الدينية النكاحية ) للمقاومة والجهاد والجنة وحسنت مرتفقا ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن