دور الالة في الانتاج الراسمالي

ادم عربي
zeyad111 @yahoo.com

2014 / 11 / 19

دور الالة في الانتاج الراسمالي
هذا الموضوع والذي يختلف فيه الماركسيون اختلافا جذريا ساطرقه مجددا لنقص المقالات في الموضوع وتلبية للصديق حميد خنجي والذي اكن له كل التقدير والاحترام ، ومعذرة من الدكتور الكحلاوي الذي نصحني بالكتابه في مجال الكيمياء ، وهو الموضوع الذي احمل فيه درجه اكاديميه ، لكن مع الاسف مشكلتنا ليست في الكيمياء والفيزياء ، مشكلتنا في عالم اليوم في معاناتنا اليوميه الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه ، والتي تطرحنا خارج الحياة الادميه ، فلا مجال لدينا لحياة طبيعية تفجر طاقات الانسان ، كل انسان ، الابداعيه والثقافيه والفكريه ، كان يفترض بالعلوم على اختلاف انواعها وخاصه العلمية منها ان تحقق لنا حياة كريمه وحياة سعيدة ما بعدت عن قبضة راس المال ، اما وهي كذلك فهي سوط على ظهورنا ما دامت تخدم راس المال الذي يتحكم بها وبنفعها طالما هو انتفع منها ، انا مثلا لا اعتقد ان العلم عاجز عن ايجاد دواء لمرض السرطان ، لكن كم من رؤوس الاموال والشركات والمستشفيات ستضرر تبعا لذلك ، ان العلم في خدمة طبقه لا غيرها .

عودة لموضوع دور الاله في الانتاج الراسمالي ، والتي تحدث عنها ماركس في كتاب راس المال ، انه بغية زيادة وقت العمل الفائض لا بد من زيادة وقت العمل الضروري ، وبالتالي يضطر الراسمالي الى تحسين وسائل انتاجه ويجد ضالته في الالة ، التي تقلل عدد العمال وبالتالي وقت العمل الضروري ، فهو يستحوث على وقت العمل الضروري للعمال عن طريق الالة التي تستحوذ على عمل مؤدى فيها سابقا ، وبالتالي ستكون المنتجات ارخص ومتوفرة اكثر ، ولكن النتيجة النهائيه سيتحول المال بيد فئة قليله جدا وهو انهيار وزعزعة اسس النظام الراسمالي ، وهي لذلك الالة قاتلة وتؤدي الى انهيار النظام الراسمالي وما هو موجود في عصرنا شاهد على ذلك ، فالضرائب الباهظه والبطالة المضطردة عاما بعد عام حاضرة امامنا ، ويقول ماركس ايضا ان زيادة الاتمته جراء التنافس يزيد من راس المال الثابت على حساب المتحرك ، ولذلك ينخفض الربح ، وفي مقام اخر يقول ماركس ان الاتمته هي خالقه للبطاله ومع زيادة الاتمته تزاد عدد البروليتاريا التي حطمت الالة وسائل عيشهم .

الالة سلعة يلجا لها الراسمالي عند اشتداد المنافسة من اجل خفض تكاليف الانتاج المتمثله باجور العمال من اجل الربح والبقاء في المنافسة ، فهذه السلعة لها من القدرة على العمل ولربما امهر من العامل ، ولها قدرة عمل تفوق عشرات العمال ، يقوم الراسمالي بشراءها مع تخفيف عدد العمال وطبعا من اجل الربح ، فليس الراسمالي الا باحثا عن الربح كيفما كان ، المهم تراكم راس ماله ، ولا يمكن النظر للراسمالي انه يخسر في عملية الاتمته ، فليس الراسمالي من الغباء بمكان ليخسر وهي الباحث عن تراكم راس ماله .

اول ما تعلمنا في راس المال ان العمل المجرد والحي هو خالق فائض القيمه ولا شيئ غيرة ، فالسلعه المنتجه تقاس قيمتها التبادليه بعدد الساعات المختزنه بداخلها من العمل الحي ، وفائض القيمة يحسب من مقدار العمل المجاني غير مدفوع الاجر فيها ، وهذا الفائض هو مصدر ثراء المجتمع ، فهذا الفائض تاخذ منه الدولة الضرائب لتجهيز البنية التحتيه والانفاق على التعليم والصحه والجيش والشرطه وغيرها ، وهذا الفائض قد يستعمله الراسمالي في نشاطات اخرى كتوسيع عمله او شراء اسهم مثلا فانعش بذلك الموسسات غير الانتاجيه ، وقد يقوم بوضعه في البنوك مقابل فائدة معينه ، فتكون جميع الانشطة تغرف من ذات فائض القيمة الذي هو عماد ثروة المجتمع ، قد يكون فردا منتجا بذاته ان وجد شيئا من الطبيعه يعمل عليه ليحوله لسلعة ذات قيمة استعمالية ، فقد يقوم باستعمال الصلصال ليحوله بعمله الى اواني طعام .

ان الالة وهي تستحوذ على عمل العمال تمكن الراسمالي على الاستحواذ على قيمة تكلفة العمال ، فالاله تنقل كل يوم جزء من قيمتها الى المنتوج الجديد حتى ينتهي عمرها ، وهي بذلك تضيف الى المنتوج جزء من قيمتها التبادليه ، فعلى فرض ان عمر الاله خمس سنوات وسعرها عشرة الاف دولار فهي تضيف كل يوم من قيمتها عشرة الاف مقسومه على خمس سنوات ضرب 365 في المقام ، هذا هو مقدار ما تضيفه من فائض القيمة وهو مقدار ضئيل جدا ، لكن الحال ليس كذلك مع الراسمالي فالراسمالي يربح ربحا فاحشا في البدايه الا ان يبدا منافسوة بتقليدة ، فمن اين اتى ربح الراسمالي والالة لا تضيف الا الشيئ اليسير من قيمتها التبادليه ، هو بلا شك اتى من استهواذه على عمل العمال المطرودين ، الراسمالي استعمل قيمة موجودة اصلا وحقق ربحا لكن لم يحقق فائض قيمه الا بمقدار ما تبقى لديه من عمال .

العمل وحدة خالق القيمة الزائدة والعمل الحي والمجرد ، فجموع عمال الدولة هم المنتجون بغض النظر عن قلة عددهم او كثرة عددهم وهم يحققون فائض القيمه وان نقص عدد العمال العاملين بالانتاج الصناعي والزراعي سيؤدي الى خفض فائض القيمه وخفض الثروة الوطنيه ، فعمال المصنع الذين قاموا بانتاج الالات ليستعملها المصنع ذو الاتمته حققوا فائض قيمة ، وكذلك العمال الزراعيين وعمال مختلف الانشطة الصناعيه ، اما صاحب المصنع ذو الاتمته فهو استعمل فائض القيمه المتوفر ولم يضف له الا بمقدار عدد عماله ، اما الته فهي لم تضف الى المنتج الجديد الا بمقدار تاكلها وهو مقدار قليل ، والربح الحاصل هو قيمة اجور العمال ، ليس كل ربح هو فائض قيمة ، ولكن كل فائض قيمة هو ربح .
بقي شئ اود اضافته وهو لو ان كل المصانع تاتمت ولم يبقى طبقه عامله ، فهل سيبقى غير الاندثار للمجتمع والدوله وللراسمالي !
ان الاتمته عامل هدم للنظام الراسمالي وهي اداة لتحقيق مجتمع شيوعي .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن