الهندسة العربية من هنداز الايرانية

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2015 / 1 / 30

الهندسة العربية من هنداز الايرانية
للهندسة علاقة اساسية بالتصميم و الصنع و البناء و هذه جميعها صفات حضارية سواء تكلمنا عن الهندسة المعمارية او الكيمياوية او الزراعية او هندسة الالات و الاجهزة الثقيلة و غيرها او صناعة الاقمشة (لا حظ ارامية كلمة الخياط و صياغتها و فارسية كلمة ترزي المصرية بنفس المعنى و فارسية كلمة الطرز العربية) . نستطيع ان نقول بان المانيا تحولت اليوم الى بلد المهندسين بامتياز اي الى (باش مهندس) دول العالم و لا اقصد هنا طبعا صنع السيارات و الاسلحة و الالات او المواد الصيدلية و غيرها بل ايضا اللغة الالمانية نفسها التي تحول كل شيء الى صناعة باستعمالها الكثير لفعل machen (فعل / صنع) على الاقل في اللغة الدارجة فاذا قمت برحلة سياحية تقول Urlaub machen و اذا تمشيت تقول Spaziergang machen و اذا توقفت عن العمل في استراحة قصيرة تقول Pause machen و في الحقيقة كل شيء يصنع حتى الخبرة Erfahrung machen دعني اقول (طبعا باسلوب ساخر) بانك لو تعلمت machen تتكلم الالمانية فالقواميس الالمانية تقدم قوائم طويلة باستعمالات هذه الكلمة السحرية.

اغلبية المفردات الحضارية دخيلة على العربية بحكم الحياة البدوية العربية او هي ترجمات حرفية لمصطلحات اجنية خاصة الانجليزية بعد الثورة الصناعية. كانت العرب تسكن في اهل (سابقا كان يعني الاهل خيمة ثم تطور المعنى من الخيمة الى الاهل بالمعنى الحديث بسبب السكن في الخيم راجع مقالاتي السابقة عن العائلة العربية و بيوت العرب على هذا الموقع) لذا فان مفردات الهندسة المعمارية هي استعارات من مختلف اللغات الحضارية السابقة فمثلا البيت و الباب من الارامية و الشباك و الخندق من الفارسية و قس عليها... كما في مفردات اخرى مثل قصر من اللاتينية castrum (طبعا ليست هناك علاقة بالثلاثي قصر كما في قصير).

لا يوجد الثلاثي (هندس) في العربية و اذا تم صياغة فعل لاحقا فالفعل هو دائما اشتقاق من الاسم (هندسة) تسمى هذه الظاهرة في علم الغة denomination اي اشتقال الفعل او الصفة او مهنة (مهندس) من الاسم. ترجع الهندسة العربية الى الايرانية هنداز / اندازه اي القياس و التصميم كما نجدها في الفارسية و الكردية و ان الكردية لا تزال تطلق اسم (انداز) على ابنائها. للمزيد عن اصل هندسة الايراني راجع المفردات الايرانية في العربية للاستاذ الالماني المعروف Wilhelm Eilers

من المفردات التي تخص علم الهندسة هي كلمة (برهان) التي ترجع الى الاثيوبية berhaan بمعنى التنوير و الاضاءة. نظرا لورود كلمة برهان في القرآن فانها تعتبر استعارة قديمة و الجدير الذكر ترد الكلمة عند الاشارة الى يوسف و موسى اي انها من صلب الديانات اليهودية و المسيحية او بعبارة اخرى انها كانت في الاصل كلمة دينية بحتة. يقترح السيد ادي شير استعارة من الفارسية ( پروهان) اي ما تم توضيحه او معروف جدا و لكن الاستاذ الالماني الكبير Noeldeke يرجح الاصل الاثيوبي للكلمة من الثلاثي المشترك بين العبرية و الحبشية (بهر) و ان معنى الاثبات في العربية جاء بسهولة من التنوير و الاضاءة.
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن