عدالة الغوغاء في نيجيريا

عبيد ولد إميجن سالم
oubeid3000@yahoo.fr

2014 / 11 / 1

إرتبطت لحظات وصـول الوفـود والمشاركين الكبار في المنتدى الإقتصادي العالمي بإفريقيا إلى مطار نامدي أزيكيوي الدولي وإنتهاء بمواقـع الإقامة المبثوثة حول صخرة "آسـو" بوسـط العاصمة الفيدرالية أبوجا بهواجس مخيفة، فبينما كان الدكتور وادراوغو يجلس بجوار سائق التاكسي محاولا طرد ذات الهواجس بأحاديث عابرة محاولا مـن خلالها إستجلاء صـورة عما يجري في نيجيريا، طـرح أسئلته الملحـة والمغلفة حـول طبيـعة التواجد الأمني المكثف على جنبات الطريق العام،.. ومتندرا أحيانا، أمام محدثـه الجامد الملامح حول فشـل الحشود العسكرية المدججة بالسلاح في الحؤول دون اختطاف جماعة "بوكو حرام" لأكثر من 200 طالبة نيجيرية قبل عرضهـن للبيع!،.. ومؤكـدا فـي نفس الوقت على أنه بإمكان "دافوس الإفريقي" مقايضة العدالة الاجتماعية الغائبة عن مناطق الشمال بالاستثمارات الاقتصادية الوافــدة، ... وراح السائق يثبته بعبارات التطمين دون أن يعبأ كثيـرا بهواجـس زائر يقدم للتو من الكوت ديفوار، ليفتح آفاق السلام أمام البسطاء في نيجيريا.

عدالة الغوغاء
وكما ألقـى التوجس والحذر بظلاله على كبار ضيوف جوناثان غودلاك بقدر ما أظهـر السكان المحليين تحسرهم على إنفاق الحكومة النيجيرية للأموال الطائلـة من أجل تنظيـم "منتـدى دافوس الإفريقي" في حيـن تزحف التهديدات الأمنية والإضطرابات العرقية والدينية من الناحية الشماليـة.
يعـم الفقـر المـدقع، تلك المناطق ذات الخصائص النادرة من حيث توافـر الموارد الطبيعية وخصوبة التربـة والمأهولة بأوسـاط إجتماعيـة تزداد تأثرا بالتفاوت في الثروة والدخل والتنمية المحلية، بالمقارنة مع ولايات يصفها الشماليون بـ"المحظوظة" والغنية بعدما أصبحت تستأثر بنسبة الـ65% من مداخيل البترول،.. ولعل تشخيصا استمـده الخبير الإقتصادي النيجيري "سام ألوكو" من هـذا الوضـع يكون أبلغ تعبير عما يجيش في نفوس النيجيريين ويعتري قراءات الواقع النيجيري : "إن الفقراء لا يستطيعون النوم لأنهم يشعرون بالجوع، ولا يستطيع الأثرياء النمو لأن الفقراء مستيقظون وجائعون".. والواقـع أن النظــام السياسي في نيجيريا يواجه فشــلا ذريعا على صعيد توزيع حصص التنمية بشكل متناسب داخل أفرع وجهات البلاد..، كما كشـف المشهـد، بالنسبة للكثير من المتابعيـن عن حصول إنقسام مجتمعي واسع، يتبعه تأزم سياسـي غيـر مسبـوق إلى جانب ضعف الحكامة المحلية والتلاعب بالأمن والإستقرار، إن الأطراف بمختلف وجهاتها إنما تحمل الحكومة الفيدرالية لمسؤوليات المترتبة على هذا الوضع، شأنها في ذلك شأن (هيومن رايتس ووتش) التي سبق لها وأن طالبت أبوجا بمعالجة الفساد والتوقف عـن هـدر المال العام.

غير أن بعض الأطراف، فيما يبدو قـد فضل مواجهة هذا الحال بالانخراط تارة في أعمال الشغب التي اندلعت بعد إعلان فوز الرئيس الحالي، جوناثان غودلاك، بالانتخابات الرئاسية؛ كما بادر البعض الآخـر إلى الإنخراط في الحركات الأصولية الكارهة للممل الأخـرى شأن حركة "بوكو حرام" وهي التي تعني (التعليم الغربي حرام)؛ ومن جهـة أخرى عكست الصراعات التقليدية ذات المنشأ الإثني والقبلي، مستوى آخر من هشاشة البنية الاجتماعية التي تقوم عليها الدولة الإتحادية بنيجيريا، وكمثال على ذلك ما حصل بين قبائل الهوسا واليوروبا في ولاية أوجون، والتي عرفت بأزمة شاغامو، وكذلك ما وقع بين الإيبو والهوسا في ولاية كانو، وفي الحالتين وقفت الدولة تتفرج على الأحداث دون أن تتمكن من تحريك ساكـن إزاءه، أما الأكثرية، دون هؤلاء فقـد استسلمت لغضب صامت، "وأصبح الجميع أكثر سخطاً من أي وقت مضى على الساسة والنظام الذي يمثلونه".
وما إن برزت إلى حيـز الوجود بولاية يوبي في الشمال الشرقي حـركـة "بوكو حرام" الأصولية حتى وجـد فيها سكان قرية "كاناما" ملاذا من وقـع جريمة الشـارع..!؟، وعلى صعد ثانية كانت مستويات الإحتقان قد أججت بؤر النزاع بيــن الجماعات قبلية والطائفية و الإثنية أو بين إحداها هذه والدولة الفيدرالية...، وفي هذه الحالة إنتقل تدبيـر الموارد المتاحة من سلطة المؤسسات الدستورية إلى المؤسسات الإجتماعية التقليدية، إن المتتبع للشأن في ولايات الشمال عموما سيعرف صلـة الزعامات القبلية التقليدية بكافة حركات التمرد تلك، فقـد بات الصراع يتغذى على الحساسيات الإثنية قبل أن يحيي من جديد دور الزعامات الملكية التقليدية والحوزات الدينية العتيقة.

وحتـى، مع كـل الجمـود الذي يعتري الأدوار السياسية والاقتصادية للطبقة المتوسطة، واستفحال الأزمة الأمنية ، فإن الوضع لم يصل بعد لحـد التهديد بتقسيم نيجيريا إلى شمال وجنوب، إنـه بالنسبـة لأغلب القوى السياسية خيار غير واردا، إن السبب في ذلك هو حاجـة الجميع إلى التكامل الاقتصادي المتنامي بين الأقاليم والذي من شأنه أن يبوأ هذا البلد صدارة الإقتصاديات الإفريقية مع نهاية هذا العام، ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من مصداقية التحاليل إنما تربط أعمال العنف بسخط و رضى الزعماء التقليديون وبعوامل متعددة أخرى، لعل أهمها وجود نظام سياسي موغل في الفساد.

وأمام استفحال وضـع كهذا، أصبـح النيجيـريون يتـداولون على نطاق واسع تعبيـر "عـدالة الغوغاء" وهـو مصطلح نحته المدون أوكيشوكوا أوفيلي، حين كتب على مدونته الالكترونية واسعة الانتشار يقول " أصبح تدريجياً مشهد عدالة الغوغاء شيء عادي في نيجيريا. إنه بإمكان الأفراد والمجموعات إنتهاك القانون لكـي يأخذوا حقـهم بأيديهم. وأمام تكاثر الظاهرة لا توجد حتى الآن إحصائيات موثوقة أو أرقام بخصوص تطبيق عدالة الغوغاء في نيجيريا، لكن ما نعرفه هو إستمرار حدوث هذه التجاوزات لسنوات. وأنــه لسنوات ظللنا نشكو، ... بكينا وشاهدنا، لكن شيئاً لم يتغير حيث لا تزال عدالة الغوغاء تُطبق من قبل مرتكبيها والغالبية منهم لا يمكن معاقبتهم".. إنها فعلا عدالـة الغوغاء ولا يمكن إلى أن تكون كذلك، لأنه مما يزيد من تفاقـمها كظاهرة يأتي إنعدم ثقة المواطنين في السلطات الفيدرالية والجهاز القضائي عموما.

وشيئا فشيئا، تتعاظم أدوار الزعماء المحليين في رسم مصائر الواقعين في حيز جغرافي معين، كما أنه كلما أزداد تحكم الأعيان في المجتمعات الفقيرة، تقوى، بشكل مضطرد شوكة الإحتكار على صعيـد الموارد والريادة الإجتماعية والروحية لهؤلاء.
ولا يخلو التشخيص الموضوعي من التضييق علـى رهانات المـدن الكبرى فـي الشمال مثــل أداماوا ، بورنو و يوبي، الدلتا وباتوشي تجاه الحكومة بعدما أمست في واقع الأمـر مجرد أحياء صغيرة محاطة بمناطق مأهولة لكنها محتاجة على الدوام، وكلما إنتشـر السخـط والغبـن بين صفوف "المجتمعات الرديفة" هـذه والتي وإن لـم تبدي مزيدا من التطلعات الإنفصاليـة فإنها لم تبخـل بالتمرد على السلطة الفيدرالية.

إزاء هذا التشخيص، يمكــن للمراقب إستجــلاء طبيعة الآفات التي تهـدد التعايش وتزيد من إضعاف سيطرة الدولة الفيدرالية علـى الخريطة الإثنية (250 إثنية)، إن نيجيريا، التـي كانت تتشكل من ثلاثة أقاليـم، غداة استقلالها شهدت إنقساما كبيرا منذ دخولها الحياة الديمقراطيـة الآن لتصل إلى 36 ولاية و774 بلدية محلية، دون أن يؤثر ذلك على إجمالي الناتج المحلي الذي وصـل إلـى 510 مليارات دولار خلال العام 2013. وبالنظر إلى هذه الأرقام والمعطيات المتناقضة فإنه الخبراء في الاقتصاد الافريقي يرون أن نيجيريا، بتناقضاتها السياسية والاجتماعية تتجـه لتصبح أكبر إقتصاد في القارة متجاوزة بذلك دولة كبرى، كجنـوب إفريقيا، لكن "أبوجا" ما تزال غير قادرة علـى ردم الهوة بيـن الشطر الشمالي حيث تصل نسبة الفقر إلـى الـ70% ، وباقـي أجزاء البلاد.

الفقـر هو قلة عقل إجتماعي
وحول الموضـوع كتب الباحث الجامعي موسى هاميت إن "مشكلة نيجيريا ليست الفقر المدقع أو قلة التمويل ولكـن المحرك الأسـاسـي لعناصر التدمير هـو الضغـط من أجل الظفر بالرفاهية المادية على حساب العدالة الإجتماعية... الفقر هو قلة عقل إجتماعي"! . . . إنها نفس الحيرة الملحوظة التي وقع الكثيرون فيها راهنا نتيجة تزايد المخاطر والإنزلاقات حين تعرضهم بالدراسـة لتناسل المشكلات الاجتماعية والمنزلقات السياسية والمعوقات الإقتصادية في دول غرب إفريقيا بعامة ونيجيريا خاصة.

وبالتالـي، فأنا أكاد أجزم أن ما حدث ويحدث في الشمال ما هو إلا تعبير صارخ عن تدني مستوى المعيـشة قياسا على الحظوة التي ينالها سـكان مدن أخرى أكثر حظوة من حيث فرص التنمية، ككانو، لاغوس، وآبوجا..، وأنـه في وضـع كهذا فإن الفقـر ليـس سـوى إرهاب أكثر خطورة من العنف الذي تقوده حركات التمرد كـ"حركة تحرير دلتا النيجر" سابقا والحركات الإرهابية في الشمال حاليا.

وبطبيعـة الحال، فإن الحكومة الفيدراليـة فشلت، كذلك في تطويع المنتدى الإقتصادي العالمـي وفقا لإحتياجاتها الأمنيـة والإقتصادية، ومن المفيـد التأكيد هنا علـى أن صوت المعارضة ممثلة في مؤتمر كل التقدميين(APC) كان الأقـوى في المنتدى حيث سبق لها وأن قدمت ورقة جاء فيها "أن جذب الإستثمارات الى الأقاليـم الشمالية-الشرقية المضطربة لا تتم عبر الخطب وتنويم الجياع بالوعود والأحلام."
وأشار بيـسى أكاندي، القيادي بالحزب المعارض إلـى أن نيجيريا "في حالة حرب"، مضيفا أن كارثة وطنية هائلة على وشـك الوقوع، ما لم تستيقظ الحكومة الفيدرالية من سباتها". وفي إشارة إلـى مشاركة مئات الأثرياء في أشغال المنتدى بآبوجا، أعدت صحيفة The Punch التساؤل عما إذا كان بإمكـان رأس المال "الجبان" أن يهزم عـدالة الغوغاء؟

البديل الإقتصادي أمام النيجيريين
أبدت لجنة الأمم المتحدة الإقصادية لإفريقيا تفاؤلا كبيرا بشأن مآلات الوضع الإقتصادي في منطقة غرب إفريقيا عموما خلال عام 2014، وتؤكـد اللجنة في توقعاتها بهذا الشـأن أنه بإمكان دول غرب إفريقيا بما تتوفر عليه من ثروات إمكانات إقتصادية مدفونة، إجتذاب مزيد من الإستثمارات وخاصة فـي قطاع الطاقة والزراعة والمعادن، وهـو ما من شأنه أن يزيد في معدل النمو الذي تتوقع اللجنة أن ينتقل من 6.7% خلال العام الماضـي إلى 6.9% في عام 2014.
ويرى كبير الخبراء لدى البنك الإفريقي للتنمية، مثهولي انكوبي الـذي حضر المنتدى الاقتصادي العالمي بإفريقيا لعرض تجربة نيجيريا، هـذه الصورة الوردية أيضا لكنـه ليس متفائلا بشأن المعوقات التي تواجه تلك الإقتصادات الإفريقية الواعدة على صعيد النمو، "لكن عواملا معينة كعدم الإستقرار السياسي وتفشــي الفساد و إزدياد الفجوة باستمرار بين الطبقات الإجتماعية، وقصور البنى التحتية" هي نفس المشاكل التي تواجهها دول غرب إفريقيا التي تتفاقم بها ظاهرة العوز الإجتماعي، يقول الخبير الإقتصادي -الذي يضيف- طبقا للتقارير فإن ما يناهز 88% من ساكنة المنطقة تعيش بأقل من الدولارين في اليوم الواحد، فما هـي إذا البدائل التي يقدمها المنتدى الإقتصادي الإفريقي لدولة كنيجيريا؟.
تعتمـد نيجيـريا على عائدات النفـط الخــام، حيث تعـد الدولة الأولـى المنتجـة للذهب الأسـود في إفريقيا، كما أن موقعها داخل منطقـة غرب إفريقيا يجعلها تتبـوأ الصدارة ديمغرافيا بحوالي 170 مليـون نسمة، وهـي ساكنـة تعاني الفقر المتزايد على الرغم من تسجيلها نموا إقتصاديا قويا 7.4 في المائة لهذا العام، ويحذر المحللون مـن أن هذا البلـد يتجـه إلى تبوأ المرتبة الأولـى قاريا ليحتل الموقـع الإقتصادي لجنوب إفريقيا، وهي مفارقة يفسرها عدد من الخبراء باعتماد سياسات غير فاعلة يهيمن فيها النفط على اقتصاد البلد، الذي تهمل حكومته إستغلال الموارد الأولية المتوافرة بكثرة في البلد، بما في ذلك الزراعة والثروات الغابويـة والفلاحية غير المحدودة، وهـي قطاعات كانت مزدهـرة في الماضـي، ويستغرب تقرير صادر مؤخرا عن مكتب الإحصاءات الوطني النيجيري أنه: «من المفارقة أن تزداد شريحة النيجيريين الذين يعيشون في الفقر كل سنة على رغم نمو الاقتصاد النيجيري».


يوضح محلل إفريقي أنه إن كان النفط قـد شكل مصدر نمو اقتصادي في الدولة النيجيرية، إلا أن هيمنة هذا القطاع على باقي المجالات الاقتصاديـة لم يكن مفيداً لمن هـم الأكثر فقراً، ولاسيما أن إعتماد الحكومات عليه أدى إلى إهمال قطاعات أساسية أخـرى كالزراعة.

ولقـد كان هذا البعـد الإقتصادي حاضرا بشكل لافت، فـي خطاب الرئيس غودلاك جوناثان أمام المشاركين في المنتدى الإقتصادي العالمي بإفريقيا، "من أجل إخراج إفريقيا من دائرة الفقر يجب وضع استراتيجية متكاملة وممولة للإرتقاء بالزراعـة"،.. وأبان الرئيس النيجيري عن بدائل الحكومة في اطار إدارة الموارد وإعادة توزيع التنمية بشكل متوازن ومحاربة البطالة والعودة إلى تشجيع الزراعة.

البديل السياسي، أمام النيجيريين
إن توصيف الحالة النيجيرية، بات مربوطا بقدرتها على توجيه الإستثمارات إلى القطاع الزراعي باعتبارها القطاع الوحيـد القادر على إخراج البلد من أزمته التنموية الراهنة، وفي إنقاذ الإقتصاد النيجيري من الإنهيار، وفي هـذا السياق يدعوا الخبير الإقتصادي أولوفيمي ديرو إلـى إفساح الفرصة لقطاعات غير مرتبطة بالنفط "لإنشاء وظائف من شأنها ان تمتص البطالـة في الشمال"، وهـو يرى أن السلطات فشلت في تطبيق سياسة زراعية فاعلة.
يرفض الكثير من الشماليين الإقرار بالجذور الدينية للصراع السياسي في نيجيريا، لكـن أبوبكـر شيكاو لا يرى غضاضة في إقحام المقاربة الدينية للصراع "منطقة المسلمين الأكثر خصوبة تتحصل على مساعدات حكومية أقل بكثير من الجنوب والشرق".
إنه من أجل الظفـر "بقلوب وعقول" سكان المناطق الشماليـة يتوجب على الحكومة الفيدرالية توجيه بوصلة سياساتها صـوب الفقر،..الفقـر هـو الإرهاب الحقيقي الذي يواجـه دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا..

إجمالا، يرفض السائــق النيجيـري الوضـع برمته، مؤكـدا أن أرزاق الشعب النيجيري، تحت أرجل أفراده وليست ضـمن وعـود الرئيس غودلاك جوناثان التي يقطعها على نفسـه أمام الأثرياء الأفارقـة الذين توافدوا على المنتدى الاقتصادي العالمي، وهـو ينكر بشـدة إختطاف بوكو حرام "لبناتنا" ويتساءل حتى لو باعهن شيكاو فهـل يقدر على ردم الهوة وإنهاء الفقر في ولايـة بيبو التي يطحن سكانها العوز الاجتماعي؟.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن