المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح14 , مفهوم العلاقات الاجتماعية

عباس علي العلي
fail959@hotmail.com

2015 / 4 / 23

العلاقات الأجتماعية

العلاقات الأجتماعية تبعا لكون المجتمع إنساني تصبح علاقات إنسانية بالضرورة أي أنها تتبع نفس النمط الإنساني الفردي, المجتمعات البشرية أيضا تتزاوج وتتلاقح وتتطور وتتفاعل وتتشارك وتنمو وتضمحل بناءا على إرادة الأنا وما تستحكم به من قوانين ذاتية وأخرى مستجاب لها من خارجها البيئي أو المتشارك معها تكوينا"العقل" ,لذا نستطيع أن نجزم أن كل علاقة تنشأ في المجتمع تعود بأصلها وأسبابها وعللها لهذا المنطق العملي .
تولد المجتمعات الإنسانية أولا وهي خالية من أنماط محددة للعلاقات البينية البشرية ثم تتطور وتتخذ أشكال ومدارس وأتجاهات بناء على ما تكتسبة من تجربة الأنا المجتمعية وما تختاره بإرادتها على أنه الحد المقبول المجمع عليه أفرادها ظاهريا بالحد الذي يشكل إرادة عامة, هذا التشكيل في تكوينه وفي أسسه وملامحه لا ينفصل عن الإنسان وهو يخضع عادة للمزاح الأناوي وليس للفكر والمعرفة العقلية لسبب بسيط ليس لأن المجتمع لا يتعقله ,بل لأن الأنا الذاتية لأفراده جميعا تحاول الأتفاق على حد متوازن .
هذه الإرادة الذاتية لا تنطلق من فهم عقلي بالضرورة ولكن أكثرها يأت من تجربة حسية غالبا, وأكثر ما يحركها ويغذيها الشعور بالحاجة للبقاء والمشاركة ,لذا هذا الشعور والتوافق الذي يبني الإرادة مصدره حسي في معظم الأحيان كما قلنا وليس عقلي تماما, المرحلة اللاحقة للتبلور يبدأ العقل بالصياغات والتقرير ورسم الرؤية فهو متخلف هنا عن الحس لكنه هو من يمنحه المقبولية ويشيع نوع العلاقة بما يتوصل له من تبريرات وتفسيرات .
هذا الوضع هو الذي يجعل العقل يراجع في كل مرة تبريراته وتعريفاتها وتفسيراته لنوع العلاقة محاولا على قدر ما في النظام العقلي من مؤديات ترقية ومعطيات تطور أن يسعى إلى نمذجة أخرى تهدف بالإساس إلى التحول لواقع في العلاقة أكثر قربا من الطبع الإنساني الإيجابي القريب من العقل , لذا نشهد أن أحد أم أنجازات العقل الإنساني تاريخيا هو السعي الدائم لأعادة قراءة الواقع وعلاقاته بناء على نتيجة المراجعة العقلية لديه .
هذه المراجعة المستمرة واحدة من أهم أسرار تطور العلاقات البشرية أو بناء شكل ما لتبدلاتها أو تحوير سيرورتها, مثلا لا يمكننا أن نجزم أن كل العلاقات الأجتماعية نجحت أن تصمد أما مستحقات التغيير وعلى رأسها الزمن ,ليس لأنه قيمة متحركة فقط ولكن لدوره الفاعل في حث العقل على أن يكشف المزيد من العيوب فيها من خلال تطور نظام العقل وإثراءه بالتجربة التأريخية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن