-السبايا الايزيديات- .. ضحايا الى الأبد

سامان نوح
samannoah@gmail.com

2015 / 1 / 7

القضية تزداد تعقيدا بمرور الوقت مع غياب الجدية في الحل
تتوالى التصريحات عن لجان حكومية تشكلت لمتابعة قضية المخطوفات الايزيديات وعن جهات حكومية تتبنى دعم عمليات تحريرهن، لكن الوقائع على الأرض تكشف ان الملف لم يتقدم خطوة حقيقية الى الأمام، ففي كل مرة يُسأل مسؤول رفيع عن المخطوفات في سنجار تتكرر الاجابة ذاتها ويتجدد الحديث عن لجان بدأت لتوها بالعمل وستتولى المهمة.
هكذا يمضي الوقت دون تحرك جدي من مؤسسات اقليم كردستان المعنية والتي لها القدرة (ماديا واداريا) على التحرك، حتى ان المتابعين لتلك "الكارثة" وبعد خمسة اشهر من وقوعها لا يجدون رقما دقيقا عن عدد المخطوفين والمخطوفات او رقما تقريبيا لعدد الضحايا (المفقودين والقتلى)، ولا يعرفون الى ما انتهت لجان الاحصاء والتوثيق والمتابعة.
المصيبة أن عمليات تحرير المخطوفات (بضع عشرات من أصل أكثر من 3500 مخطوف ومخطوفة، بحسب الارقام الأكثر تداولا) تمت وما تزال تتم بجهود شخصية، من عوائل الضحايا او من متطوعين كلفوا انفسهم مهمة متابعة الملف الذي يعد الأكثر تعقيدا من جملة الملفات الصادمة التي خلفها احتلال داعش السريع والدموي لاجزاء واسعة من كردستان في مطلع آب 2014.
ضحايا الى الأبد
كلما طال الوقت ازدادت صعوبة انقاذ الفتيات والنساء اللواتي يتهددهن القتل ويصيبهن اليأس ويندفعن الى الانتحار او الاستسلام لواقعهن الكارثي، بعد ان أصبحن عبيدا في مضايف واسواق دولة الخلافة وجرى بيع بعضهن لأكثر من مرة، وانتهين الى بيوت أمراء التنظيم في دير الزور والرقة السوريتين.
ذلك الواقع المأساوي يجعل عودة "السبايا" حتى بعد القضاء على التنظيم في العراق، أمرا غاية في الصعوبة ناهيك عن صعوبة تقبل المجتمع المحكوم بأعراف وقيم قاسية لهن ولامكانية اعادة اندماجهن في الحياة الطبيعية.
فيما يهدد خطر اكبر مصير الأطفال، المهددين بالبيع ليس في العراق وسوريا فقط بل في دول الجوار لأغراض شتى (التبني، الاستعباد، تجارة الأعضاء)، كما انهم مهددون ليصبحوا ابناء شرعيين للتنظيم وظيفتهم صنع مزيد من القتل.
مؤتمرات لعرض البطولات
يقول محمود ماردين، احد الذين ساهم في تحرير عدد من المخطوفات والمخطوفين بجهود ذاتية، منتقدا المؤتمرات والندوات التي عقدت حول الموضوع دون ان تثمر عن اي جهود جدية لتحرير المختطفات: "لقد تنافس فيها المسؤولون الفاشلون في عرض بطولاتهم الوهمية على الرأي العام وأطلقوا أمام الفضائيات دموع التماسيح".
واضاف في نداء استغاثة، حمل الكثير من الغضب والعتب على غياب الدعم: "اقول لجميع اولئك الرجال (المكلفين بمتابعة الملف) لو كنتم وضعتم ثمن ربطات العنق التي ترتدونها في مؤتمراتكم تلك، ولو ان النساء اللاتي حضرن تلك الندوات وضعن ثمن المكياج الذي زين به وجوههن الحالكة، ولو وضع منظموا تلك المؤتمرات أسعار بطاقات الدعوة التي طبعوها، ولو تبرعت الوفود المسافرة إلى خارج العراق لعرض قضية المخطوفين والمخطوفات على الجهات الدولية، بربع مبالغ الايفادات في صندوق تحت أشراف لجنة مالية نزيهة، لتم انقاذ الكثير الكثير من المخطوفين والمخطوفات، ولكن لا حياة لمن تنادي".



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن