إسهامات المرأة فى التنمية الإجتماعية والاقتصادية

لطيفة صلاح عبدالهادي
tefaa841@yahoo.com

2015 / 3 / 1

مقدمة:
إن الدور الذى تقوم به المرأة فى بناء المجتمع دوراً لايمكن إغفاله أو التقليل من خطورته ، ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور يتوقف على نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها فى المجتمع ، وتمتعها بجقوقها وخاصة مانالته من تثقيف وتأهيل ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها ، ومن ثم يمكن القيام بمسؤلياتها تجاه أسرتها وعلى الدخول فى مجال العمل .
على قدر مايعتمد احراز تقدم فى سياسات التنمية الشاملة على عوامل عدة منها وجود رؤى استراتيجية بعيدة المدى وتوافر الموارد الطبيعية والبشرية ،يعتمد وبشكل خاص على المساواة بين الجنسين تعزيز الوضع الاجتماعى والسياسى والاقتصادى للمرأة، ومع تزايد الإهتمام بالدور الذى يلعبه أفراد المجتمع رجالا ونساء فى عملية التنمية والتأثير المتبادل بين المتغيرات فى تلك الأدوار ومتغيرات التنمية ،لذلك قفزت قضايا المرأة إلى مقدمة أولويات الخطط الاقتصادية والاجتماعية للحكومات فى مختلف أنحاء العالم.
ولم يأتى هذا الاهتمام من فراغ بل بعد أن أثبتت التجارب بأن التهميش والإقصاء للنساء ينتج عنه تعطيل وعرقلة للسياسات التنموية.
ولكن قبل التطرق لإسهامات المرأة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لابد من توضيح وتعريف مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

مفهوم التنميةالا قتصادية :
أثار مفهوم التنمية جدلاً واسعاً ومتناقضاً حال دون الاتفاق على تعريف واحد له، فهناك من عدّ مفهوم التنمية مفهوماً معيارياً نسبياً لا يمكن وضع حدود له، وهناك من ركز على النمو الاقتصادى وعده جوهراً لعملية التنمية، وهناك من نظر إلى التنمية بوصفها عملية تؤدي، في مدة طويلة من الزمن، إلى زيادة الدخل القومى ونصيب الفرد منه.

مفهوم تنمية المجتمع :
عرفت الأمم المتحدة تنمية المجتمع بأنها العمليات التى يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الأقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المجتمعات ولمساعدتها على الأندماج فى المجتمع والمساهمة فى تقدمة بأقصى قدر مستطاع.
تؤكد الدراسات الإجتماعية على أن من بين مؤشرات تقدم المجتمع مساهمة نسائه فى النشاط الاجتماعى والاقتصادى ،بل أن هناك أراء ترى أن أى خطة تنموية لابد أن تعتمد فى جهودها على مشاركة المرأة بجانب الرجل بوصفها نصف القوى البشرية فى المجتمع .
إن عملية التنمية عملية متكاملة تهدف للارتقاء بالعنصر البشرى دون تمييز بين فئاته،ولذلك ينبغى أن تستوعب فى خطتها كل فئات المجتمع فنسق القيم من شأنه محو صورة المرأة السلبية المتخلفة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ،وأحلال محلها صورة المرأة المثقفة الذكية الواعية الإيجابية المشاركة فى الحركات التنموية المختلفة ، كما أن بالمزيد من الوعى المجتمعى يتضح الإطار الاجتماعى للعمل والإنتاجية والدور الإجتماعى للفرد فيسهل بذلك تحقيق أهداف السياسات التنموية دون تفريق فى توظيف القدرات البشرية لجميع فئات المجتمع . هكذا عندما تكون المرأة التى تمثل نصف المجتمع البشرى واعية بأدوارها ومتسلحة بالقدر الملائم من المعرفة والثقافة والخبرات والمهارات الفنية وغيرها، يقل بذلك خطر وسائل الإعلام فى التأثير سلبيا على المحيط الإجتماعى الذى تتفاعل فى داخله هذه المرأة وتعيش فيه عددا من الصراعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة.

دور المرأة فى التنمية الإجتماعية والثقافية :
تعتمد درجة إسهامات المرأة الاجتماعية والثقافية على مدى الخدمات المقدمة من المجتمع التى تساعدها على القيام بهذه الادوار ، وتتمثل فى منشأت للخدمات الاجتماعية كالوحدات الاجتماعية ودور الحضانة، ومكاتب التوجيه والاستشارات الاسرية ، ومراكز الخدمات الصحية المتمثلة فى المستشفيات ومراكز رعاية الطفولة والامومة، ومنشأت الخدمات الثقافية التى تمثلت فى وسائ ل الاعلام والمكتبات والأندية ، وليس المرأة فى حاجه إلى الخدمات فقط ولكن إلى أعدادها الاعداد الجيد وتمكينها للقيام بكل هذه الإسهامات ،ويتضمن هذا الإعداد إلمامهن بالمعلومات الكافية فى النواحى الصحية والثقافية والبيئية، وتدعيم أتجاهاتهن وأيمانهن بأهمية دورهن فى تنمية مجتمعهن وتنمية الوعى الثقافى لديهن لتتعرفن على مايدور حولهن فى العالم المحلى والخارجى ،ولتعرفن حقوقهن وواجباتهن ،وهذا لايأتى الاعن طريق الخدمات التعليمية والثقافية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن