ماركسية الفول والشعير كعقيدة دينية

يعقوب ابراهامي

2014 / 11 / 4

انهى حسقيل قوجمان احدى مقالاته رداً على الزميل جاسم الزيرجاوي ("الزيرجاوي ووقت العمل الضروري" – "الحوار المتمدن" - 2014 / 10 / 5) بالملاحظة التالية:
"جرت هذه الابادة الجماعية لملايين النساجين الهنود بموجب احد القوانين الطبيعية للانتاج الراسمالي، قانون القيمة، الذي جرى بالاستقلال عن دماغ وفكر وارادة وفهم ومعرفة النساجين البريطانيين والنساجين الهنود والبشرية كلها فلم يعرفوها. ولكن كارل ماركس عرفها لانه اكتشف القانون الطبيعي، قانون القيمة، وتعلمه فاصبح علما واصبح كارل ماركس عالم قانون القيمة وعلّم البشرية به."
نقلتُ الفقرة كاملة لأنها تحمل في طياتها كل معالم "ماركسية الفول والشعير" التي حولت الأفكار الماركسية من أداةٍ ثورية لنقد المجتمع وتغييره إلى مجموعةٍ من "القوانين" الكونية الحتمية المسيطرة على الإنسان، واختزلتها إلى تعاليم عقائدية تكاد لا تختلف في شيءٍ عن أية عقيدةٍ دينية أخرى. سأحاول أن أشرح ذلك.

نبدأ بالجملة الأخيرة: كارل ماركس علّم البشرية قانون القيمة.
سنعود فيما بعد إلى الحديث بالتفصيل عن "قانون القيمة" المخيف الذي تحول على أيدي ماركسيي الفول والشعير إلى إيبولا تهدد البشرية بالإنقراض (لم يحدد حسقيل قوجمان موعداً لذلك بل اكتفى بإنذارنا فقط). تخيلوا ما يلي: ملايين النساجين الهنود يتساقطون موتى (إبادة جماعية) والعالم يقف مذهولاً لا يعرف ما السبب وكيف حلّت بالهند هذه الكارثة، إلى أن جاء كارل ماركس وأعلن: أنه "قانون القيمة" أيها الحمقى! هذه كارثة "طبيعية" (!!) لا سيطرة لكم عليها! "قانون القيمة" هو قانون طبيعي (!!) يسري بالإستقلال عن دماغكم ("إشطفوا أدمغتكم!" - نصح حسقيل قوجمان قراءه مرةً) وبالإستقلال عن فكركم وفهمكم وهو يصول ويجول ("القانون") رغم إرادتكم! هكذا يتحول الإنسان، في ماركسية الفول والشعير وأفراخ الدجاج، إلى ضحية قوة كونية جبارة غاشمة لا حول له عليها ولا قوة. هل هذه هي الماركسية؟ سنعود إلى ذلك.
الآن نحاول الإجابة على السؤال التالي: ماذا يختفي وراء استخدام حسقيل قوجمان للتعبير: "علّم كارل ماركس البشرية قانون القيمة "؟ ما هي الذهنية التي تكشف عنها هذه الجملة؟ لماذا لا يقول حسقيل قوجمان ببساطة إن كارل ماركس وضع قانون القيمة (حسقيل قوجمان لا يعترف بريكاردو) و"أثبت" للعالم صحته؟ أو ما هو أحسن: أقنع العالم بصحته؟ .
هل تتوقعون من محاضرٍ في نظرية النسبية الخاصة مثلاً أن يقول لتلاميذه: لقد "علّم" آينشتاين البشرية إن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء؟ أم تتوقعون منه أن يقول: لقد "أثبتَ" آينشتاين إن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء؟
أو نضع السؤال بشكلٍ آخر: هل كان حسقيل قوجمان نفسه يقول: "آينشتاين علّمنا" أم كان يقول: "آينشتاين أثبت" لنا؟ لماذا إذن يجيز لنفسه أن يقول بسهولة: إن كارل ماركس "علّمنا"؟ ما الفرق من هذه الناحية، ومن هذه الناحية فقط، بين كارل ماركس وألبيرت آينشتاين؟
طالبٌ أنهى السنة الجامعية الأولى في موضوع فيزياء الميكانيك لا يقول عادة: إن نيوتن "علّم" البشرية قوانين الحركة الثلاثة. بل يقول: أن نيوتن اكتشف و"أثبت" قوانين الحركة (ثم يضيف: ومن أجل أن "يُثبت" ذلك أسس فرعاً جديداً في الرياضيات وتورط في خصامٍ مع لايبنيتز). لا "علّمنا" بل "اثبت" لنا قوانين الحركة بمعادلاتٍ رياضية.
لماذا إذن كارل ماركس (في نظر ماركسيي الفول والشعير) لا "يُثبت" ولا "يُقنع" بل "يعلّم" فقط؟ (وكارل ماركس ليس وحيداً: "من أنجلز تعلمتُ قانون فناء الضدين" - يتواضع مكتشف، أو ربما مخترع، "قانون فناء الضدين". غنيٌ عن البيان طبعاً إن أنجلز لم يعلِّم أحدا "قانون فناء الضدين" لأنه هو نفسه لم يكن يعلم بوجود هذا "القانون").
في ماركسية الفول والشعير كارل ماركس لا "يُثبت" ولا يُقنع بل "يعلّم". لماذا؟ لسببين: السبب الأول هو أن كارل ماركس حقاً لم "يُثبت"، ولم يكن يستطيع أن "يُثبت"، صحة "قانون القيمة" (أو أي "قانونٍ" آخر من "قوانين" الماركسية). "قانون القيمة" (أو أي "قانونٍ" آخر من "قوانين" الماركسية) لا يمكن إثباته. ليست هناك طريقة ل"البرهنة" على صحة هذا القانون. يمكن فقط "إقناع" الآخرين بصحته النسبية في شروطٍ اجتماعية واقتصادية محددة، ويمكن "الإقتناع" بفائدته في تفسير ظواهر اقتصادية في مرحلةٍ معينة من مراحل تطور قوى الإنتاج. يمكننا مثلاً أن نبرهن في المختبر إن لون الجسم يحدده طول وتردد موجة الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث عنه. أما قيمة السلعة فلم يُخترع بعد الجهاز الذي يمكننا بواسطته أن "نبرهن" إن ما يحددها هو مقدار العمل الإنساني المخزون فيها (إن كان هذا هو المقصود ب"قانون القيمة"). طول وتردد موجة الإشعاع الكهرومغناطيسي هو حقيقة علمية يمكن إثباتها أو دحضها في التجربة وهي تُعتبر حقيقة مطلقة ما لم يتم دحضها في التجربة. أما "قانون القيمة" فهو مجرد أفكار ووجهات نظر ومجردات (abstraction) ذهنية لا يمكن "البرهنة" على صحتها في المختبر (بالمعنى الواسع والمجازي لكلمة المختبر).
كل هذا "التفلسف" البوبري لا يقلق بال حسقيل قوجمان طبعاً لذلك يجب أن نفتش عن السبب في مكانٍ آخر.
السبب الآخر هو أن حسقيل قوجمان (كمفكر ماركسي من مدرسة الفول والشعير) "يؤمن" بالماركسية (كما يؤمن رجل الدين بكتابه المقدس) لا مقتنعٌ بصحتها (كما يقتنع رجل العلم بصحة النظرية العلمية)، وهو لذلك بحاجة إلى "معلّم" يلقنه "الإيمان" ب"قانون القيمة" (وب"القوانين" الماركسية الأخرى) لا إلى مفكر يقنعه بصحة "قانون القيمة".
(حسقيل قوجمان بالمناسبة لم يسمع بعد إن عصر "معلمي الطبقة العاملة" أو "معلمي البروليتاريا" أو "المعلمين الكبار" قد فات زمانه وولّى إلى غير رجعة. قبل بضع سنوات اقترح قوجمان عقد مؤتمرٍ عالمي للبت في القضية المصيرية التالية: ما هو عدد "المعلمين": اربعة (ماركس، أنجلز، لينين وستالين) أم خمسة (بإضافة ماو تسي تونغ)؟
في البداية ظننتُ أنه يمزح. ولكن عندما اتضح لي أنه جادٌ في اقتراحه حمدتُ الله (الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه) على أنه لم يضف إلى القائمة سلالة ايل سونغ من كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية).

على ضوء هذا يمكننا أن نفهم الجملة الغريبة التالية: "علينا . . . ان نعود الى علم الاقتصاد الحقيقي الوحيد الذي علمنا اياه ماركس قبل قرنين". (الحوار المتمدن- 2014 / 10 / 24)
انتبهوا إلى: "الحقيقي" و"الوحيد" و"علّمنا" و"قبل قرنين" - كل الجمود العقائدي والإيمان الأشبه بالإيمان الديني في جملةٍ واحدة.
في عهد الكومبيوتر والروبوت والمحطات الفضائية، في وقتٍ يغوص فيه الإنسان إلى أعماق الذرة و يتأهب فيه للإنتقال إلى كواكب أخرى (سؤال إلى فؤاد النمري: هل في الكواكب الأخرى تفعل قوانين الديالكتيك كما تفعل على سطح الكرة الأرضية أم إن هناك ديالكتيك من نوعٍ آخر؟) وفي عصرٍ نُفاجأ فيه كل يوم بثورة تقنية جديدة و"السمارت فون" الذي في حوزتنا يتحول إلى جهازٍ عتيق قبل أن نستعمله - ينصحنا حسقيل قوجمان أن نرجع قرنين إلى الوراء و"نعود الى علم الاقتصاد الحقيقي الوحيد الذي علمنا اياه ماركس".

(لا) يغضب حسقيل قوجمان عندما أقول أنه يتكلم لغة لا يفهمها سواه. أنا أطلقتُ عليها اسم "اللغة القوجمانية".
(لسوء الحظ يبدو أنني، عندما أعربتُ عن هذه الفكرة للمرة الأولى، أسأتُ التعبير وحسقيل قوجمان فهم أنني أقول أنه يتكلم بلغةٍ هي غير لغة البشر. غني عن البيان طبعاً أن شيئاً من هذا القبيل لم يخطرعلى بالي قط. وهاأنذا أوضح ذلك بصورةٍ لا تقبل الشك وأعتذر من الصديق (من جانبٍ واحد) حسقيل قوجمان إذا كان هو (أو أحد القراء) قد فهم مني ذلك على هذا النحو).

دعونا نفحص نظرية "اللغة القوجمانية".
في الفقرة المقتبسة التي بدأنا بها هذا المقال يصف حسقيل قوجمان "قانون القيمة" بأنه قانون طبيعي.
لا أعرف بالضبط ماذا يقصد حسقيل قوجمان ب"قانون القيمة". أغلب الظن أنه يقصد النظرية الإقتصادية القائلة إن قيمة السلعة تقررها ساعات العمل الإنساني المخزون فيها. (أغلب مؤرخي الفكر الإقتصادي يعزون هذه النظرية إلى ريكاردو لا إلى كارل ماركس لكنني لستُ ضليعاً في هذا الموضوع). في كل الأدبيات التي قرأتها حتى يومنا هذا لم أجد إن "قانون القيمة" يسمى "قانوناً طبيعياً". هذا "قانون" اقتصادي يحاول أن يفسر ظاهرةً اقتصادية. أين هي الطبيعة هنا؟ أو ربما مفردة "الطبيعة" أيضاً لها معنى خاص في معجم "اللغة القوجمانية"؟
إسألوا كل ناطقٍ باللغة العربية (أو باللغة الإنكليزية إذا كان الحديث هو عن Natural Law) ماذا يفهم من كلمة "قانون طبيعي" - وسيقول لكم على الفور (إذا كان قد أنهى على الأقل الدراسة الإبتدائية) إن "القانون الطبيعي" يصف (ويحاول أن يفسر) ظاهرةً من ظواهر الطبيعة التي تحيط بنا كقانون الجاذبية مثلاً (وإذا كان يريد أن يتباهى بثقافته فسيضرب لكم مثلاً آخر أكثر شيوعةً: E=MC2).
هل هناك ناطقٌ باللغة العربية يسمي "قانون العرض والطلب" مثلاً (وهو قانونٌ اقتصادي حسب كل المعايير) قانوناً طبيعياً؟
لماذا (لا) يغضب حسقيل قوجمان إذن عندما أقول له أنه يتكلم "لغةً قوجمانية" لا يفهمها غيره؟

خذوا مثلاً آخر. كتب حسقيل قوجمان مرةً (وهو لم يتراجع عن ذلك حتى هذا اليوم): إن علم الماركسية لا يقل دقةً عن علم الفيزياء.
لا أريد أن أدخل هنا في نقاش حول "علم الماركسية". رأيي معروفً وهو إن الماركسية لا تتمتع بمناعة وحصانة العلوم الطبيعية (Natural Science).ليست هذه هي النقطة التي أريد أن أبحثها هنا.
أنا أسأل: بعد كل الإنجازات الهائلة التي حققتها الفيزياء النظرية، وبعد كل الإخفاقات التي لحقت بالماركسية، في العقود الأخيرة الماضية، هل هناك إنسانٌ عاقل على وجه البسيطة يعتقد إن الماركسية (حتى إذا كانت علماً) لا تقل دقةً عن علم الفيزياء؟
حسقيل قوجمان هو إنسان عاقل دون أدنى شك. لماذا يقول ذلك إذن؟
هناك احتمالان. الإحتمال الأول هو أنه لم يفتح كتاب فيزياء واحد في حياته.
هذا احتمالٌ بعيدٌ جداً طبعاً لكنه ليس خالياً من كل أساس كما قد يبدو للوهلة الأولى. في مقاله الأخير يتساءل حسقيل قوجمان: "لماذا تكون الفيزياء على راس العلوم الاخرى؟ فبماذا تمتاز الفيزياء على علم الطب او الكيمياء العضوية او حتى علم الفلك والجيؤولوجيا؟".
الإحتمال الثاني (والأرجح) هو أن مفردة "دقة" في "اللغة القوجمانية" لها معنى هو غير المعنى الذي لها في اللغة العربية الدارجة.

حاجز اللغة (إضافة إلى عوامل أخرى) هو الذي يقف وراء اعتقاد حسقيل قوجمان أنني أحاول تفنيد قانون الجاذبية. قد يبدو هذا غريباً ولكن حسقيل قوجمان يعتقد حقاً أنني حاولتُ أن أفند قانون الجاذبية (وفشلتُ في ذلك طبعاً والحمد لله). هل حسقيل قوجمان يعتقد أنني قد فقدتُ صوابي تماماً؟ ربما.
وهكذا أخبر قراءه:
" ترحم يعقوب في تعليق له على الحلقة الثانية من هذا المقال على بوبرلانه مات قبل ان يرى حسقيل قوجمان. وليعقوب تاريخ مع بوبر حين اراد ان يثبت ان قانون الجاذبية هو قانون حقيقي وليس قانونا وهميا. فحاول ان يفند قانون الجاذبية بناء على تعريف بوبر للقانون الحقيقي فانزل غصنا من شجرة التفاح مع تفاحة الى الارض ولم تسقط التفاحة وبذلك نجح في تفنيد القانون ونسي انه لو زلت قدمه عند هبوطه من الشجرة لسقط هو والغصن والتفاحة معا بفعل قانون الجاذبية. لا تعليق)".
ماذا أقول وماذا أعلق؟ هل هذا هو ما فهمه حسقيل قوجمان من محاولتي شرح نظرية كارل بوبر في التمييز بين "العلم" (Science ) و"العلم الموهوم" (Pseudo Science)؟ هل ذهبت سدىً وراحت هباءً كل جهودي لشرح الفرق بين "قابل للتفنيد أو الدحض" (Refutable) وبين "مُفَنَّد او مدحوض" (Refuted)؟ هل أنا وحسقيل قوجمان نتكلم نفس اللغة عندما يقول أنني حاولتُ تفنيد قانون الجاذبية وأنا كل ما حاولتُ أن أفعله هو أن أشرح أن هناك طريقة لتفنيد قانون الجاذبية (طريقة للتفنيد لا تفنيد) ولذلك فإن قانون الجاذبية هو في نظر بوبر قانوناً علمياً؟. قانونٌ ليست هناك طريقة لتفنيده (Unrefutable) هو في نظر بوبر ليس علماً بل علماً موهوماً.
ورغم أن دهشة حسقيل قوجمان من حماقتي كانت من الشدة بحيث أنهى ملاحظته ب-"بلا تعليق" أرسلتُ التعليق التالي:
" سأقوم بمحاولةٍ يائسةٍ أخرى لكي أشرح لحسقيل قوجمان نظرية بوبر في التمييز بين نظرية علمية ونظرية من طراز ما يدعوه بوبر بالعلم الموهوم (Pseudo science).
سأشرح ذلك بضرب مثلٍ لا يصعب حتى على ماركسيي الفول والشعير فهمه.
في العلم : التفاحة (الإسطورية) الأولى التي لا تسقط على سطح الآرض بعد أن تنقطع عن الشجرة التي تحملها تفند بصورة نهائية قانون الجاذبية لنيوتن وتحوله إلى قانون علمي خاطئ يجب تعديله أو استبداله بقانونٍ آخر.
في العلم الموهوم : عشرات الأنظمة الإشتراكية المنهارة وعشرات الدول الصناعية المتقدمة في الغرب التي لا تنتقل إلى الإشتراكية رغم أن كل الشروط اللازمة لذلك، وفقاً للنظرية الماركسية، متوفرة، لا تفند أجزاءً من النظرية الماركسية بل على العكس من ذلك تؤكد على صحتها".

في نهاية مقاله الأخير يتساءل حسقيل قوجمان: كيف يستطيع يعقوب ان يفهم ما اقول وهو بهذه الدرجة من الجهل لحركات الطبيعة وقوانينها ولحركات جزء الطبيعة البشري وقوانينها ولمعنى الحركة المادية الديالكتيكية وعلميتها؟
عزيزي حسقيل قوجمان: مستوايَ الثقافي (وأنا أقول هذا من باب التواضع المصطنع فقط) هو على الأقل من الدرجة المتوسطة (أين أنتِ زينة محمد؟). استطيع طبعاً عند الطلب أن أقدم وثائق تشهد على ذلك.
فإذا كنتُ أنا لا أفهم ما تقول لأنني "بهذه الدرجة من الجهل لحركات الطبيعة وقوانينها ولحركات جزء الطبيعة البشري وقوانينها ولمعنى الحركة المادية الديالكتيكية وعلميتها" – لِمن تكتب إذن ومَن يفهم ما تقول؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن