تعريف الصداقة

يسرا محمد سلامة
yoyohassan79@gmail.com

2015 / 4 / 3

في حياة كل منّا أشخاص لهم دور حيوي ومهم في حياتنا، إما بالسلب أو بالإيجاب، هذا التأثير نتعود عليه لدرجة لا يمكن معها الاستغناء عنهم، لذا يجب علينا اختيار هؤلاء الأشخاص بالشكل الذي يجعل لحياتنا معنى، فكيف يحدث ذلك خاصةً مع وجود عالم افتراضي يُسمّى الفيسبوك أو تويتر، ومع عالم الانترنت عمومًا.
الصداقة الحقيقية يمكن الحصول عليها في أى وقت وزمان، علينا فقط أن نبحث عن من يتشابه معنا في طباعنا وميولنا، من يُحفزنا ويدفعنا للإمام كى نتقدم، من يسعد لنجاحنا، من يعطينا النصح والإرشاد بنية حسنة لا سوء فيها ولا أى غرض خبيث.
صديقك من يصدقك القول، من تجده معك أينما ذهبت يسير بجوارك، لا يسأم أبدًا من سماعك، لا يمل من ثرثرتك، يشتاق لحديثك ويتواصل معك حتى وإن كان منشغل بأموره اليومية.
نحن نعيش عالمًا صنعناه بأنفسنا مع الشبكة العنكبوتية، فلماذا لا نستغله الاستغلال الأمثل في التعرف على هذا الصديق، وعندما تجده ستكتفي به عن كل من تعرفهم، ليس لأنك أحسنت الاختيار، بل لأنك استطعت تحقيق المعادلة الصعبة في عالم خلقته لنفسك وتعايشت به ومعه، لذا دقق في اختيار من تُصادقهم في هذا العالم، ولا تُطلق لفظ "صديق" إلا على من يستحقه – من وجهة نظرك – التي يجب في نفس الوقت أن تتوافق مع وجهة نظره هو الآخر؛ لأن إدعاء الصداقة من الطرف الآخر سيجلب عليك الكثير من المشاكل مع من ارتاحت له نفسك، لكنه لم يأخذك على محمل الجد، لم يفكر في مبادلتك ثقتك به ومصارحتك له بكل ما يدور في خُلدك، فتصبح هذه الصداقة وبالاً عليك، وهمًّا يجعلك تدعو الله معه أن يفرجه عليك؛ لأنك لم تستطع تحمل مشقته أكثر من ذلك.
عن نفسي وجدت هذا الصديق في عالمي الافتراضي، صديق يصدقني القول والفعل، احترامنا وتقديرنا لبعضنا البعض متبادل، هو بالنسبة لي كتاب مفتوح، وأنا كذلك بالنسبة له، يتمنى لي الخير في كل وقت، وأنا كذلك، وأدعو الله أن تدوم مودتنا وصداقتنا لآخر العمر إن شاء الله، ففي ذلك راحة لا يمكن وصفها، أن تجد ذلك الشخص الذي تشعر معه وكأنك تتحدث مع نفسك، في زمننا هذا ومع الصراعات التي نشهدها في حياتنا، عز وجود هذا الصديق بيننا، فما بالك لو كان العثور عليه في عالم افتراضي، هذه وبحق نعمة كبيرة توجب الشكر، إنه وفي هذه الأيام يزيد عامًا من الخبرة، عامًا من النضوج، عامًا من الثقة في النفس، عامًا من الإقبال على الحياة، عامًا من الطموح اللانهائي، أتمنى له في عامه الميلادي الجديد أن تتحقق له فيه جميع أمانيه، فمثل هذا الشخص عملة نادرة الوجود، أدام الله عليا صداقته وأن يلبسه لباس الصحة والعافية، ويحفظه لكل أحبائه، إنه على ذلك قدير، ولكل أصدقائكم الصادقين جميعًا مثل هذا الدعاء.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن