خمس لحظات مهمة في حياة مرضى السرطان

عدوية السوالمة
s.ad20@yahoo.com

2014 / 12 / 10

في السرطان هناك خمسة لحظات مهمة يواجهها المريض:
1-اعلان التشخيص .
2–فترة العلاج.
3–الوقت المنقضي بين دورتي علاج.
4–نهاية العلاج.
5-عودة المرض.
اولا -اعلان التشخيص :
يشكل اعلان التشخيص صدمة نفسية تتزاحم فيها العواطف في غالب الاوقات ,فالمرض لا يكون متوقعا .اعلانه يشكل لحظة مفصلية في حياة المريض يقسم تاريخ الحياة الشخصي إلى قبل وبعد في البداية تتزاحم الافكار والكلمات باستخدام تعابير مشوشة مثل غير ممكن , ليس أنا , ليس الآن , في هذه اللحظة السماء تسقط على رأسي ,هناك خلط في الملفات , لا أثق بالطبيب , سأستشير آخر . بعض الاشخاص بحاجة لوقت ليدركوا ما حدث .
ما يحدث هو سيطرة لمشاعر القلق والخوف على المريض بعد اعلان التشخيص . وأحيانا قد يشعر البعض بالغضب ورفض قبول التشخيص في حين أن البعض الآخر يفضل الانسحاب على نفسه وآخرون يشعرون بالذنب حول مرضهم وأنه عقاب لهم .
ثانيا -فترة دخول العلاج :
وهي اللحظة الثانية المؤثرة في حياة المريض . فترة الفحص قبل بدء العلاج تكون غالبا مخيفة لأنه يستغرق وقتا ومع ذلك فهو ضروري للتشخيص الدقيق واختيار العلاج الافضل .
يبدو المريض في هذه المرحلة متوترا لاعتقاده بأهمية كل لحظة ممكنة في الاسراع بتناول العلاج للسيطرة على المرض وكل تأخير يعني فقد فرصة شفاء . هذه الفحوصات عادة تكون مؤلمة وغير سارة ولابد من ايضاحات حول هذه الفحوص وأهدافها .
يجب أن لايتردد المريض في طرح أي سؤال عن العلاج وأهدافه وآثاره الجانبية ويجب الاجابة بوضوح ودقة قدر الامكان ويجوز للمريض زيارة القسم الذي سيعالج فيه والتعرف على فريق الرعاية .
ثالثا _الخوف من الآثار الجانبية :
يمكن أن يسبب العلاج آثار جانبية – تعب غثيان – فقدان الشعر – رد فعل جلدي – الخ ......
لقد تم تقدم كبير في السنوات الاخيرة لتحسين راحة الاشخاص المعالجين من السرطان . بعض المرضى يتصورون أن الآثار الجانبية يمكن أن تفاقم المرض .
رابعا - نهاية العلاج والعودة للمنزل :
يشعر المريض بأنه وحده وأنه مشوش . تختلط مشاعر الفرح بالحزن للعودة للمنزل وانهاء العلاقة مع الكادر الطبي المعالج اذ يرى في المستشفى مكان آمن .في المنزل يشعر بأنه لا أحد يهتم بحالته الصحية .
الالم الجسدي والمعاناة النفسية ,المرض والعلاج والآثار الجانبية قد تسبب ألما بدنيا كبيرا هذا الالم يمكنه أن يغزو العقل ويصيب صورة الذات . الشخص يفقد الامل والشعور بعدم القدرة على السيطرة على الاحداث .
الالم يمكن أن يؤثر على المستوى النفسي فيؤدي إلى الكرب , اليأس , اصابة صورة الجسد , اضطرابات النوم . و على المستوى الاجتماعي تتأثرالعلاقات مع الاخرين , وعلى المستوى الروحي يطرح تساؤلات عديدة حول معنى الحياة .
خامسا - معاودة المرض :
حدوث الانتكاسة هو خطوة صعبة للغاية في معايشتها وقبولها . اعلانه يعيد تأجيج الانفعالات التي تمت مواجهتها عند الاعلان عن المرض وأحيانا بشكل أكثر عنفا – أين أجد الشجاعة لمواجهة ذلك مرة أخرى . ظننت أني انتهيت وها أنا مرة أخرى . ويضعف الشخص من جديد .
المريض يشعر بالضعف والقلق .مسألة الموت تطفو من جديد على السطح . ينسى أن الشفاء ليس مسألة ارادة وانما فعالية العلاج .
مواجهة نهاية الحياة تطرح نفسها بقوة في كل مراحل المرض . وعند مواجهة هذا الاحتمال يفكر المريض في اعادة ترتيب أولويات الحياة و الاستفادة الكاملة من الوقت المتبقي .
كثيرا ما لوحظ الخوف والحزن خلال المرض . فالخوف يمكن أن يتحول إلى قلق وبالتالي تعطيل الحياة اليومية ويجعل بعض الاجراءات معقدة أو مستحيلة هنا تلعب المساندة النفسية دورها في تهدئة المريض .
ويعتبر الحزن هو التعبير الأكثر تواترا . انه ليس دائما مرادفا للاكتئاب والذي هو مجموعة أعراض يومية لعدة أسابيع – مزاج حزين –نقص طاقة – فقدان الاهتمام والسرور واضطرابات الاكل والنوم والافكار السوداوية ومشاعر الذنب والتفاهة . في كل مرحلة من مراحل المرض يمكن للعلاقة بين الشخص المريض وأقاربه أن تتعطل .فالاعلان عن المرض والسرطان وعلاجه يمكنه أن يؤثر في الحياة الزوجية بشدة والاسرة والحياة المهنية والعلاقات الاجتماعية .
هنا لابد من ايلاء عناية فائقة لقضية التواصل مع الطبيب والفريق العلاجي فهو ضروري لخلق مناخ من الثقة لتجاوز محنة المرض . المهم أن يجرؤ على الحديث عن مخاوفه ولايتردد في الحصول على أي معلومة تخص وضعه الصحي . فمعظم المشاكل الصحية يمكن أن تؤدي أحيانا إلى صعوبات أو اضطرابات نفسية يمكن أن تؤثر على حياة المريض أو المحيطين به .
ما يقرب من نصف المصابين بالسرطان لديهم قلق أو اكتئاب أو صعوبات تكيف مع حالتهم الصحية تختلف من شخص لآخر ويمكن حدوثها في أوقات مختلفة مع أعراض مختلفة بكثافة ومدة متغيرة . لذا فهم بحاجة إلى :
1- التحدث عن الذات والمرض لمختص في الاصغاء والتعبير عن مخاوفهم وقلقهم من السرطان .
2- تقييم مواردهم وقدرتهم في وجه المرض .
3- التعبير عن شعورهم بعدم الراحة والفزع أو الضيق النفسي .
4- مساعدتهم في تحسين حالتهم المزاجية والاكثر شيوعا الاكتئاب مع الرغبة في عدم القيام بأي شيء-الافكار السوداوية وأحيانا التهيج .
5- مساعدتهم لمواجهة اضطرابات النوم أوصعوباته مثل الاستيقاظ في وقت مبكر ورؤية الكوابيس .
6- طرق لمواجهة اضطرابات الاكل.
7- علاج انخفاض الرغبة الجنسية .
8- حلول لمواجهة صعوبات التواصل والرغبة بالقطع مع الآخرين .
9- مواجهة صعوبات الفهم .
10- المساعدة في مواجهة صعوبات التحدث عن المرض مع أقاربهم خاصة الاطفال .
11- المساعدة في مواجهة اضطرابات العلاقات الاسرية والاجتماعية – الخوف من رؤية الاخرين .
ترجم بتصرف عن:

www.e-cancer.fr/.9493-vivre-pendant-et-apres-un-



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن