أسرار التعامل مع الأشخص العنيدين وغير العقلانيين

ماريا خليفة

2015 / 1 / 11

كلّنا نقابل أشخاصًا غير عقلانيين في حياتنا. ونضطر إلى تحمّل الشخصيات الصعبة في العمل أو في المنزل. ومن السهل أن يتمكّن شخص، يشكّل تحدٍّ بالنسبة إلينا، من التأثير فينا وإفساد نهارنا. كيف تقوّي نفسك في مواقف مماثلة؟ إليك 10 أسرار للتعامل مع الأشخاص العنيدين وغير العقلانيين. غير أنّها قواعد عامّة ولا تنطبق بالضرورة على حالتك الخاصة. لذا خذ ما يهمّك منها وانسَ الباقي.
1. حافظ على هدوئك
المنافع: تحافظ على رباطة جأشك وتتجنّب تفاقم المشكلة.
كيف: القاعدة الأولى في مواجهة شخص غير عقلاني هي الحفاظ على رصانتك، فكلّما تصرّفت بهدوء، تمكّنت من التفكير بمنطق في كيفيّة حلّ المشكلة.
حين تشعر بالغضب أو الاستياء من أحد، قبل أن تتفوّه بأمور تندم عليها لاحقًا، خذ نفسًا عميقًا وعد للعشرة ببطء.
2. "حلّق كالنسر"
المنافع: سلام ذهني أكبر، وتجنُّب الاحتكاك.
كيف: بعض الأشخاص في حياتك لا يستحقّون أن تغتاظ لأجلهم، بكلّ بساطة. وقتك ثمين، وإن لم يكن الأمر مهمًّا، فلا تضيّع وقتك بمحاولة تغيير الشخص الذي يجادلك ولا تسعى إلى إقناعه بشيء ما.
3. اجعل ردّة فعلك استباقية
المنافع: ذلك يخفّف سوء التحليل وسوء الفهم. وتركّز طاقتك على حلّ المشكلة.
كيف: حين تشعر بإهانة من كلام شخص أو سلوكه، ابتكر عدّة طرق لفهم الحالة قبل الانفعال. حين نتوقّف عن تحليل تصرّفات الآخر بشكل شخصي، نتمكّن من فهم طريقة تعبيره بموضوعية. فتوسيع رؤيتنا للحالة يقلّل إمكانية الوقوع في سوء الفهم. ولتجنّب الوقوع في خطر الذاتية، يمكنك أن تحاول اعتبار نفسك مكان الشخص الآخر، ولو للحظة، فتتذكّر أنّ الناس يقومون بتصرّفات معيّنة لأسباب شخصية تخصّهم ولا تعنيك.
4. اختر معاركك
المنافع: توفّر على نفسك الوقت، والطاقة والحزن وتتجنّب المشاكل والتعقيدات غير الضرورية.
كيف: لا يحتاج كلّ الناس الذين يصعب التعامل معهم أن نشير بشكل مباشر إلى سوء تصرّفهم. في جميع الحالات، تملك القوّة لتقرّر إن كانت الحالة جدّية وتحتمل المواجهة أم لا. فكّر مرّتين وخض المعارك التي تستحقّ أن تخوضها.
5. فرّق الشخص عن المشكلة
المنافع: كن شخصًا يتحلّى بالقدرة على حلّ المشاكل وبمهارة في التعامل مع الناس. واكسب وفاقًا وتعاونًا واحترامًا أكثر.
كيف: في كلّ عمليّة تواصل عنصران اثنان: العلاقة التي تربطك بالشخص، والمسألة التي تناقشها معه. المحدّث البارع يعرف كيف يفرّق بين الشخص والمسألة. كن ليّنًا مع الشخص وصارمًا مع المشكلة. فحين نتصرّف بليونة مع الناس يظهرون انفتاحهم لما نريد قوله. وحين نتصرّف بصرامة تجاه المشكلة، نظهر براعتنا في حلّ المشاكل.
6. سلّط الضوء عليه
المنافع: تستبق الأمور، تعزّز قوّة التواصل وتمارس ضغطًا مناسبًا لتخفّف مقاومة الشخص الآخر.
كيف: يعرف الأشخاص العنيدون وبخاصةٍ العدائيين منهم بأنّهم يحبّون وضع التركيز عليك ليشعروك بعدم الارتياح والانزعاج. وإجمالًا، يسرعون في الإشارة إلى سيئاتك. فيركّزون على العلّة بدل كيفية حلّ المشكلة. هذا النوع من التواصل غالبًا ما يهدف إلى السيطرة بدلاً من الاهتمام بالمشكلة. وإن تصرّفت بطريقة عدائية تكون قد وقعت في الفخّ وأعطيت الشخص العدائي قوّة أكثر بينما ينتقدك بلا شفقة. أبسط وأقوى طريقة لتغيير هذا الأسلوب هي تسليط الضوء على الشخص العنيد من خلال طرح الأسئلة عليه. على سبيل المثال:
الشخص العدائي: "اقتراحك لا يتناسب البتّة مع ما أطلبه منك."
الإجابة: "هل فكّرت جيّدًا بنتائج ما تطلبه؟"
الشخص العدائي: "ما هذه الحماقة"
الإجابة: "إن قلّلت من احترامي لن أكلّمك مجددًا. أهذا ما تريده؟ أخبرني لأقرّر إن كنت سأتكلّم أم أذهب."
فلتكن إجاباتك بنّاءة، ومن خلال تسليط الضوء على خصمك تتمكّن من تخفيف تأثيره عليك.
7. استخدم الفكاهة بشكل مناسب
المنافع: تعطّل السلوك غير العقلاني والتعنّت. تبدي تحرّرك وتتجنّب ردّة الفعل وتزيل عبء المشاكل عنك.
كيف: الفكاهة طريقة تواصل قوية. وحين تستخدمها بطريقة مناسبة، يمكنها تسليط الضوء على الحقيقة، وتعطيل التعنّت، وإظهار قوّتك ورصانتك.
8. تحوّل من تابع إلى قائد
المنافع: ترفع من شأنك وتتواصل بشكل سلس.
كيف: إجمالًا، حين يجري حوار بين شخصين، أحدهما يتولّى دور القائد أكثر من الآخر الذي يكون التابع. في الحوار السليم، يتناوب الشخصان القيادة والتبعية، ولكنّ بعض المتعنّتين يحبّون الاستحواذ على دور القيادة، والتحدّث بنبرة سلبية والتشديد على المشاكل مرارًا وتكرارًا. يمكنك مقاطعة هذا التصرّف بتغيير الموضوع بكلّ بساطة. وكما ذكرنا سابقًا، استخدم الأسئلة لتغيّر مجرى الحديث، كما يمكنك الاستطراد فتتولّى عجلة القيادة وتعتمد نبرة بنّاءة.

9. واجه العنيفين (بحذر)
المنافع: تخفّف السلوك العدائي وتتخلّص منه. ترفع ثقتك بنفسك وسلامك الداخلي.
كيف: أهمّ أمر يجب أن تعرفه عن العنيفين هو أنّهم يواجهون من يعتبرونه أضعف منهم. وحين تبقى ساكنًا ومطيعًا تتحوّل إلى فريسة. معظم العنيفين يسكنهم خوف داخلي، لكن حين تظهر ضحيّتهم المواجهة والتصدّي، ينسحبون. فحين تواجه الشخص العنيف، تأكّد من اتّخاذ وضعيّة تتيح لك الدفاع عن نفسك، أكان الوقوف بمفردك، أو إحضار أشخاص لدعمك وليشهدوا على الأمر. وفي حال التعرّض للإساءة الجسدية أو اللفظية أو العاطفية، إلجأ إلى استشارة نفسية أو قانونية أو إدارية مختصّة بالمسألة. من المهمّ مواجهة الأشخاص العنيفين ولست مضطرًّا إلى القيام بذلك لوحدك.
10. حدّد النتائج
المنافع: إنها خطوة استباقية ولا علاقة لها بردّة الفعل. غيّر توازن القوى. سوف تكسب الاحترام والتأييد حين تقوم بذلك بطريقة مناسبة.
كيف: القدرة على تحديد النتائج وتأكيدها هي من أهمّ المهارات التي يمكننا استخدامها لمواجهة شخص صعب الطباع. النتائج توقف تحدّي الآخر إذا تمّ التعبير عنها بشكل فعّال، كما تجبره على تحويل عدائيته إلى تعاون.
في الختام، لتعرف كيف تتعامل مع شخص صعب وغير عقلاني يجب أن تبرع في فنّ التواصل. عندما تستخدم هذه المهارات، سوف تحزن أقلّ، وتثق بنفسك أكثر، وتصبح علاقاتك أفضل، وتكتسب جرأة أكبر على التواصل.

ماذا تعلّمت
- "حين لا يحبّ الناس أنفسهم كثيرًا، عليهم التعويض عن الأمر. فالشخص العنيف كان ضحية في السابق." توم هيدلستون
- "بعض الأشخاص يبنون أمجادهم على مصائب الآخرين" بارامانسا يوغاناندا
- "أدركت أنّ العنف لا يهدّدني، بل يهدّد الشخص الذي يمارسه عليّ". شاي ميتشال



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن