الوجود الظاهر والموجود ظاهرة

عباس علي العلي
fail959@hotmail.com

2014 / 11 / 4

الوجود الظاهر والموجود ظاهرة

لكل وجود صورة ظاهرة تصل بكونه ظاهرة أي بكونه عرض أساسها الأسباب الكونية والكيفية والآنية, فالمطر كماء له صورة خاصة به تختلف عن صورة الثلج وتختلف الأخرى عن صوة البخار والكل ماء,فالماء كموجود له صورة ظاهرية,متصلة من جهة ومنفصلة من جهة أخرى فالماء كموجود له صور كيفية متصلة به كونه عرض,وله صور منفصله أخرى متأثرة بالسبب وقوانين السبببيه لكنها لا تخرجه عن الصورة الأصلية المتصلة بأبعاد السبب المؤثر فيكون موجودا واحدا لا متعدد,قد يظن متسائل بأننا نخلط بين المسميات وأن البخار غير المطر وغير الجليد وبالتالي لا يمكن عد هذه الموجودات صور لموجود واحد.
هنا القوانين السببيه هي المتحول والعرض واحد أصلا,فالحرارة كسبب فيزيائي يغير في حركة العرض ولا يغير في العرض أصلا,كما أن للمكان وللزمن قوانين تتصل بحركة العرض وتؤثر في الصورة المنفصلة ولكنها لا تؤثر في أصل الظاهرةفالأنسان كطفل هو ذات عرضه الوجودي كرجل فللطفل صورة منفصلة عن صورته كرجل ولكن في الحقيقة كونه إنسان هو عرض متصل,والإنسان على سطح القمر وزنه سدس وزنه على الأرض بعامل المكان وقوانينه المتصلة بالحركة العرضية ولكن هو كموجود وكعرض للموجود متصل كونه في الأرض أو في القمر,فالعرض واحد متصل.
الصورة المنفصلة بتأثير الفيماحولية المؤثرة على قواعد العرض هي المسئولة على بيان شاكلة الصورة ولا تؤثر في حقيقة العرض للموجود, بعبارة أخرى أن تغير الحركة العرضية تبعا لقوانين السبب مسئولة عن أنفصال الشاكلة ولا تؤثر على الشكل العرضي للموجود في الوجود,وبالتالي أي تغير يتصل فيها بحيث أن أي رفع للسبب وقانونه يعيد الموجود في الصورة لشاكلة العرض وهو حركة عرضية تؤثر فيه فقط ولا تمتد للجوهر,وكل تغير بسبب عامل السبب يؤثر في تغيير الموضوع(العرض)بحيث يمتنع معها الموجود من العودة إلى شاكلته الأصلية هو تغيير أبعد من تبديل الشاكلة ويمس الجوهر فهو يؤثر على الحركة الجوهرية هو تغيير موضوعي يقلب الشاكلة ويخرجها من الظاهرة إلى حالة نهائية جديدة تغير من وصف الموجود وصورته.
التحليل الكميائي وبفعل عامل فيزيائي مثلا يحول الماء كما هو مطر أو بخار أو ثلج تحت عوامل ذات سببيه إلى موجود ثاني وحالة نهائية أخرى تتمثل في تغيير الشكالة العرضية للماء إلى أوكسجين وهيدروجين كل منهما له صورة تختلف عن صورة الموجود الأول الماء في الوجود,فالإنسان ككائن حي هو في صورة شاكلة واحدة متصلة ومنفصلة مادامت فيه الحياة ولكن لو سلبت منه الروح بسبب ما يتحول من صورة موجود حي في الوجود إلى صورة مغايرة تماما تختلف بعرضها وحالتها النهائية أي بجوهرها وعرضها عما كان عليه قبل لحظة من موته,بالرغم من كون المادة هي ذاتها ولكن تغير الجوهر بالقانون المرافق للشروط الأولية بدل من الصورة وتغير بذلك وجود الموجود في الوجود.
هناك وشائج تربط بين العرض والجوهر فليس كل منهما منفصل تماما عن الأخر ولو كان كذلك لما تغير العرض بتغير الجوهر ولا تغير الجوهر بتغير العرض فالعلاقة بينهما ممتدة بوشائج رابطة ومتبادلة الأتجاه من وإلى بحيث تجعل من الوجود للموجود صورة حقيقية,فالأنسان كموجود له جوهر بشروطه الأولية المادة والزمان والمكان مترافقة مع قوانين العلية مما يشكل له حركة جوهرية خاصة تتحكم بشاكلة الوجود ومتصلة به.
كما أنه كعرض متأثر بالقوانين السببية التي منها أيضا الزمان والمكان والحال المادي الذي تجري فيه الحركة العرضية وتظهر صورته في الوجود وكلاهما لازم للأخر ولا ينفك عنه,فلو أخذنا العامل المشترك والرابط بينهما وهو الحال المادي والزمان والمكان تظهر لنا معادلة جديدة لصورة الموجود وكما يلي:_قوانين الأيجاد(العلية والكينونية)+الشروط الأولية(مادة وزمن ومكان) +قوانين السبببيه=الحالة النهائية + الظاهرة = الجوهر+العرض=وجود الموجود في الوجود=الصورة والأصل.
لابد من كون الوجود موجود في الوجود من أن يكون لجوهره أرتباط تبادلي في التأثير والتفاعل مع العرض والعكس صحيح ,فلا وجود لعرض بدون جوهر للموجود ولا يمكن حتى تصور وقبول أن للمجود جوهر دون عرض,وهذا يعني أن الشروط الأولية للوجود لا يمكنها أنشاء وجود بدون علية,ولا للعلية دور في تكوين الوجود بلا شروط أولية,ولو توافر الركنين فلابد من أن تعمل الأسباب في الحركة العرضية للوجود لكي تكتمل الحركة الجوهرية وتتكامل حركة الموجود في الوجود ويمكن عده موجودا بالحقيقة,لأن الأسباب كامنة في الحركة الجوهرية وعناصرها ولكنها فاعلة وبقوة في الحركة العرضية وتظهر أثرها, فالوشائج الرابطة تبقى هي سر كينونة الموجود موجدا في الوجود.
ننتقل إلى صورة الموجود الكل وهو الوجود الذي يلامس في صورته أدراكنا ولنقل الوجود المحسوس فهو منطبق تماما مع المعادلة ومنضبط بها وله صورة وجودية تفترق عن غيره ولا تتصل معه لا بالتناقض كما بينا في المبحث السابق ولكن بالتوازي,والتوازي أما أن يكون مستقيما كالخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان إلا خارج الزمن ويعني خارج حركة الأحساس بها وهو ما يسمى اللا نهاية وهذا عبث محض فلكون الموجود مخلوق بشروط أولية للشارط فأن له بداية فلا يمكن لكل بداية أن تسير عبثا إلى اللانهاية,فلا بد من نهاية محكومة بنفس الشروط (الزمن والمكان والحال) ,فتبث النهاية بثبوت البداية.
أو يكون التوازي بالحركة نحو المركز فهي حركة متوازية مع حركة الموجود,فيكون الوجود الأول الباعث والمغاير موازيا للوجود الموجود الممكن بالقوة كونه المركز والثاني المدار,وهنا نكون أمام أحتمالين أما أن تكون الحركة موافقة أي أن حركة المدار موازيه بالأتجاه وتتبع حركة المركز وتستند إليها وإلى طبيعتها,فأي تغير في الحركة المركزية بالتسارع أو التباطوء تؤثر سلبا وإيجابا على حركة المدار وتنفعل الثانية بالأولى وفقا لقوانين التوازي والإتباع وهو قانون فيزيائي سببي,أو أن تكون الحركة غير موازية بالفعل نفسه فتتجه للأتجاه الأخر فنصبح أمام قوة طرد لا مركزية تتيح للموجود في الوجود الممكن بالقوة أن ينفلت من مداره ويخرج من قانون المركز ويشكل بذلك أنفصالا نهائيا عنه ليتجه نحو اللا نهاية.
النتيجة الأولى هي قادرة على تفسير أرتباط الوجودين وتبرر هذه الأستمرار وتفهم العلاقة بينهما لتتشكل الصورة الحقيقية للوجودين, فهما مختلفين ومتوازيين بالصورة التي تجعل من الأول مركز لحركة الثاني والثاني مدار لمركزية الوجود الأول وينفعل بقوانينها,فالثاني متعلق بالأسباب كونه جسم مأسور بالزمن والمكان والأول متحكم بالأسباب ولا يكون مستحكما بها فهو خارج الزمن وخارج المكان وخارج المادة لأنها من خلقه والخالق غير محكوم بما خلق لأنه سابق وجودا للمخلوق فلا يتعلق وجوده بهما.
لأن القول بخلاف ذلك نرجع إلى مقولة أن للخالق الأول علة سابقة وبذلك نصل إلى أفتراض توالي العلل وهذا محال,فيكون المركز وهو الموجود الأول الباعث موجود بالواجب وليس بالقوة الممكنة له,فالصورة تنكشف هنا للموجود الأول كونه واجب الوجود على غير صورة الوجود الموجود الممكن والثاني مواز لحركة الأول ومنفعل بحركة قوانينه وتابع له يسير نحو أرادة المركز ولا ينفلت منها.
بل الأول قادر على سحب الثاني إلى المركز أو أبعادة بقوة حركته الذاتية لا بقوة حركة الفيزياء وهي حركة بقانون الموجود الواجب الوجود الخارجة عن الزمان والمكان والحال المادي وتستند على الأشاءة الكيفية والأرادة التكوينية {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة 117,{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}آل عمران47,{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40,{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}يس82,{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}غافر68.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن