عذابات بالتقسيط

دينا سليم حنحن
dina_saleem2@yahoo.com

2015 / 4 / 9

عَـذابات بالتقسيط (1)
دينا سليم - أستراليا
...........
عذابات بعض النساء غير المروية خجلا أو خشية، أكتبها نيابة!
عندما تستقلين المركبة بصحبة زوجك، وبعد سنوات طويلة من الزواج يتملكك شعور الغربة المغمس بالقلق المتوثب داخلك، والذي تحاولين اخفاءه عبثا، هو يمنحك الاحساس بأنك لم تعودي المرأة التي يريدها، لذلك يركنك على الرفّ لأنه عاشق لامرأة غيركِ، وعليك أن تتقبّلي الوضع عما هو عليه دون اعتراض، وكم يتمنى أن تغيبي عن عينيه حالا لتجلس هي مكانك، يا له من شعور مقيت!
يهدر بالمركبة بعصبية واضحة، الطريق متعرج، ويتلذذ باخافتك لكي يبسط سلطته عليكِ أكثر.
الوجوم يسيطر على الأجواء والصمت هو سيد المواقف، تضيع منكما الطريق، وعندما تصلان قاعة الاحتفال بزفاف أحد الأقارب، يتوجب عليكما تمثيل دور العاشقين المحبين اللذين تربطهما قصة خرافية من قصص العشق، يجب أن تلتصقان وتدخلان معا من ذات الباب، ذراعك تشبك ذراعه، تسيران على بساط السعادة وخطواتك تماثل خطواته، يمينه يخطو مع قدمك اليمنى، ويساره مع يسارك، نعم تلك هي ذات الذراع التي تحمل كفّه الخشنة بأصابعه الخمس الغليظة، متناسية اللّكمات الموجعة التي حظيت بها قبل خروجكما من البيت!
الأصعب هو محاولة استحضار مشهد يسعدك تحتذين به لكي تخرج ابتسامتك من غباوتها فتبدو غير مصطنعة، تتجمع جميع المشاهد الرديئة في ذاكرتك ويأبى مُخيخ العقل المُهان استرجاع المشاهد الحلوة لأنها تكون قد ضاعت، بينما سي السيّد ينهرك قائلا بابتسامته المصطنعة: (ابتسمي، لا تعزري علينا، الناس تنظر إلينا)، وإن أجبته بصراحة: ( لا أستطيع فجرحي عميق)، يهددك بوقاحته المعهودة: (أنا بورجيك بس نعود إلى البيت)!
والصعب أيضا هو التمثيل أمام الحاضرين لتخبريهم بأنك سعيدة جدا برفقة هذا الرجل، والمميت عندما تشاركينه الرقص أمامهم وعيونهم مشدودة إليكما، فتنشغلين بالتنقيب في وجوه الآخرين وقد امتلأت القاعة بهم، تتقصين الوضع وتتمنين ألا يكونوا قد أدركوا طبيعة علاقتكما المشبوهة، بينما هو يبحث بين عينيك عن صفحة واضحة يقرأ فيها حقيقة ما تنوين فعله، فلا يجدها، ويتساءل في أعماقه، هل سترضى خاضعة بأن تشاركها بي امرأة أخرى، وإن حصل واعترضت، هل يمكنها في يوم ما الإفلات من قبضة يدي وبراثني الجارحة!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن