أمريكا و فضيحة تسليح داعش في العراق

علاء الصفار
ala.alsafar@yahoo.com

2015 / 2 / 27

بربرية أمريكا وحلفائها لتحطيم العراق و سوريا و إيران!
تمر المنطقة العربية بمرحلة جداً عصيبة, وهي هذا بدء مع انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يعد نصير لكثير من شعوب العالم و منها الشعوب العربية.
فبعد سقوط أفغانستان, و التي كانت للسوفيت بمثابة معضلة حرب فيتنام لأمريكا, إذ تم إنهاك السوفيت الذي كان يعاني من الكثير من المشاكل و الاشكالات السياسية و التاريخية و المفارقات في مجال العلاقات الدولية و انكماش نفوذه في العالم وخاصة بسقوط كل المعسكر الاشتراكي الذي كان يطوق الاتحاد السوفيتي.

بسقوط السوفيت ظهر مصطلحات جديدة, منها عصر القطب الواحد, و الدركي الأمريكي و أخيراً القرن الأمريكي, و هو يعني أن العالم الحديث قد انتج أمبراطورية العصر الحديث التي تسوق الشعوب و التاريخ, كما كانت روما القديمة تسوق الشعوب الأخرى و تحويل البشر إلى عبيد لها, لأختصر أن الشعوب العربية هي اليوم بالذات في وجه العبودية التي تريد فرضها أمريكا عليهم, إذ أن المنطقة العربية متفق عليها دولياً منطقة نفوذ أمريكية و هي كانت خط أحمر من زمن الاستعمار القديم, ايام تقسيم الدول العربية بسايكس _ بيكو التي فضحتها الثورة البلشفية بقيادة لينين.

من هذا المقدمة الوجيزة إذ أني كتبت رؤيتي في مقالات عديدة تصف واقع العراق بعد سقوط السوفيت, لكن أرجع إلى الأمر كلما تحدث تطورات جديدة التي تدعم تصوراتي, لنقفز للحاضر فالجميع يعرف التاريخ الاستعماري, و دور الشعوب و منظمات التحرر الوطني, و كيف تم تحرير الشعوب العربية من الهيمنة البريطانية, و إلى دخول أمريكا بعد سقوط دولة هتلر كقوة أمبريالية صاعدة, و بدء الأمريكان بدعم قيام إسرائيل, و جعلها قاعدة أمريكية, تعمل على ضرب حركة التحرير الفلسطينية و تتعاون مع أمريكا لضرب الأحزاب الشيوعية في كل المنطقة العربية ,وذلك عبر مد جسور التعاون مع السعودية و دول الخليج الغارقة في الرجعية و المرتبط وجودها بالاستعمار و الأمبريالية الأمريكية.

فهكذا أرتأت أمريكا خلافا لبريطانيا أن الخطر يأتي من الاحزاب الشيوعية, إذ كان بريطانيا تخاف من مشروع الوحدة العربية الذي كان أمل القوميين و الإسلاميين.
لقد مر العرب بتجارب مريرة بعد انجاز التحرير الوطني , إذ عملت الامبريالية الأمريكية جهدها للسيطرة على الأوضاع المنفلتة بعد ثورات التحرير الوطنية, لذا تعاونت أمريكا مع الأحزاب الرجعية الدينية كالخوان و كذلك مع احزاب القومجية ( الأتحاد الاشتراكي في مصر و العراق و البعث في سوريا و العراق و حزب القذافي الاشتراكي القومي الاسلامي و ما اليه من تسميات) , و بهذا تمكنت أمريكا من ضرب الكثير من القادة الأحرار ليس في المنطقة العربية فقط بل في العالم كله, لكن سأقتصر و أذكر فقط اسقاط حكومة الدكتور محمد مصدق في إيران و حكومة التحرر الوطني بقيادة الزعيم الوطني في العراق عبد الكريم قاسم.

نرى التحديد الواضح و الموجه ضد هاتين الدولتين ( مفتاح الشرق الأوسط و الثروة النفطية) و هذين الشعبين الحضاريين, الذي سارت أمريكا لضربهما و تحطيم العراق خاصة, بعد غزوه.

لقد تعاملت أمريكا مع حكومة عبد السلام عارف صاحب مجازر شباط الأسود لعام 1963 البربرية و بعدها تم التعاون مع حزب البعث, الذي قام بأنقلاب امريكي صرف, إذ صرح علي صالح السعدي احد قواد الانقلاب لقد جئنا بالقطار الأمريكي و قمنا بأخراج آخر جندي أمريكي, و هو كان اعلان أستلام أمريكا زمام أمر العراق, و كان أنقلاب البعث هو أنقلاب أمريكي بأمتياز و ليستمر إلى أن تم أستلام البعث للسلطة و أنفضاح أمر صدام حسين كرجل يعمل لأل ( سي آي آ).

هكذا تكونت السلطة البرجوازية العراقية و بدعم من أمريكا و الغرب, و قام حزب البعث بتكريس سلطة دكتاتورية الملامح و من البداية, رغم بعض المناورات المخادعة سواء بالتفاوض مع الحركة الكردية أم بالتحالف مع الشيوعيين في الجبهة الوطنية القومية التي لم تدم أكثر من 3 اعوام لينقلب حزب البعث على الحركة الكردية و الحزب الشيوعي, ضمن المخطط الأمريكي لتصفية الحزب الشيوعي, فهكذا نمت البرجوازية الطفيلية الضعيفة لتتحول إلى قوة غاشمة, و خاصة بعد صعود عميل أمريكا صدام حسين على دست الحكم ليعلن حل الحزب الشيوعي و ان لا يبقى شيوعي واحد في العراق في عام 1980 و أعلان كل العراقيين بعثيين. و ليتم التشاور مع أمريكا على القيام بالحرب على إيران
بهذا كانت البرجوازية الطفيلية تكون قد حققت طموحها لأحتكار السلطة و من ثم تحقيق إرادة أمريكا في القضاء على الحزب الشيوعي و كل الاحزاب الوطنية إضافة إلى ضرب الحركة الكردية و أحزابها.

و لما قامت الثورة الإيرانية, كان صدم حسين على أهبة الأستعداد الكامل, للخلاص من الحزب الشيوعي من اجل التفرغ من الجبهة الداخلية للانطلاق سريعاً لتبوء الفراغ الذي أحدثه سقوط حليفه العميل في إيران الشاه محمد رضا بهلوي, و ذلك بإيعاز من أمريكا, التي طار جنونها من الثورة الإيرانية و محاولاتها اليائسة في صحراء قبس المشؤومة التي انتهت بالفشل الذريع.

فهكذا كان صدام قد رسخ سلطة ليست دكتاتورية بأمتياز بل حقق دولة فاشية بربرية لم يعرف العراق و العالم مثيلاً لها, و بدعم مفضوح من الغرب و امريكا و السعودية و كل الخليج العربي و مصر و المغرب العربي, بأختصار بدعم كل الجلاوزة الرجعيين ممثلي البرجوازية العربية الخونة و العملاء لأمريكا.

لقد كان سقوط الأتحاد السوفيتي بالنسبة للدول الرجعية العربية يوم نصر لكل الروؤساء للبرجوازية الطفيلية العربية. و طبعا لغباء كل هؤلاء الروؤساء, و خاصة العميل صدام حسين الذي حقق كل أحلام أمريكا و طموحاتها, و الذي بات يتطلع لتقييم دوره الضليع في تحطيم الحزب الشيوعي العراقي و كل الطبقة العاملة العراقية بل كل المنجزات الثورية و التقدمية لشعب العراق, أضافة إلى خدماته الرهيبة في الحرب على إيران ( دولة الخميني) المعادية لأمريكا. لكن لَمْ يعي أنه بهذا صار عاطل عن العمل و لا تحتاجه أمريكا أبداً.

لقد عانى العراق طوال اكثرمن 3 عقود من ويلات الدكتاتورية الصدامية و أرهابها الشنيع في التقتيل سواء في السجون او الشوارع أم بحملات القصف الكيمياوي لحلبجة و ما دعي بهجمات الانفال التي راح ضحيتها ألوف البشر في كردستان, أم في الهجوم على الاهوار و مناطق الجنوب و قتل الجنود الاحرار الرافضين لحربه, بالعمل على تسميم و تجفيف الاهوار و تدمير البشر و النخيل و البيئة في بربرية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها, لكن في ذلك التاريخ و الزمن كان نظام صدام حسين حليفا لأمريكا و كما وصفه رونالد ريغين ( بالاخ الصغير) بعد أن ضخ ( صدام ) الحصة الإيرانية من النفط التي منعها الخميني على أمريكا, لذا تم التستر على كل جرائمه بحق الشعب أم بنتهاك القوانين الدولية و غزو إيران و قصفها بالكيمياوي.

لقد كانت أمريكا في صراع مرير في أفغانستان, من اجل تحطيم القوة السوفيتية و جعل افغانستان مستنقع دامي سواء للأفغان أم للجيش السوفيتي, و لما تحقق انتصار جيش القاعدة بقيادة عميل أمريكا بن لادن, القادم من قلعة الرجعية الملكية للعصور الوسطى, السعودية الوهابية البربرية, كان ذلك النصر هو نصر أمريكي تحقق بجهود الدول البرجوازية الطفيلية العربية, من الخليج إلى مصر أنور السادات و الاردن ملك حسين و المغرب الملك الحسن و أضافة إلى الباكستان.

لقد دفع شعب العراق ثمنا باهضا لحرب صدام حسين و أمريكا على إيران , لسطة صدام الفاشية المدعومة من أمريكا و الخليج, فكان الدمار واضح على كل ملمح في العراق, فسقوط كل البنى التحتية و تدمير للصناعة الوطنية, انهيار كل الأقتصاد العراقي, فتركة الحرب على الشعب العراقي كانت مشابهة لأي دولة في الغرب خاضت الحرب ضد دولة هتلر الفاشي, فكان أمل صدام حسين, بعد الحرب و الدفاع عن البوابة الشرقية و الخليج و من اجل تحرير فلسطين( زيف شعارات الحرب للعميل صدام حسين), أن يكافأ من الرجعية السعودية و الكويت أضافة إلى رعاية أمريكا لنظام صدام حسين.

إذ أن عقلية البرجوازية الطفيلية لنظام صدام حسين كانت عقلية عشائرية الصيغة و لا تعرف أن تقرأ التاريخ و لا تفهم منطق الامبريالية الأمريكية, إذ تقول أمريكا نحن ليس لدينا أصدقاء بل لدينا مصالح. و لم يستفد من تجربة انور السادات أم رفيقه العميل الشاه الإيراني, أي لَمْ يستوعب أن امريكا ستبيعه في سوق النخاسة كأي عميل أو عاهرة أنتهى سوقها في سوق الدعارة, إذ أنه أصبح عاطل عن العمل, بعد أن قام بدوره بضرب الحزب الشيوعي و أنهى الحرب على إيران.

لذا تأمرت أمريكا على نظام صدام حسين القومجي البائس, وتعاونت مع السعودية و الكويت, من خلال التلاعب باسعار النفط فقامت الكويت بتنفيذ مخطط أمريكا في أستفزاز نظام صدام حسين, بسياسة نفطية معادية تهدف تركيع العراق أمام تركة الحرب من اجل جره إلى منازلة الكويت في مشاحنات لا يعرف إلا الشيطان و أمريكا خيوطها, فاكل صدام حسين الطعم, حين استقبل السفيرة الأمريكية التي بينت له أن أمريكا تريد التعاون مع العراق و لا يهمها خلافه مع الكويت, فهجم صدام على الكويت ( القاعدة الأمريكية) التي يعرف بها حتى الأطفال في العراق, و هكذا سلم صدام حسين التبرير لهجوم أمريكا على العراق.

و هكذا تم غزو العراق و تحت شعارات و تبريرات و أكاذيب شنيعة, منها أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل وان العراق دولة دكتاتورية ( بعد 30 عام تكتشف أمريكا أن صدام حسين دكتاتور) خطيرة على السلام في المنطقة و ليصرح جورج بوش أمام جيشه عشية الهجوم على العراق أن شعب العراق شعب طيب يستحق التضحية من اجل العيش بحرية و سلام.

اليوم و بعد أنفضاح كل المخططات و كل الاكاذيب و خاصة للآن لم يعثر على اسلحة الدمار الشامل, جلبت امريكا برعاية بريمر الصهيوني, حكومة برجوازية طفيلية بائسة بلا شرطة تقدم الامان للشعب و بلا جيش يحمي الوطن و لا مؤسسات تبني الوطن, لا بل تم تصدير الإرهاب للعراق من خلال المملكة العميلة لأمريكا السعودية و برعاية امريكية من اجل تمزيق العراق, اي أن المخطط الأمريكي هو جلب برجوازية دينية مشابهة لما موجود في الخليج و السعودية من اجل تحويل العراق إلى امارات طائفية و عنصرية تتطاحن مع بعضها و ليتم امتصاص الثروة و النفط العراقي مع تهديم شامل لكل المعالم الحضارية للعراق و المنطقة العربية و لفتح الطريق لتسيد إسرائيل على الشرق الأوسط.

و في الوقت الذي تم تمزيق العراق و على نار هادئة كما يقال. كانت أمريكا المنفردة في العراق و المنطقة بعد سقوط السوفيت حليف الشعوب العربية, كانت أمريكا تتأهب للأنقضاض على إيران و ليبيا و سوريا و مصر, ما أن حدثت أعمال التمرد ضد الروؤساء العرب في تونس و ليبيا حتى قام الغرب بإستعراض حالة التأهب للهجوم على ليبيا و تدمير النظام و ليس فقط قتل القذافي في الشارع, بهذا تكون أمريكا و الغرب قد شرعوا بتأسيس حالة البربرية و الفوضى و القتل في الشوارع عبر قطع رأس النظام في العراق و ليبيا و حسق الجيش, في خطوة من اجل نشر الطوفان الكاسح للبربرية, بما دعي بالفوضى الخلاقة للضحك على الذقون, إذ لا دولة في العالم تعمل من دون جيش و جهاز شرطة. فهكذا صار النموذج العراقي لشكل السلطة البرجوازية المثال الملائم لأمريكا في تدمير الشعوب العربية و القضاء على أي مشروع و طني و ديمقراطي و إنساني وحضاري.

و لقد رأينا كيف دعمت أمريكا حكومة محمد مرسي لحزب الأخوان, و كيف تباكت على الأنتخابات الديمقراطية التي لم يحترمها أكثر من 30 مليون مصري حيث قام بأنتفاضة جبارة هزمت الخمير الرجعي الإسلامي للبرجوازية المصرية التي توافق المشروع الأمريكي, و كذلك في سوريا قامت قطر و السعودية بتلقف الحراك الشعبي نحو الديمقراطية من اجل تحويل الحراك الثوري و الوطني إلى هجمة للبرجوازية الطفيلية الدينية البربرية, من اجل خنق أي حركة ثورية و وطنية في المنطقة, و طبعا بموافقة و أشراف أمريكا على كل اعمال العنف و القتل و الدمار للبلد و البشر, و التي تقدم عليها السعودية و قطر و كل دول الجاز النفطية العميلة لأمريكا و طبعا بأستقبال باريس لرجال المعارضة المشبوهين لتكون أبواق تزعق بالحرية.

هكذا أن أعمال امريكا البربرية و المنافقة و المرائية أخذت تتناغم مع تلك البرجوازية الطفيلية التي جاءت من جبال التربوا بورا في أفغانستان, و بنظرة فاحصة نرى ان كل القتلة للبرجوازية الطفيلية العربية تتكاتف مع قتلة أمريكا في مجازر حرب النابالم في الفيتنام و الحرب الكورية أم بالقصف بالقنبلة الذرية لليابان في هيروشيما وناكازاكي. أي أن النظام البرجوازي و الرأسمالي يحمل في أعمق أعماقه كل الشرور و القتل الجماعي, لذا لا غرابة أن يظهر رئيس الامريكي ريتشارد نيكسون الذي يمثل مصالح الرأسمالية الأمريكية كرجل حرب بربري قام بقتل ملايين البشر في الفيتانم أو يظهر الرئيس صدام حسين ليقوم بقتل ملايين البشر في العراق و إيران و المنطقة.

اما في العراق الحالي بعد كل هذا الزيف في ما دعي تحرير أو تخليص المنطقة من نظام صدام و لأقامة الديمقراطية و ما اليه من الكلام المزيف, فقد قامت أمريكا برعاية فلول البعث و رتبت أمر تحالف الصداميين ( البرجوازية الطفيلية البربرية العراقية ذات الموروث الفاشي) مع البرجوازية الملكية في الخليج و السعودية و مع تشكيل اندماج لفلول الصداميين حلفاء أمريكا مع جحافل القاعدة و تم تشكيل جيش الجمهورية الإسلامية في العراق والشام (داعش) و ليتم أغتصاب الموصل ليس سياسيا بخلعها من العراق بل حتى كل اشكال الإغتصاب سواء لقتل البشر الأيزيدي و المسيحي و إغتصاب النساء و البيع للاطفال و الفتيات في سوق النخاسة.

كل هذا يجري من اجل تحقيق مخطط امريكا في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي اعطت أمريكا الزمام للسعودية و دول الخليج بزعامة قطر, و مع السكوت عن جرائم داعش في العراق من خلال شراء النفط المهرب من الموصل, أو من خلال رمي السلاح الأمريكي التي بات فضيحته معروفة للقاصي و الداني, لكن الرئيس الاسود الأمريكي يصرح بأنه نحتج إلى 10 أعوام من اجل الحرب مع داعش و يماطل السادة الأمريكيين في طرد داعش من الموصل في العراق خوفا من مواجهة قوات داعش التي لا يتجاوز تعدادها 40 ألف رجل لكن أمريكا و هاجمت يوغسلافيا و هاجمت العراق و كانت الدولتان بجيوش مليونية.

أن جرائم أمريكا في العراق هي جرائم نظام صدام حسين و اليوم هي جرائم القاعدة و داعش أدوات أمريكا, و هي قوى البرجوازية الدينية الرجعية التي تعمل معها أمريكا, لكن البعض للاسف يضيع أو ينافق أو يعمل مع في مفردات النفاق الامريكي و الصهيوني ليهاجم ليس جيش القادعدة الموجود في السعودية و لا يهاجم جيش داعش الموجود في الموصل, بل يهاجم الدين الإسلامي على اساس أن الإرهاب ياتي من آيات القرآن

. و كلنا قرأ القرآن و من أجيال ولم نتحول إلى إرهابيين و المصيبة أن القتلى هم شعب العراق و سوريا و يُساق الموت على كل اطياف الشعب و يدمر بلدهم و مؤسساته و بُناه التحتية و يشرد الملايين سواء في البلد أم ألى بلدان الجوار. و لم نعرف أن جهاز القاعدة إلا جهاز إرهابي أمريكي, هكذا راح البعض يبكي و يصرخ كلنا شارلي هبيدو حين صار هجوم على الجريدة اليسارية في فرنسا. لكن فقط الاغبياء لا يتسائلوا كيف الغرب يشتري النفط من داعش التي تذبح البشر و يسبي النساء و تتجار بزهور العراق من بنات و أطفال.
لكن لَم نرى هذا العواء من الأقلام المأجورة و الصهيونية حين قامت أمريكا بضرب أفغانستان الشيوعية بجهاز القاعدة و لم يعرف البشر أو يقر أن الهجوم للقاعدة و داعش على سوريا و العراق هو من بركات أمريكا و الرجعية العربية و إسرائيل.

قبل أيام تحدث السفير الامريكي ( عضو ال سي . آي . آ ) في العراق, و اجاب على تساؤولات العراقيين عن فضيحة التعاون الامريكي و رمي السلاح الجوي الأمريكي للسلاح ل داعش, فأجاب على تساؤولات الشعب العراقي, متصوراً أن شعب العرا ق شعب بليد و غير واعي, و لم يعرف الحضارة يوما كأي بلد يعيش في حالة ما قبل الحضارة في غابات الأمزون, فقال بجلف و نذالة أن هذه الطائرات صحيح هي من صنع أمريكا لكن ليس تابعة لأمريكا, و كأن هذه الطائرات تأتي من المريخ, رغم أن امريكا تعرف العراق و تسيطر عليه تماما من خلال قصف العراق من الشمال إلى الحنوب و لمدة 10 اعوام و من ثم تم غزوة بأسم نشر الحرية و السلام.

لكن أمريكا التي تتبارى مع روسيا و تتحداها بكل التطور التكنلوجي الحربي, و تدعم العنصريين في أوكرايينا و من خلال حرب اسعار النفط, الذي تشتريه أمريكا من داعش بالمجان, تُظهر عجزها لمعرفة الطائرات القادمة من المريخ, و التي تتعاون مع داعش, و لانعرف ما مصلحة هذه الطائرات القادمة من المريخ , أن هذا المنطق السافل هو شكل الزيف و الجريمة التي أقدمت عليها أمريكا في قتل ملايين الهنود الحمر, و كذلك قتلها لملايين البشر و في كل أرجاء العالم.

أن القوى الأاسلامية ( القاعدة و داعش) هي قوى أمريكية, و فقط الاغبياء من تنطلي عليهم هذه المؤآمرة و فقط الصهاينة من يروجون و يركزون أن الخلل في الإسلام و يطمسوا دور أمريكا كقوة أمبريالية تحمي السعودية و الحاضنة لجيش القاعدة و داعش

أن البرجوازية العربية لا تختلف عن البرجوازية الألمانية و هتلر و لا تختلف عن البرجوازية الامبريالية الأمريكية المتمثلة بنيكسون و جورج بوش, فهي قوى ضد الشعوب و ضد الحرية و الحياة, لقد تعاملت أمريكا دائما مع القتلة في العالم من سوموزا و بينوشيت و صدام حسين و بن لادن و أبو بكر الصهيوني. فاليوم خيار أمريكا هو الأحزاب البرجوازية الأسلامية الخرافية و الظلامية. و تحاول أمريكا تحطيم أقتصاد العراق من خلال شراء النفط من داعش من اجل تقسيمه و تحقيق مشروعها السئ السيط, خارطة الشرق الأوسط الجديد
الإرهاب ليس له دين بل الإرهاب صناعة أمريكية و هذا الإسلام هو نظام المملكة الوهابية, الحليفة لأمريكا التي تحتضن القاعدة و داعش.
و كما يقال أن هذا النبيذ السئ من ذلك العنب الأجرب!
وعلى السلام العالمي ألقاكم!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن