واقع السلطة والجمهور بين الهدنة والمواجهة

بسام الرياحي
riahi_lbass003@hotmail.fr

2015 / 1 / 1

تنهال من جديد خطابات رنانة حول إدارة الدورة وتحدياتها ، هذه الإدارة تصطدم بالإستقطاب الذي تتيحه المنضدة السياسية . في دول "الربيع العربي" تتفاقم التحديات والتطفل الأجنبي لتثبيت "المصالح".منذ فترة سحيقة تحدث ليون تروتسكي منظر الثورة البلشفية عن الثورة الدائمة وإسقاط الدولة في يد السلطة القاعدية وهي الجماهير .حينها تعرضت هذه النظرية للنقد وأدت بتروتسكي إلى خيانة الحزب الشيوعي وإنتهى مقتولا في بلد العم سام قبل تسليم مذكراته للمطبعة الأمريكية التي يفضح فيها ستالين ...
نفهم من هذا السلطة هي مغناطيس جبار يتجمع فيه أصحاب المصالح تلقى بعدها بفتات للجماهير يسوق لها في خطاب إعلامي موالي وحارس للسلطة بنجاحات وإنجازات هي ذاتها الآلة الضربية ومردودها على دوائر الدولة .هكذا تم إدارة مقدرات الشعوب وطموحاتها في عديد الدول العربية التي عاشت سنوات عجاف تحت الإستبداد ولم تستوعب بعد واقع الدولة القهري .الدولة الأمة في أوروبا أنتجت بني تحتية مأسست واقع الشعوب الأوروبية في تثيليات تذوب فيها السلطة في إرادة الجمهور لا العكس ، في المقابل إحتكرت شخصية القائد في الشرق القرار السياسي ووضعت في خدمتها المؤسسات والأعوان وحتى بعض الأقلام المأجورة ، فصارت المعادلة تضخم من السلطة وتزيد من طغيانها وجبروتها . أيضا تجدد السلطة نفسها من خلال روابط الدم والقرابة دون تفعيل اللجان الشعبية والإستشارية ...
فكرة ليون تروتسكي فكرة ثورية ليست بجنونية ، أنما حاولت تكريم العنفوان الثوري الذي تبناه لينين ورفاقه وحماهم من آلة الثورة البيضاء وحصار الإمبرياليين . وبالعودة إلى واقعنا العربي لم ينجلي بعد مغناطيس الإستقطاب الحاد الذي تتبناه وجوه السياسة من خلال الخطاب الساحر مثل الحالة التونسية في شخص محمد الباجي قايد السبسي أو نفوذ داخل المؤسسات كالجيش والمخابرات في مصر التي تعطي رصيد مضاعف ومقدس سياسيا يحميه من الشارع والمعارضة كعبد الفتاح السيسي ، أو روابط الدم مثال اليمن التي عادت بعد إنتظام ثورتها للإحتكام لحرابة القبائل والطوائف في جذب للوراء...السلطة في واقعنا العربي لا تزال أشبه بعش الدابابير لكن تبقى غاية ميكيافلية بإمتياز لأصحاب المصالح سياسيين ورأسماليين سرعان ما يكونونا عند صعودهم خندقا ومتاريسا أما إستحقاقات الجمهور يقف فيه المأجورون من موالين ومثقفين يحروسون إستبدادهم ويغطون عن خلافاتهم الطاحنة ، ناصية السلطة تسلط على الشعب وتصادر تمثيلياتهم وهو جزء من وقود الحراك الثوري الذي لا يخمد حتى مع القمع ىوإنما يورث في مخيال الأجيال ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن