الصحابة والحواريون

أحمد صبحى منصور

2015 / 5 / 12

بين الصحابة والحواريين

اولا :
1 ــ المسيح عليه السلام وُلد فى بيئة إيمانية ومجتمع مسالم خاضع للدولة البيزنطية. والدته عليها السلام كفلها زكريا عليه السلام وكلمتها الملائكة وقبيل نبوته ظهر يحيى بن زكريا نبيا مرسلا . ثم كان عيسى عليه السلام خاتمة أنبياء بنى اسرائيل .وبالرغم من هذه البيئة الايمانية فإن كهنوت الدين الأرضى لبنى إسرائيل ( المُسالمين ) وقف ضد المسيح عيسى ابن مريم وأثاروا عليه الوالى البيزنطى فأسلمه لهم متبرئا من المسئولية ، وانجاه الله جل وعلا منهم فما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم . ومن آمن منهم برسالة عيسى وهم ( الحواريون ) وشاهدوا معجزاته ( آياته ) طلبوا منه معجزة ( آية ) اخرى وبطريقة فجّة لا يقولها مؤمن خاشع للرحمن جل وعلا ، نقرأ قوله جل وعلا ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) المائدة ) :تساءلوا عن إستطاعة الرحمن أن ينزل مائدة من السماء، ولم يقولوا : هل يستطيع ( ربنا ) بل قالوا ( ربك ) لذا قال لهم ( إتّقوا الله إن كنتم مؤمنين ) لأنهم لو كانوا مؤمنين فعلا ما نطقوا بهذا الاسلوب الفجّ. طبقا للقرآن الكريم ـ أيضا ــ فإن الحواريين خدعوا عيسى عليه السلام . إذ أنّه حين واجه التكذيب من الملأ الاسرائيلى وأحسّ منهم الكفر قال : من أنصارى الله ؟ فقال الحواريون انهم أنصار الله واعلنوا إسلامهم ( باللسان العبرى )، ولكنهم كانو يمكرون ، يقول جل وعلا : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران ). فى التراث المسيحى الذى يؤله المسيح تحول هؤلاء الحواريون الى آلهة مقدسة ( Apostles) ، مع الاعتراف بأن واحدا من الحواريين خان المسيح وأن واحدا آخر أنكره .
المستفاد أن الكفر برسالة عيسى بدأ مبكرا فى حياته ، وأن بعض أتباعه نافقوه وخانوه ، وكوفئوا بعدئذ بالتقديس ، وإعتبارهم آلهة مع المسيح.
2 ــ نفس الشىء حدث مع خاتم المرسلين مع أختلاف الثقافة والظروف . كان العرب أميين أى لم يكونوا أصحاب كتاب مثل ( أهل الكتاب ) ، ومنذ اسماعيل عليه السلام لم يأتهم رسول حتى مبعث خاتم المرسلين . قبائل العرب وقتها كانت تجمع الى جانب الكفر القلبى العقيدى الكفر السلوكى بإحتراف الغارات مصدرا للرزق. ومن هنا إختلف الوضع فى الكفر فى الرسالة الخاتمة . كان هناك منافقون بين الصحابة كما كان من قبل بين الحواريين ، ومن بين منافقى الصحابة من ( مرد على النفاق ) مع معايشته للنبى محمد عليه السلام فى المدينة وعاش لا يعرفهم ومات لا يعرفهم . وهؤلاء الصحابة هم قادة الفتوحات ، وهذه الفتوحات المعتدية والتى تُعتبر أفظع ردّة عن الاسلام كانت إنعكاسا طبيعيا للثقافة العربية العسكرية. ولكن النتائج تشابهت ؛ الحواريون أصبحوا آلهة ، وكذلك صحابة الفتوحات. وما يقال فى تأليه المسيح أصبح يُقال مثله فى تأليه محمد . المحمديون ساروا على سنة المسيحيين شبرا شبرا ، ومن دخل فى الاسلام بعد ( الفتوحات ) دخل بأوزار دينه الأرضى المسيحى ، غاية ما هنالك إنه كان مسيحيا يؤله المسيح فأصبح محمديا يؤله محمدا ، وكان يؤله الحواريين فأصبح يؤله الصحابة و ( الخلفاء الراشدين ) .
ثانيا :
لايمكن لعاقل أن يُنكر التاريخ البشرى المكتوب. هناك أكاذيب فى التفصيلات والروايات من شأن الباحث التاريخى فحصها بمنهج البحث التاريخى. ولكن الأحداث الكبرى لا ينكرها إلا جاهل. عصر الخلفاء الراشدين بقسميه ( الفتوحات والفتنة الكبرى/ الحروب الأهلية ) حقيقة كبرى لا ينكرها إلا جاهل . أمّا تعارض الفتوحات والفتنة الكبرى مع شريعة الاسلام فهى حقيقة مؤكدة، برغم أن المحمديين يفخرون بالفتوحات ويتجاهلون ما نشأ عنها من حروب أهلية أسموها من باب التخفيف والتدليل ( الفتنة الكبرى ) .
فى أحلام اليقظة أتمنى لو لم تحدث الفتوحات وسار الخلفاء على منهج الاسلام فى الدعوة السلمية وأرسلوا رسلا تبشر بالاسلام الى الدول المجاورة بدلا من الجيوش الغازية والاحتلال . وأعتقد أننى لو كنت أعيش هذا العصر لرفعت صوتى معارضا لهذه الفتوحات .
ولأننى لا أملك سوى القدرة على التخيل فإننى أتخيل نفسى أعيش مع الصحابة وقتها لكى أقول :
1 ـ لأبى بكر الصديق : يا أبا بكر ..إنت عامل نفسك الصديق وصاحب النبى .. والنبى عليه السلام طبّق قول الله جل وعلا :( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ) فلم يقاتل معتديا بل دفاعيا فقط لرد العدوان بمثله، ولم يبدأ بحرب معتديا على الغير لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين ، فلماذا يا ابا بكر إعتديت بجيوشك على أمم لم تبدأك بالعدوان ؟ .
يا أبا بكر إن الله جل وعلا يقول : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) ) الممتحنة ). يعنى يجب فرضا أن تتعامل بالبر مع الذين لم يقاتلوك ولم يخرجوك من دارك . فلماذا يا أبا بكر إعتديت على قوم وأقوام لم يقاتلوك ولم يخرجوك من دارك فى مكة أو المدينة ؟ ولماذا يا أبا بكر تعتدى عليهم تقاتلهم وتقتلهم بينما مفروض عليك أن تبرّ بهم وتُقسط اليهم . يا أبا بكر : إن الله جل وعلا يُحرم القتال فى الأشهر الحُرُم فقال جل وعلا : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) (36) التوبة )، وأنت يا أبا بكر بدأت الهجوم فى شهر محرم الحرام ، وإستمرت ( فتوحاتك ) بلا مُراعاة لشهر حرام أو غير حرام ، وجعلتها سُنّة سيئة لمن أتى بعدك من الخلفاء والسلاطين أن يقتتلوا فى كل شهور العام ..
لماذا كفرت بالاسلام والقرآن يا ابا بكر ؟ إن ذنبك عظيم لأنك عايشت الرسول الكريم فلم تخالفه ـ حسبما جاء فى السيرة ـ فلماذا تحولت للنقيض ؟ هل كنت يا ابا بكر منافقا ممّن قال فيهم جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) .؟! كنت أوّل من غيّر وبدّل وقائدا لمن سار على طريقك ـ طريق الشيطان ..
إخص عليك يا أبا بكر .!!
2 ـ لعمر بن الخطاب : هل ترضى يا عمر أن يأتى جيش أجنبى فارسى أو رومى يغزو المدينة ويقتحمها ، ويقتل رجالها المدافعين عنها ، وينهبا ويسبى نساءها وأطفالها ويوزعهم غنائم ؟ هل ترضى يا عمر ان يدخل جنود هذا الجيش المعتدى بيتك فيقتلوك ويقتلوا أبناءك الكبار وينهبوا مالك ، ، ويسبوا زوجتك أو زوجاتك ، ويغتصبوا فى معسكراتهم بناتك وزوجاتك وأطفالك الصغار؟ وأن يقسموهن غنائم ، أربعة أخماس للجنود المقاتلين ، ثم الخمس يرسلونهن ويرسلونهم الى المدائن أو الى القسطنطينية ليكونا جوارى وعبيدا لأهلها ؟
يا عمر هل هذا هو العدل الذى تأسّس عليه الاسلام ونزلت به كل الرسالات السماوية ؟ ألم تقرأ يا عمر قول الله جل وعلا : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) الحديد ) فهل هذا هو القسط عندك يا عمر ؟ ألم تٌصاحب يا عمر الرسول الكريم وشهدت بنفسك عدله ، وهو يطبق قوله جل وعلا : ( وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) الشورى )؟ ألم تُصاحب ــ يا عمر ــ الرسول الكريم الذى أرسله رب العزة رحمة للعالمين ( الأنبياء 107) فلماذا جعلت الاسلام عذابا وحربا لمن لم يعتد عليك ؟ هل كنت يا عمر منافقا ممّن قال فيهم جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) .؟!
إخص عليك يا عمر .!
3 ـ لعثمان بن عفان : يا عثمان لقد إستكملت فتوحات ظالمة ، ونهبت وسلبت وسبيت وظلمت وقتلت آلافا مؤلفة من البشر الذين لا شأن لهم بك ، ولم يسمعوا أصلا عنك . ثم بعد توقف الفتوحات أصبحت خليفة فاسدا فثار عليك معظم أتباعك وقتلوك فى دارك . ونهب الثائرون عليك أموال السُّحت التى فى دارك وكانت اكثر من 30 مليون درهم ومائة الف دينار .. هذا غير الأصول التى تركتها ، وكلها من نهب الأقطار المفتوحة فى الشام والعراق وايران مصر .؟ إن لم يكن هذا كُفرا فظيعا يا عثمان فبماذا تُسمّيه ؟
إخص عليك يا عثمان .!
4 ـ لعلى بن أبى طالب : يا على .. أنت ابن عم الرسول وأقرب الناس اليه ، ولكن إختلف حالك بعد موته . كان يجب عليك أن تُخالف علنا تلك الفتوحات الظالمة الكافرة وتقف ضد ابى بكر وعمر وعثمان ، ولكن بدلا من ذلك أكلت من المال السُّحت الذى أتى من تلك الفتوحات ، وإتّخذت من سبيا الفتوحات جوارى أنجبت منهن العديد من الأولاد والبنات . ثم بمقتل عثمان دخلت فى الفتنة تتصارع مع الأمويين حول متاع دنيوى زائل . لم تكن فى مهارتهم فى الخداع والمكر ، فهزموك واضعت دنياك وآخرتك ، وبسببك قُتل ألوف وبسببك يا على تكوّن أول دين أرضى للمحمديين وهو التشيع الذى جعلك وآل بيتك آلهة مع الله .. يا خسارة يا على ..
إخص عليك يا على .!
5 ـ لأم المؤمنين عائشة : ألم تقرئى قول الله جل وعلا (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) (33) ) الأحزاب ). تدخلتى فى الفتنة من بدايتها تحرضين على قتل عثمان تقولين ( أُقتلوا نعثلا فإن نعثلا قد كفر ) ثم حين أصبح ( على ) خليفة أصبحت تُطالبين بالثأر من ( على ) تتهمينه بقتل عثمان ، بينما كان أخوك ( محمد بن أبى بكر ) من اوائل من دخل بسيفه على عثمان . وبسببك دارت موقعة الجمل التى قٌتل فيها بسببك عشرة آلاف كل منهم يهتف ( الله أكبر ) .. تفعلين هذا وأنت ( ام المؤمنين ) فماذا تفعل ( أم الكافرين ).؟
إخص عليك يا عائشة .!
6 ـ للزبير بن العوام : كنت يا زبير فقيرا مُملقا . زوجتك أسماء بنت أبى بكر لم تكن تجد علفا للفرس الذى تملكه سوى أن تجمع من الطريق نوى البلح تدقه للفرس . شاركت فى الفتوحات ، وكونت ثروة طائلة فى بضع سنوات من خلافة عثمان . بعد فقرك المُدقع صار لديك 35 الف الف درهم ومائتا الف دينار ، ويقال 51 الف الف درهم او 52 الف الف درهم ، بالاضافة الي مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة ، كما كان لك غابة او بستانا هائلا بيع بـ الف الف وستمائة الف. من اجل هذا نكثت بيعتك لابن خالك ( على ) وخرجت ثائرا عليه تقود مع ( عائشة ) جيشا .. أكلت يا زبير مالا سُحتا وتسببت فى قتل ألاف من العرب فى الفتنة الكبرى وفى الفتوحات ..
إخص عليك يا زبير ..!!
7 ـ لطلحة بن عبيد الله : كنت فقيرا يا طلحة لا تملك ثمن علبة سجائر . ثم بمشاركتك فى الفتوحات والسلب والنهب أصبحت تلبس في يدك خاتما من ذهب فيه ياقوته حمراء ، وكان ايرادك من ارضك في العراق الف درهم يوميا او ما بين 400 الي 500 الف درهم سنويا ، وتركت بعد موتك الفي الف درهم ومائتي الف درهم ، و مائتي الف دينار ، وتركت اصولا وعقارات بثلاثين الف الف درهم .وتركت مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب ، أي تركت 300 اردبا ذهبا او 200 قنطار ذهبا. من أجل هذه الثروة الطائلة خرجت على ( على ) تريد أن تكون خليفة لتتضاعف ملايينك يا طلحة ، ليس مهما مصدر المال ، وليس مهما آلاف القتلى .. المهم يا طلحة أن تستحوذ على مال أكثر ..
إخص عليك يا طلحة .!
8 ـ لعبد الرحمن بن عوف : تآمرت يا عبد الرحمن مع أبى بكر وعمر ضد ( على ) لتجعل ابا بكر خليفة، وتآمرت يا عبد الرحمن مع عمر ضد ( ابى بكر ) وتسبب فى قتل أبى بكر ودفنه سرا وليلا ليتولى عمر الخلافة .. وتآمرت يا عبد الرحمن مع عثمان ضد ( على ) فصيرت الخلافة لعثمان . وقبضت الثمن من عثمان فى خلافته ، بدليل أموالك يا عبد الرحمن التى تركتها بموتك عام 32 ، تركت ذهبا يا عبد الرحمن كانوا يقطعونه بالفئوس حتي محلت ايدي الرجال منه .
إخص عليك يا عبد الرحمن.!
9 ـ لعمرو بن العاص : يا عمرو .. دخلت متأخرا فى الاسلام يا مكّار حين أيقنت أن مصلحتك معه . وشاركت فى الفتوحات فى الشام ومصر . وقام جنودك بالانسياح فى قُرى الدلتا المصرية ينهبون البيوت ويسبون ويغتصبون النساء ، ثم أرسلت آلافا منهن الى عمر بن الخطاب فى المدينة سبايا، وكان ذلك نقضا لاتفاقك مع المقوقس ، وطالبك المقوقس بإعادة المصريات المخطوفات من المدينة فرفضت . نهبت الكنوز المصرية يا عمرو ، وشاركت بعد الفتوحات فى الفتنة الكبرى مساعدا لمعاوية ، وتسببت بدهائك فى إنقاذ جيش معاوية فى صفين من هزيمة محققة ، وأمرت برفع المصاحف فوق الرماح خدعة وإستهزاءا بكتاب الله ، وبعد الاتفاق على التحكيم تمكنت من خداع الرجل الأبله العبيط أبى موسى الأشعرى فإزدادت الفتنة ، واطاحت بخلافة على وحياته أيضا ، وقبضت الثمن يا عمرو من معاوية ، أن جعل ولاية مصر ( طُعمة ) لك ، أى ضيعة خاصة بك تنهب أموالها كيف شئت . لذا بلغت أموالك يا عمرو سبعين بهارا من الذهب ، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب . كلها من دماء المصريين المُسالمين وعرقهم ..
إخص عليك يا عمرو .!
ملاحظة
القارىء من المحمديين الذين يُقدّسون الصحابة يستشيطون غضبا عند قراءة هذا المقال لأنى أخاطب الصحابة بأسمائهم فأقول : يا أبا بكر ، يا عمر يا عثمان يا على يا فلان يا فلان ..يستشيطون غضبا لأنى أنادى الصحابة بأسمائهم . هذا مع ان الصحابة كانوا ينادون النبى بإسمه ( يا محمد ) والحواريون كانوا ينادون عيسى باسمه (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ) (112) المائدة ) وقوم موسى كانوا ينادونه باسمه (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ) البقرة 61 ). أى إن المحمديين يرفعون الصحابة فوق الأنبياء .
أكثر من هذا فأنت تنادى الله جل وعلا بإسمه المجرد تقول ( يا ألله ) ، ولا حرج فى ذلك . لكن لوقلت تخاطب ابابكر أو عمر ( يا أبا بكر ) ( يا عمر ) إعتبرك السنيون كافرا ، لأنهم فى قلوبهم يقدسون الصحابة فوق تقديسهم لله جل وعلا . ولوقلت ( يا على ) إعتبرك الشيعة كافرا . هذا لأنهم فى قلوبهم يقدسون عليا أكبر من تقديسهم لله جل وعلا .
ختاما
الشيطان لم يقدم استقالته ..!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن