ألفريد مارشال

محمد عادل زكي
m_adel_z@yahoo.com

2015 / 4 / 3

مدرسة الإسكندرية للاقتصاد السياسي
محاضرة الفكر الاقتصادي عند ألفريد مارشال (1842-1924)
26/10/2014
- ولد لأب يعمل صرافاً في بنك إنجلترا.
- بعد أن درس الآداب الإغريقية، كان عليه أن يختار ما بين الإنخراط في سلك الكنيسة أو دراسة الرياضيات، ففضل الأخيرة. ومنها انطلق صوب دراسة الاقتصاد.
- رئيس قسم الاقتصاد السياسي في جامعة كمبردج. مؤسس مدرسة كمبردج.
- أصبح كتابه مبادىء الاقتصاد أهم كتاب في أوروبا الغربية والولايات المتحدة لأكثر من ثلاثين عاماً.
- تتلمذ على يديه العديد من كبار الاقتصاديين، وفي مقدمتهم جون مينارد كينز.
- دراسة مذهبه الفكري تعطي فكرة علمية واضحة عن مجمل أفكار المدرسة النيوكلاسيكية.
- كان يرى أن المفاهيم الاقتصادية لابد وأن تكون في متناول الرجل العادي، وعلى ذلك كان يكتب المعادلات الرياضية في ملاحق منفصلة أو ملاحظات خارجية.

الإطار الفكري العام:
- ارتبط التغير الفكري الَّذي صاحب النيوكلاسيك بالتغييرات الاقتصادية والاجتماعية الَّتي حدثت في دول غرب أوروبا على وجه التحديد، إذ مرت هذه الدول بمرحلة من الركود (أزمة الهيكل) وصار الاعتقاد بأن الاهتمام بالنمو والتطور ليس ضرورياً كما فعل الكلاسيك، إذ أن النمو، في تقدير الغالبية من مفكري النيوكلاسيك، يتم من تلقاء نفسه دون حاجة جدية لدراسته وتفسير ظواهره على الصعيد الاجتماعي. ولكن المهم هو استخلاص قواعد عامة ومجردة تنطبق في كل زمان ومكان، وفي كل مجتمع، وبغض النظر عن علاقات الإنتاج فى هذا المجتمع.
- كما ارتبط التغير الفكري الَّذي صاحب ذلك التيار بما لحق الواقع الاجتماعي على الصعيد الثقافي، إذ انتشر الخطاب العِلمي، والسعي من أجل فهم الكون بشكل مادي، استناداً إلى العلوم الطبيعية والرياضيات؛ استكمالاً للرغبة الجماعية في التحرر من صنمية الفكر ووثنية الرأي الَّذين فرضا الظلام على القارة بأسرها طوال قرون من الجهل والفقر والمرض والثيوقراطية وادعاء امتلاك الحقيقة.
- وهو الأمر الَّذي إنعكس على كتابات النيوكلاسيك، فرغبوا في الابتعاد عن لغة العلوم الاجتماعية الَّتي قد تؤدي إلى إبراز الصراع الاجتماعي بين قوى الإنتاج، واتجهوا بقوة نحو القياس الكَمي عن طريق التعبيرات الرياضية، واستعاروا أيضاً بعض الألفاظ، والأفكار، من العلوم الطبيعية، وظهروا أكثر ميلاً إلى تجريد الظواهر الاقتصادية! وقادهم ذلك إلى النظر إلى علمهم (الجديد) كعِلم منفصل عن العلوم الاجتماعية والسياسية، والسياسية بصفة خاصة، الأمر الَّذي عنى فصل عِلم الاقتصاد عن دائرة التاريخ والعلوم الاجتماعية، وصار يُنظر له على أنه عِلم طبيعي بحت يحوي نظريات ثابتة قابلة للتطبيق دائماً، حالها حال ما يتعلق بالعلم المعملي. جاءت المدرسة النيوكلاسيكية، وقد وجهت سهام النقد العنيفة جداً لكتابات ماركس، بل ولبعض أفكار الكلاسيك نفسهم، وبصفة خاصة إلى نظرية القيمة، ولكيْ تقدم موضوعاً جديداً (لعِلم!) الاقتصاد.
- فالقيمة وفقاً للنيوكلاسيك، لم تعد سمة للأشياء، كالحجم أو الوزن. إنما يقيم الأفراد السلع المختلفة على نحو متباين باختلاف الأوقات والأماكن. فالقيمة هنا لا تكمن في ما بُذل من عرق في سبيل إنتاجها إنما هي فقط في عقول الأفراد. تكمن القيمة في عقل المشترى. ومن ثم فالشيء نفسه تتباين قيمته في نظر مختلف الأشخاص؛ فالناس، وفقاً للنيوكلاسيك، مثل المضاربين بالأسهم، فيعتقد أحدهم أن هذا هو الوقت المناسب للشراء، بينما يرى الآخر أن هذا هو الوقت المناسب للبيع.
- والنيوكلاسيك حينما يدرسون الظواهر الاقتصادية في عالم مجرد يجعلون هذا العالم أقرب ما يكون إلى الصورة التقليدية للنظام الرأسمالي (ملكية فردية، منافسة كاملة، الرأسمال المقترض، العمل المأجور، الهدف من وراء النشاط الاقتصادي هو الربح،...)

الموضوع:(*)
- ينقل الفريد مارشال الاقتصاد السياسي نقلة نوعية، ويخرج به من دائرة الإنتاج إلى دائرة التداول والسوق. بعبارة أكثر دقة: يصفيه من محتواه الاجتماعي.
- المستهلكون يسعون إلى تحقيق أقصى منفعة/ إشباع بأقل تضحية ممكنة. أما المنتجين فهم يسعون إلى تحقيق أقصى أرباح ممكنة بأقل كلفة ممكنة.
- فالعلاقات الاجتماعية أصبحت علاقات بين الأشياء المادية، وأصبح يمكن استخلاص قواعد عامة ومجردة تنطبق في كل زمان ومكان، وفي كل مجتمع، وبغض النظر عن علاقات الإنتاج فى هذا المجتمع.
- نتج ذلك عن الانتقال من النظرية الموضوعية في القيمة إلى (النظرية الذاتية في القيمة!)
- فلم تعد قيمة السلعة تتحدد بكمية العمل الضروري المبذول في الإنتاج، إنما صارت هذه القيمة متعلقة بما يراه كل شخص في السلعة من منفعة بالنسبة له، فقيمة الشىء باتت تحسب على أساس المتعة التي تحققها.

التحليل:
- يبدأ الفريد مارشال تحليله ابتداءً من ثمن السوق. ومن ثم يتجه نحو تحليل جانبي الطلب والعرض.
- وحين تحليله لطلب المستهلك يرى أن الطلب على سلعة معينة يشير إلى العلاقة بين الكميات المطلوبة عند أثمان مختلفة. ومن هنا يأخذ مصطلح الطلب معنى مختلف عن الذي كان يعطيه الكلاسيك. كما يدخل في اعتبارات التحليل مجموعة من العوامل: الأذواق، الدخول، أثمان السلع الأخرى البديلة والمكملة.
- تكوين منحنى طلب السوق. كتجميع لمجموع الطلبات الفردية.
- إن مقدار الاشباع يتناقص باستمرار كلما استمر هذا الاشباع دون انقطاع إلى أن يصل إلى مرحلة التشبع. والحد الأعلى من الاشباع يتحقق بالاشباع المتساوي للحاجات (قانون هيرمان جوسن الأول، والثاني)
- القيمة تتحدد بنفقة الإنتاج، وعناصر الإنتاج تتحدد بالطلب والعرض.
- ابتكار المرونات (مرونة الطلب = التغير في الكمية المطلوبة ÷ التغير في ثمنها)


(*) A.Marshal, Principles of Economics (London: Macmillan, 1964)



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن