دور الاعلام في تنفيذ السياسة الخارجية

وسام حسين علي العيثاوي
wesam_alethawi@ymail.com

2014 / 11 / 23

يعد الاعلام من الوسائل المهمة في تنفيذ السياسة الخارجية للوحدات السياسية الدولية في العصر الراهن، سواء من حيث كثافة الاستخدام او من حيث تنوع الاساليب أذ ان انتشار الاقمار الصناعية وصحون الستالايت والانترنيت سهل من استخدام هذه الوسائل ومنحها زخماً غير مسبوق وبوتائر متصاعدة . فلم يجد صناع القرار او صناع الرأي صعوبة في بث رسائلهم الدعائية في ارجاء القرية الكوكبية بيسر ودقائق معدودة وأضحت رسائلهم لا تدخل وحدات اتخاذ القرار فحسب بل تدخل كل بيت ايضاً لتستميل الرأي العام وبدون عناء.
واذا كانت الوحدة السياسية في سنوات خلت، تجتهد في ايصال قيمها ورؤاها لمواطني الدول الاخرى ، من خلال الاذعات الموجهة او المراكز الثقافية المنتشرة في البلدان الاخرى او المجلات والصحف , الاانها اليوم اضحت تخاطب جمهور وصناع القرار بشكل مباشر . والفرص متاحة امامها للفوز بأستجابتهم لدعم وتعزيز تطلعاتها واهداف سياستها الخارجية ودون قيود.
وازاء ذلك فأن عموم الوحدات السايسية الدولية، تستخدم وسائل الاعلام في التأثير بنسب متفاوتة ، تبعاً لقدراتها التقنية والعلمية ، وبما يتسق مع طموحاتها ونوعية الجمهور المستهدف. فقد اكدت العديد من الدراسات والبحوث ان تعرض الانسان لوسائل الاعلام يترك اثر واضحاً على سلوكه الفردي والاجتماعي.
فالوحدات السياسية الدولية وعبر وسائلها الاعلامية ، تعهد الى احداث تاثيرات في صناع القرار وصناع الرأي وجمهور الوحدات المستهدفة ، وبما يتوافق مع اهداف السياسة الخارجية للدولة المرسلة.
ان استخدامات وسائل الاعلام في تنفيذ السياسة الخارجية ، توسعت وازدادت اهميتها مع اطلالة الألفية الثالثة. ولا يرجع ذلك في اعتقدنا الى ثورتي الالتصال والمعلومات حسب، بل ايضاً بسبب أهميته الرأي العام في السياسية الخارجية للدول ، وتداخل امم وشعوب القرية الكوكبية. وبالتالي اتساع الشعوب في صنع وتنفيذ السياسة الخارجية. وكل ذلك جعل انظار صناع القرار في الدول المحتلفة تتجه صوب الافراد في الدول الاخرى للتأثير في قيمهم وارائهم واستمالتهم لدعم اهداف السياسة الخارجية والمساهمة في تنفيذها.
وفي هذا الصدد نرى أيضاً ان صناع القرار في الدول المستقبلة (المتلقية)، وممها كانت عالقتهم بشعوبهم يتاثرون وبنسب متباينة بالاعلام الاجنبي ايضاً كبقية مواطنيهم . وهذا ما يحملهم ايضاً على انتهاج سياسة خارجية تنسجم مع اهداف الدولة الموجهة.
ان كثافة ونوع استخدام وسائل الاعلام يتباين بين دول الشمال وعموم دول الجنوب . اذ تستخدم الدول العظمى والكبرى هذه الوسائل للتأثير في صناع القرار والرأي العام في بلدان عالم الجنوب ترويجاً لسياساتها ومخططاتها . وذلك من خلال مؤسسات راسخة أسست لأغراض اعلامية ودعائية، مستخدمة ضخامة التدفق الاعلامي المتجه من دول الشمال الى دول دول الجنوب الذي وصل في تسعينات القرن الماضي الى نسبة 90%.
ومثال ذلك الولايات المتحدة الامريكية بعد ان تسنمت الهرم السياسي الدولي بتفكك الاتحاد السوفيتي ، حولت من خلال وسائل الاعلام استمالة صناع القرار والرأي العام في بلدان عالم الجنوب ، وذلك من خلال استخدام وسائل معنوية جاذبة (القوة الناعمة)لتوظيف القيم وطريقة حياة واساليب التفكير الامريكي لتكسب غيرها وتؤثر فيهم . فهي تحاول التأثير بالأخرين لتجعلهم يتقبلون ما ترنو اليه. وكل ذلك تنفيذاً لأهداف سياساتها الخارجية الرامية الى نقل القيم الامريكية (امركة العالم). وبما يتلائم مع تنفيذ اهداف السياسة الخارجية الامريكية، وجندت لأجل ذلك كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وكذلك الانترنيت لأستمالة صناع القرار والجمهور في عالم الجنوب.
ومن خلال ما تقدم يمارس الاعلام دور مهم وفاعل في تنفيذ السياسة الخارجية وذلك من خلال تأثير وسائل الاعلام بمختلف وسائله في الرأي العام من خلال تحفيز الرأي العام بالمطالبة بمطامح ومطامع وكذلك دعوة الرأي العام في تقرير وتنفيذ البرنامج الحكومي اذا كان ايجابياً ونقد الرأي العام ودفع الجماهير لأعاقة تنفيذ البرنامج الحكومي. . وكذلك تأثير وسائل الاعلام في صناع القرار واستمالتهم لدعم اهداف السياسة الخارجية والمساهمة في تنفيذها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن