إرهابكم يا مسلمين لن يجدي .

صالح حمّاية

2015 / 1 / 14


بعد أن نفذ الإرهابيان شريف و سعيد كواشي ما كان يتمناه جل المسلمين بحق شارلي ايبدو ، كان الضن من المسلمين أن شارلي سوف تخاف وترتعد و تكف عن تطاولها عليهم ، فالغالب لديهم كان أن هذه الحادثة سوف ترهب كل من تسول له نفسه التطاول على النبي ، ومنه فهم سوف يكسبون حربهم على شارلي ايبدو بدون أن يظهروا بمظهر المحرض على القتل ، فالمسلمون ورغم أنهم يؤيدون هذه الجريمة من حيث المبدأ و(عقائدهم تشهد بهذا ) لكنهم بعد المجزرة أدعو أنهم ضد العنف وضد الإرهاب ، لكن طبعا الكل كان يعلم أن هذا مجرد تمثيل ، فلا احد متضامن مع شارلي ايبدو حقيقة ، لكنها فقط تمثيلية يجني منها المسلمون أهدافهم بدون أن يظهروا بمظهر بشع ؛ لكن الواقع أن هذا المخطط ومع إصرار صحفيي شارلي ايبدو على الاستمرار في خطهم المدافع عن حرية التعبير ، فها هو يتهاوى ، فاليوم ولو نتابع تصريحات جميع من زعموا أنهم ضد القتل والإرهاب بحق الصحافة لوجدنا أنهم جميعا يهددون علانية شارلي ايبدو أنها وان لم تكف عن ما سموه "استفزاز المسلمين " فإن هذا سيؤدي إلى مزيد من الإرهاب ، و هذا طبعا أمر لا يفهم سوى على أن هؤلاء موافقون تماما على ما تم بحق شارلي ايبدو ، فلو كانت حقا حرية الصحافة هي ما يهمهم ، لكانوا حذروا أتباعهم من محاولة تكرار الجريمة لأنها حماقة ؛ لكن أن نراهم يحذروا شارلي ايبدو بمجزرة اكبر إن هي لم تتعظ ، فهذا وبالتحليل الموضوعي دليل على تأييد الإرهاب ، وكما نرى هنا فشارلي ايبدو و بشجاعتها قد عرت لنا الحقيقة الإسلامية ، فالواقع أن المسلمين في مسالة الإرهاب يتقاسمون الأدوار في ما بينهم لا أكثر ، فهناك جماعات تمارس الإرهاب ، وجماعات أخرى تستفيد منه لكنها تدعي معارضته وهو ما يدل على أن الأمة الإسلامية أمة إرهابية ، ففي قضية الإخوة كواشي مثلا فالمسلمون زعموا أنهم لا يؤيدونهم ، وأنهم ضد الإرهاب ، لكن الحقيقة أننا لو دققنا لوجدنا أن جل المسلمين الذين إدعوا الاعتراض على الأمر سعوا لحصد النتائج منه ، فجل المسلمين هم الآن يطالبون شارلي ايبدو بالتوقف عن السخرية منهم لكي لا تشهد إرهابا أقسى ، و هو طبعا ما لا يعني سوى أن التطرف الإسلامي هو الذراع المسلح السري للأمة الإسلامية ، فالأمة الإسلامية ولأنها لا تستطيع المجاهرة بالعنف والإرهاب ضد الآخرين كما كانت تفعل في القدم ، فهي تستغل هذه الجماعات المتطرف التي تدعي التبرؤ منها لتحقيق هذا ، فالجماعات تنفذ الهجمات ، في المقابل تدعي الأمة الإسلامية الرفض لكنها تسعى لتحقيق النتائج من تلك الهجمات ، لكن طبعا ما غاب عن المسلمين اليوم ، هو أن البلاد الإسلامية ليست هي البلاد الغربية ، ففي البلاد الإسلامية في العادة كان يكفي أن تحدث مجزرة أو تفجير انتحاري لكي ترتعد الحكومة وتكف عن أي قانون قد يكون يمس بشريعة الإجرام الإسلامية ( لاحظ مثلا تهديد الإسلاميين بحرق مصر لو تم مس المادة الثانية من الدستور المصري ) لكن طبعا في البلاد الحرة فالحرب على الحرية لا تردعها ، بل تشحذها أكثر و أكثر ، وعليه فشارلي ايبدو وبدل أن تتراجع و تخاف كما ضن المسلمين ، فهاهي تزداد تألقا و انفه ، أما المسلمون الذين ضنوا أنهم سيحصدون النتائج بإرهابهم البائس ، فهاهم لا يجنون سوى التشويه و الحقارة و البؤس بما فعلوه .

مقال في نفس الموضوع .

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=450550



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن