اقتراح ورقة عمل ألتحديات والمهام التي تواجه الحزب الشيوعي الاسرائيلي

الحزب الشيوعي الاسرائيلي
dilerzangana@yahoo.com

2005 / 9 / 28

طرح على اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي، اقتراح لورقة عمل، وتقرر طرحه الآن على كوادر الحزب واصدقائه لمناقشته.
* وجهة النظر الطبقية للحزب والمعركة للعدالة الاجتماعية *

1- لقد عرف الحزب الشيوعي الاسرائيلي نفسه كحزب يهودي – عربي يسعى ويناضل للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والدمقراطية وللتغيير الاجتماعي العميق ومن اجل الاشتراكية. وجاء في بند 1 من دستور الحزب الشيوعي الاسرائيلي والذي صودق عليه في الدورة الثانية للمؤتمر الرابع والعشرين للحزب: "الحزب الشيوعي الاسرائيلي هو قوة التغيير الاجتماعي العميق، ووجد كقوة هدفه اقامة مجتمع آخر، وفي مطلع الالفية الثالثة، هذا التغيير هو ضروري وهام جدا، وخاصة ان الرأسمالية هي النظام المتميز بالتناقضات العميقة والبنيوية بقلة العدالة وبهدم البيئة العالمية، وبسحق انجازات العمال وبتسوية عالمية في مركزها الامبريالية الامريكية، وعولمة نظام القوة قوة الرأسمال ليست المخرج من الازمة الاجتماعية وانما المسبب الاساسي لها". والحزب الشيوعي
الاسرائيلي، كما جاء في الدستور: يناضل من اجل الاشتراكية الثورية المتجددة ومن اجل مجتمع انساني ودمقراطي يقوم على العدالة الاجتماعية ولذلك فهو يستنير ويسترشد بالقيم الاشتراكية في كل نضالاته، واولا وقبل كل شيء، في النضالات الطبقية والاجتماعية. ونحن عرفنا الحزب الشيوعي الاسرائيلي، في بند 4 من الدستور هكذا: "الحزب الشيوعي الاسرائيلي، هو حزب النضال الطبقي، حزب ثوري للطبقة العاملة وكل الطبقات المستغلة، حزب الاممية الوطنية الحقيقية، حزب يهودي عربي يناضل من اجل القضايا والمواضيع الحقيقية لاسرائيل لصالح كل مواطنيها".
ومن خلال هذا الاستيعاب الاستراتيجي للحزب الشيوعي الاسرائيلي، علينا فحص المتغيرات في الخارطة الاجتماعية السياسية والنتائج الناجمة عن ذلك، بالنسبة لنضالاتنا اليومية وبالنسبة للمعارك القادمة والتي ستواجهنا مستقبلا.
وخاصة معركة الانتخابات البرلمانية في العام القادم والهستدروتية في عام 2007.
2- الرأسمالية في مطلع الالف الثالثة تتأقلم مع التغييرات التكنولوجية وتنتظم مجددا من خلال التغطية وبنجاح على مضمونها الطبقي وكونها النظام الذي يستند على الاستغلال والتمييز والفقر الذي تعاني منه الطبقات الضعيفة الكثيرة.
لقد خاض ويخوض العمال نضالات هامة ضد الفصل من العمل والبطالة وضد الخصخصة والقضاء على حقوق التقاعد، وحق التكتل والانتظام في هيئات ونحن ندعم نضالات العمال ونضالات باقي الطبقات التي هي ضحية السياسة النيوليبرالية ومنها العمال بوظيفة جزئية والمؤقتين والنساء والعاطلين عن العمل، هؤلاء الذين يضطرون للمشاركة في خطة فيسكونسين والعمال العرب والاولاد والمسنين الذين حرموهم فرصة للعيش الكريم وباحترام وكرامة ولكن هذا لا يكفي. وهذه مسؤوليتنا لكي نشرح، ان الرأسمالية وحتى عند النجاح في ترميمها قليلا، تبقى رأسمالية، وبذلك فهي تعمق الاستغلال وتركيز الثروة في ايدي قلة قليلة والفقر في اوساط الكثيرين ولقد تحدث الوزير شمعون بيرس ذات مرة ضد "الرأسمالية الخنزيرية" ونحن نؤكد ان الرأسمالية وبحكم جوهرها تولد الخنازير الاجتماعية، والفائض المالي من جانب ومن الجانب الآخر فائض فقراء ومظلومين ومستغلين".
3- ان التنظيمات والحكومات تحاول دوس العمل المنظم الذي من شأنه ان يشكل البديل الاجتماعي لكي يستطيعوا الاعلان: لا بديل لنظام الاستغلال، ان المعركة الاجتماعية المتصاعدة والمتسعة ضد اعباء الرأسمالية هي الرد على الهجوم المشترك للرأسمال والحكم على حقوق العمال وعلى الخدمات العامة. كالتعليم والصحة والرفاه والسكن.
اننا نشارك في المعارك والنضالات ضد العولمة، مع اوساط تعتقد مثلنا ان عالما آخر ممكن لكن موضوعيا ان شركاؤنا هم كل الضحايا لتطبيق السياسة النيوليبرالية، لذلك فهذا واجبنا للالتقاء معهم في النضال ضد الخصخصة لشركات حكومية ولخدمات عامة ومن اجل حماية الحقوق الاجتماعية. ان مبادرة فرع الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الناصرة، لشن معركة محلية واسعة ضد "خطة فيسكونسين" ومن اجل حماية حقوق العاطلين عن العمل، هي مثال لتنظيم وادارة معركة اجتماعية هامة.
4- الرأسمالية رأت في الدمقراطية عائقا والحكومات في الدول الرأسمالية تقلص دائما حقوق المواطنين وحقوق العمال والعاطلين عن العمل. ان ارتباط النظام بالرأسمال هو امر علني وبارز، لكن النيوليبرالية التي هي سياسة تعميق الاستغلال للعمال واستعباد الشعوب، تعرض بالذات من قبل المبادرين اليها، ككفالة وضمانة لازدهار الدمقراطية وحريات الشعوب.
وتجند كذلك رجال الحكم في اسرائيل ورجال اكاديميا ومحللين اقتصاديين لتبرير هجوم حكومة شارون نتنياهو على العمال على الحقوق الاجتماعية ولتبرير موجة الخصخصة.
5- ان تعمق التقاطب الطبقي والنضالات الاجتماعية، دحضا الرأي القائل والذي لم يتبناه الحزب الشيوعي الاسرائيلي ابدا، وبموجبه انه على خلفية انهيار الاتحاد السوفييتي لا يوجد للاحزاب الشيوعية وللقوى الاجتماعية الاخرى ما يقترحونه وعليهم التنازل عن التغيير الثوري للمجتمع. وهجوم التنظيمات اوضح انه بالذات لا مكان للمساومة والتسوية.
ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي المسلح برأي طبقي وبفكر اشتراكي ثوري، قادر على تقوية النضالات الاجتماعية خاصة في مجال حقوق العمال والنساء والاقلية القومية العربية وفي مجال حماية البيئة، وهو قادر على ذلك ومؤهل لذلك، لانه يعكس ويجسد نظرة شاملة وعامة في قضية استبدال الرأسمالية التي هي نظام الاستغلال الطبقي والتمييز والعنصرية، بنظام العدالة الاجتماعية والبيئية، النظام الاشتراكي ولكي نستطيع القيام بهذه المهمة الهامة والوظيفة الحيوية علينا العمل اكثر في رسم خريطة للمبنى الاجتماعي وفي تحليل التغييرات التي طرأت في "قواعد اللعبة الرأسمالية"، ولم نعمل كفاية لاقامة علاقات مع عمال منظمين ومنظمات وحركات اجتماعية منظمة، للتغيير الاجتماعي ولم نعمل كفاية لتنظيم العاطلين عن العمل والمتضررين الآخرين من الرأسمالية. ولقد بذلنا الجهود التي يشار بها بالبنان، في مجال الكشف عن العلاقة بين الفقر المتواصل والضائقة الاجتماعية والمشاكل العامة، المتواصلة وبين استمرار الاحتلال ولكننا لم نبرز بشكل كاف وكما يجب، المصالح الاقتصادية الكامنة في الاحتلال والمستوطنات وخضنا معارك هامة ضد العنصرية والتمييز القومي وضد مصادرة الاراضي وهدم البيوت، لكننا لم نعمل كما يجب لتنظيم المعركة ضد البطالة ولحماية حقوق العاطلين عن العمل والفقراء في القرى والمدن العربية. وهذه المهمات هي حسب قوتنا ونحن نستطيع المشاركة في نضالات اجتماعية وبيئية وكذلك المبادرة لتلك النضالات. ومن اجل ذلك علينا وضع تلك المهمات امام كل فروع الحزب الشيوعي امام الاعضاء وامام الشركاء في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وبلورة برنامج عمل اجتماعي ونشاطات اجتماعية.
واحدى الخطوات في ذلك الاتجاه هي الاقامة من جديد للجنة التنظيم المهني للحزب الشيوعي الاسرائيلي ويكون اعضاء فيها من ممثلي الحزب الشيوعي في الهستدروت ونعمت ونشطاء في اماكن العمل وفي منظمات اجتماعية.

* مهمة الحزب الشيوعي: تقوية الجبهة وتوسيعها*6- ان التحليل الطبقي للمجتمع الاسرائيلي، بمركباته القومية والطوائفية قادنا وفي عام 1977 الى اقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، كاطار للنضال السياسي. وسوية مع شركائنا في الجبهة، اليهود والعرب، بلورنا برنامج الحركة بالنسبة للسلام العادل والثابت وحقوق العمال والمساواة في الحقوق القومية والطائفية ومساواة المرأة والعدالة البيئية، وتوجه الحزب الشيوعي الاسرائيلي الاساسي للجبهة معرف في بند 9 من دستور الحزب الشيوعي الاسرائيلي، الذي ثبت موقفا من اربعة اسس: "نحن نقترح التوجه المشترك على اساس اقتراح برنامج حد ادنى، لكل من هو على استعداد للذهاب معنا ولو لجزء من الطريق. وهذا كان هدفنا عندما بادرنا الى اقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، التي نرى فيها شراكة سياسية حقيقية يجب تعميقها وتقويتها وتوسيعها وتجذيرها اكثر.
يعمل الحزب الشيوعي الاسرائيلي لتوسيع جبهة يسارية عربية يهودية تستطيع الاقتراح على الشعبين برنامجا مقنعا للخروج من الازمة الراهنة والولوج في طريق السلام والمساواة. ويسعى الحزب الشيوعي الاسرائيلي للتعاون المشترك الاوسع مع احزاب واوساط وشخصيات ذوي آراء مختلفة على اساس متفق عليه. وعلى اساس هذا التوجه يرى الحزب الشيوعي الاسرائيلي ان من مهمته العمل على تقوية وتوسيع الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة.
وكان الحزب الشيوعي الاسرائيلي هو المبادر لاقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ونحن نعتز ونتفاخر بمساهمات الجبهة وانجازاتها وبشركائنا فيها. وكذلك اليوم فان المصلحة العليا للجبهة هي تقويتها وتوسيعها ونحن بالطبع لن نوافق على التنازل عن قيام الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، كجبهة سياسية ولن نوافق على التنازل عن قيامها ولا عن طابعها كجبهة.
7- ان السبب الاساسي للمشكلة القائمة في الجبهة هو تقلص المجال السياسي لها على مدى السنوات، واليوم يقف على نفس الاساس الجماهيري، مبنيان سياسيان متقابلان: الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة.
وحل الازدواجية لا يكمن في تحويل الجبهة الى حزب وهذه مشكلة الجبهة، على الرغم من انها كجبهة لا يمكن ان يكون لها اساسا فكريا. والمبنى التنظيمي لها هو انها تشبه حزبا وليست جبهة واسعة ومنفتحة. وبدلا من تنظيم فورمالي عنيد يجب ان تكون الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ذات صيغة لينة اكثر تشجع الانضمام اليها، ومبادرات من القاعدة والنشاطات في الميدان.
8- في واقع الفراغ الناشئ في اليسار الاسرائيلي، ممكن وضروري ومطلوب، توسيع الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، في اوساط الشعبين، اليهودي والعربي، وهذا التوسيع لن ينشأ لوحده ولن ينزل من السماء، وهو يتطلب بذل الجهود السياسية من قبلنا، وافق تطور الجبهة واسع والجبهة يجب ان تتركز ليس بتنظيم الكرات داخل الملعب المشترك اليوم، انما بتوسيع حقيقي وجدي للملعب. وهدف مسيرة التجدد الذي نقترحه هو بالفعل جلب قوى جديدة الى الجبهة ليست في دوائرها اليوم وهذه مهمة مركبة ولكنها ضرورية والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة يجب ان تتحول الى اطار يشجع انضمام مجموعات وفرق وشخصيات اليوم هي ليست في حقلنا السياسي، كمجموعات رافضي الخدمة في الجيش من منطلقات ضميرية ومجموعات نسوية والقسم اليساري للحركة البيئية.
9- جبهة حقيقية هي، حسب التعريف، شراكة بين مختلفين، جبهة تلزم تطورا وتسامحا متبادلا والجبهة تختلف عن الحزب، في الحزب المهم الوحدة الفكرية، وفي الجبهة المهم بالذات الموافقة الواسعة، والجبهة ليست حزبا مقابلا، وممنوع ان تكون بيئة اضافية وحلبة اضافية لصراعات مكانها داخل الحزب. وللجبهة يجب ان يكون المبنى التنظيمي اللين الذي يفسح المجال لكل شريك للمحافظة على هويته المميزة له، ويعطي لكل شريك القدرة للتأثير الحقيقي، والحزب الشيوعي الاسرائيلي، هو الاكبر مقارنة مع شركاء الآخرين، لكن الجبهة ليست الاستعمال بقوة الارقام والاعداد لكي تخنع آخرين، جبهة تلزم الاخذ بعين الاعتبار الشركاء الصغار والقليلين، جبهة تطلب اعطاء وزن جدي لكل مركب من مركباتها، بغض النظر عن حجمه، صغيرا كان ام كبيرا، وجبهة هي الاخذ بعين الاعتبار واكثر ما يمكن بمواقف مركباتها، وجبهة هي استشارات واضحة وعلنية، وليست سرية، بين الشركاء في كل موضوع موضع خلاف، جبهة، هي اتخاذ قرارات على اساس موافقة واسعة ومؤسسات الجبهة هي مؤسسات تنسيق بين الشركاء وليست مؤسسات حسم حاد.
10- جبهة من مركبات ليست ملزمة بان تكون جبهة حزبوية ولن ننتج بشكل اصطناعي احزابا لكي تكون لنا جبهة وفي الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة يجب ان يكون مكانا لعدد من التنظيمات من اجل العمل والنشاطات، الى جانب مركبات محلية كما في جبهة الناصرة الدمقراطية ويمكن ان تكون في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة كذلك مركبات قطرية مثل هيئة بيئية اجتماعية وهيئة ضد الخصخصة وضد البطالة وما شابه، ومن ناحيتنا فان المجال لتطور مركبات الجبهة، كبير والخط الاحمر الوحيد لنا كان ولا يزال وهو: في الجبهة لا يوجد ولا يمكن ان يكون اعداء للحزب الشيوعي ولا لتنظيمات موجهة ضده.
ان جبهة مركبات ليست لجمع الاصوات فقط، وبناء جبهة ليس تركيب قائمة انتخابات للكنيست والانفتاح لانضمام مركبات اخرى ليس توزيع اماكن في الكنيست، وليس قفزة اصطناعية للمؤشرين "ترمب"، ومقابل ذلك الجبهة يجب ان تنتج جهازا يأخذ بعين الاعتبار رغبات المركبات المختلفة في تشكيل القائمة للانتخابات البرلمانية، بشكل يعكس هذا المركب ايضا موافقة واسعة قدر الامكان واكثر ما يمكن.
11- ان التغييرات في الجبهة هي بحد ذاتها مسألة مسيرة ومسألة مفاوضات، والجبهة التي نريدها ليست مكانا للحسم المتصلب والحاد، وانما مكان الموافقة الواسعة وهذا الموقف نعمل على تطبيقه كذلك بالنسبة لمجرد التغيير الذي نقترحه هنا في موديل الجبهة نفسه. ونحن نقترح على شركائنا في الجبهة عملية تفكير موحد حول التغيير المطلوب في الجبهة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن