واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..

قاسم حسن محاجنة
kassem-enosh@hotmail.com

2014 / 11 / 6

واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..
بثت القناة الثانية التلفزيونية ، تقريرا عن مصالح وورشات صناعية وتجارية "نقية " من العرب . وقد برزت هذه الظاهرة على السطح إبان الحرب على غزة ، حيث قام مجموعات من اليمين الإسرائيلي بالمُناداة لمُقاطعة مصالح إقتصادية تُشّغل عربا . ولم يتخلف وزير الخارجية كثيرا وراء حملات مقاطعة العرب ،إذ دعا ومن خلال بوست على صفحته على الفيسبوك بمقاطعة المصالح التجارية في المدن العربية ، لأن العرب مواطني دولة إسرائيل قد خرجوا في مظاهرات مُنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة .
والتمييز في التشغيل ليس بجديد ، فقد كانت الدولة وعبر مؤسساتها هي المُبادرة لإقصاء العرب من مؤسساتها وما زالت هناك شركات ووزارات حكومية لا تبلغ نسبة موظفيها من العرب الصفر بالمائة . لكن المصالح الخاصة كانت أكثر تساهلا ، وخاصة فروع البناء وبعض الصناعات التي كانت أجورها متدنية ، فقد كانت القرى والمدن العربية مراكز لصناعة الألبسة والنسيج ، لوفرة القوة العاملة الرخيصة من النساء والفتيات (قبل أن ترحل صناعة النسيج الى دول اسيا والأردن ) .
لكن مُحاصرة القوة العاملة العربية تجاوزت في الأونة الأخيرة كل حدود .. فإبني الطالب الجامعي والنادل المهني والذي عمل كنادل في لوبي أحد الفنادق الشهيرة في تل – أبيب ، لم يستطع الحصول على "وظيفة " نادل في مقهى في المدينة التي يدرس فيها .. للمساهمة في تغطية جزء من تكاليف دراسته طبعا !! والسر المكشوف في هذه المدينة ، بأنهم لا يُشّغلون عربا ، والحجة الرائجة لديهم ، بأنهم يبحثون عمّن أنهوا الخدمة العسكرية في الجيش ، وهم اليهود طبعا ..
هذا على صعيد القطاع الخاص ، وتفشي العنصرية تجاه العرب ومهاجري العمل . أما على مستوى الحكومة ، فقد صرّح وزير الزراعة يائير شامير (إبن إسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيلي سابق ) وهو الوزير المسؤول عن الوسط البدوي في النقب ، وهي تسمية "مغسولة " ومعقمة للوزارة المسؤولة عن مصادرة الأراضي العربية البدوية في النقب ، صرح هذا الوزير ، بأن على الدولة إيجاد الوسائل للحد من التكاثر الطبيعي في أوساط البدو العرب في النقب .
وزير الإسكان ، أوري اريئيل ، من حزب البيت اليهودي ، حامل لواء الإستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية تحديدا ، ومن دعاة بناء الهيكل أو تقاسم المسجد الأقصى ، قال مُحذرا الحكومة الاردنية والتي اعترضت على تقسيم الاقصى ، قال للاردن : هل نسيتم حرب 1967 ؟؟ يعني ، خلال ساعات سنحتل عمان ..!!
نائبة الوزير ، تسيبي حوتوفيلي ، والتي وصفت نفسها بأنها حقوقية ومدافعة عن حقوق الإنسان ، أججت مشاعر العداء بين العرب واليهود حينما صعدت اليوم إلى المسجد الاقصى بمساندة قوى الشرطة ، وهي ضد دولتين لشعبين ( أين حقوق الإنسان ؟) ، الله أعلم !! ضد حل الدولتين وبدون حقوق مدنية للفلسطينيين، كيف يكون ذلك ؟؟!!
ولا نُغفل دور المُشرعين (البرلمانيين ) في شرعنة العنصرية من خلال محاولاتهم سن قوانين ، أقل ما يُقال فيها بأنها عنصرية بإمتياز . ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، قانون إعلان الولاء لدولة إسرائيل دولة يهودية ... أو دولة الشعب اليهودي !! فأين العرب ؟؟
العنصرية كالنار ،ستأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ...!! لذا على الجميع يهودا وعربا ، محاربة كل اشكال العنصرية لأنها لن تتوقف على تخوم قومية فقط ، يهودي – عربي ، بل ستنتقل إلى تخوم القومية الواحدة ، يهودي – يهودي ، أو تخوم الدين الواحد ، متدين – علماني ، ارثوذكسي – إصلاحي وما شابه .
"جرثومة " أو "فيروس " العنصرية لا يتوقف عن العمل ..!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن