في الذكرى 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

امين يونس

2015 / 3 / 30

كما نحزنُ عندما يُصاب عزيزٌ علينا ، بِمرضٍ أو تظهر عليهِ أعراض الشيخوخةِ ويبانُ عليهِ الوَهنُ وقّلة الحيلة .. فلقد إنتابني شعورٌ بالإحباط والإنكسار الداخلي ، عندما حضرتُ البارحة ، حفل الذكرى ال " 81 " لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، في برلين .
* هنالكَ ما لا يقلُ عن المئات ، من الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ، في برلين ومحيطها والمُدن القريبةِ منها ، وكان الحفل يوم العطلة أي يوم الأحد . لكن الحضور لم يتعدى بضع عشراتٍ فقط .
* صديقي المقيم في برلين ، والذي إستصحبني الى الحفل ، وهو في منتصف الخمسينيات من عمرهِ ، كان الأصغرَ مّنا جميعاً . أي ان القاعة ضّمتْ " شّياباً " فقط ! .
* السيدة التي أدارتْ الحفل ، بذلتْ جهوداً كبيرة .. ولأنني حضرتُ مُبكراً ، أي قبل الموعد بحوالي الساعة ، فلقد قمتُ مع ثلاثةِ رفاقٍ آخرين ، بمُساعدتها ، في ترتيب الكراسي والموائد وتوزيعها في القاعة . وإكتشفتُ ان القيام ، حتى بهذا العمل التطوعي الصغير ، أعطاني شعوراً بالإنتماء نوعاً ما .. وبِراحةٍ نفسية ، للتعامُل الإنساني مع أناسٍ لا أعرفهم ولم يسبق لي الإلتقاء بهم .. حيث ان الذي يجمعنا ، هو التقارُب الفكري فقط .
* إلتقيتُ بأستاذةٍ كِبار ، أكُنُ لهم كُل التقدير والإحترام .. وتبادلتُ معهم الأحاديث . وجُلَهُم كانوا مُتعَبين ، وأثقلتْ السنين كواهلهم . حتى السيدة المُشرفة على الحفل ، كانَ الإرهاق بادياً عليها وبطيئة الحركة .
عدم تواجد الشباب والشابات ، بحيويتهم وإندفاعهم .. وّلدَ لديّ إنطباعاً ، بأن الشيوعيين في ألمانيا ، لم يستطيعوا كسب شبابٍ للإنخراط في الحزب ، بل أخفقوا في إقناع حتى أولادهم وبناتهم أيضاً ! .
بِكُل الأسف ، فأن هذه الظاهرة ، لاتقتصر على برلين فقط ، وإنما تشمل الحزب الشيوعي العراقي في الوطن أيضاً .. ولو بأشكال أخرى .
بعيداً عن الشعارات .. وبمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لتأسيسه .. أتمنى ان ينهض الحزب الشيوعي العراقي من سُباتهِ الطويل ، وينفض الغُبار المتراكم .. ويُجّدد نفسه ومنهاجه وإستراتيجيته وطريقة عمله وقياداته !. فهو بيتنا جميعاً ، نحنُ الذين نعتبرُ أنفسنا يساريين وخوش أوادِم ! .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن