أمريكا.....الدم...قراطية

عبد الفتاح المطلبي
aalmuttalibi@yahoo.com

2014 / 9 / 17

أمريــكا الدم..قراطية
عبد الفتاح المطلبي
تتابعت في الآونة الأخيرة دعوات محمومة للإنصياع للإملاءات الأمريكية والتحركات المشبوهة لإعادة احتلال العراق عسكريا وكما يتابع العالم هذا المخطط الواضح لإعادة تقسيم المنطقة بسايكس بيكو جديدة تضمن للولايات المتحدة وذيلها دول الناتو السيطرة على منابع النفط في الشرق الأوسط وبالخصوص في العراق وذلك بإعادة هيمنة الشركات النفطية الأمريكية والإنكليزية على ثروة العراق النفطية والمخطط قيد التنفيذ تتعاون على تحقيقة عدة جهات وكل له أسبابه :
1.الولايات المتحدة وحلفاؤها للأسباب التي قدمناها وأسباب أخرى جيوسياسية تتعلق بالقضاء على الجمهورية العربية السورية كونها من أقوى دول الممانعة ومن ثم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظامها المناهض لأمريكا وإسرائيل والتقرب من حدود الصين وروسيا
2.إسرائيل لضمان تنفيذ مخططها التلمودي بإرساء دولتهم من البحر إلى النهر المشهورة والقضاء على قضية شعب فلسطين ومن ثم حلم حكم العالم حسب الوعد التوراتي التلمودي
3. مصالح استراتيجية وعدت بها بعض الدول التي تقودها حكومات قد أعلنت تبعيتها للولايات المتحدة وبريطانيا ولا مشكلة لها مع إسرائيل مثل تركيا والأردن والسعودية ودول الخليج
4. التقاء مصالح شركاء الوطن مع مصالح أمريكا لتحقيق أحلام عقدية تاريخية .
5. الأمم المتحدة بإدارتها المعينة تعيينا من قبل أمريكا وحلفاؤها فوجود مثل هذا المخطط يقضي على الركود الإقتصادي لهذه المنظمة وتشغيل كافة أجهزتها والقضاء على أي عجز مالي فيها لوجود أطراف تدعم توجهاتها بالتغاضي عن تلك الجرائم بل وشرعنة أسباب العدوان دوليا على بعض الدول التي لا تسير بركب الولايات المتحدة
مقدمة تاريخية موجزة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمعت أوروبا وبريطانيا في الفترة مابين 1492 إلى 1502 كل حثالاتها من المجرمين العتاة من السراق والقتلة وشذّاذ الآفاق والشاذين على الطبع البشري ودفعتهم بيد كولمبس برحلته المشهورة ثم لما رجع كولمبس من رحلته الأولى انتشرت أخبار العالم الجديد بين الدول القوية آنذاك هولندا وفرنسا و النمسا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا يغريهم الذهب الذي قيل أنه هناك على شكل جبال من الذهب فصار السباقُ محموما على الإستيلاء على الأرض الجديدة وقتل سكانها وتشريدهم وملاحقتهم بين الجبال والوديان وذلك مشهور في كتب تاريخ المنطقة بالتفصيل ما بعد رحلة المغامر الفلورنسي ( أمريكو فيسبوتشي) الذي سميت أمريكا باسمه لكن صناعة السينما الهوليودية حسّنت كثيرا من بشاعة الوقائع التي جرت هناك من مذابح وإبادة عرقية للهنود الحمر على خطين رئيسين:
1.تحسين صورة الكاوبوي الغربي بطرح لقطات مغلفة بالشفقة يمارسها المحتل وقدمته كإنسان متحضر يريد الخير لتلك المخلوقات المتوحشة (قبائل الهنود الحمر)
2.قدمت السكان الأصليين على أنهم مجرد قبائل بدائية متوحشه لا تميز بين الرجل الأبيض والحصان كما جاء في فلم ( رجل يدعى الحصان)
وحين اضطرت السينما الأمريكية لتقديم قصص روائية تتناول المذابح التي جرت هناك فإنها قدمت كل التبريرات التي أدت بالبيض حاملي السلاح الفتاك أنذاك ( البندقية والرشاش والبارود إزاء العصا والرمح والقوس والنبل) تلك التبريرات التي بينت أن الضحايا هم السبب بإجبار البيض على إبادتهم بعنادهم ووحشيتهم.
كذلك فعل البريطانيون بسكان أستراليا الأصليين وتمت إبادتهم تماما وما بقي منهم القليل تم إدماجهم قسرا في المجتمع الجديد كخدم وعبيد.
وحين ألحت الحاجة إلى مزيد من اليد العاملة في المناجم والمعامل والبناء أغارت الأقوام المتحضرة من الإنكليز والإسبان والفرنسيين على أفريقيا السوداء لصيد أكبر عدد من سكانها السود والزج بهم في أقفاص كالحيوانات وإرسالهم للعمل في العالم الجديد كأقنان وعبيد لأغراض الزراعة والحرب فقتل الكثير منهم في الحروب البينية آنذاك بين عصابات البيض التي كانت كل واحدةٍ منها تابعةً لأحدى الدول المستعمرة آنذاك وتكونت يومها ولايات فرنسية وولايات إسبانية وولايات إنكليزية ثم حدثت الحرب بين تلك الولايات وكان وقودها العبيد والأسرى ثم حدثت بعد ذلك حرب الشمال والجنوب التي أسفرت عن انتصار الشماليين وإخضاع كل المناطق لسيطرتهم بقيادة أبراهام لنكولن صاحب مشروع إلغاء الرق الذي كان أمرا حاسما بانتصار الشماليين لانضمام خمسة من الولايات ذات الأغلبية من الرقيق الذين استماتوا في سبيل انتصار الشمال الذي يلوح لهم بالحرية والمساواة، ثم بلائهم في حرب الإستقلال التي قادها مؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن(1775- 1776) تلك القضية (قضية إلغاء التمييز العنصري)التي تعرضت لانتكاسات كبيرة بعد ذلك وبقي التمييز العنصري بعد ثورة السود السلمية بقيادة المحامي الأسود مارتن لوثر كنكَ في الولايات المتحدة ليومنا هذا ( أحداث مدينة جيفرسون بولاية أوريغون )
التاريخ الإجرامي للولايات المتحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مناسبةٍ من المناسبات قال أحد أعضاء الكونكرس الأمريكي مخاطبا الأعضاء:(1)
(( "إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل، لقد جعل الله منا أساتذة العالم! كي نتمكن من نشر النظام حيث تكون الفوضى، وجعلنا جديرين بالحكم، لكي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية الهرمة، وبدون هذه القوة، سيعم العالم مرة أخرى البربرية والظلام، وقد اختار الله الشعب الأمريكي ـ دون سائر الأجناس ـ كشعب مختار، يقود العالم أخيرًا إلى تجديد ذاته".))
والآن علينا أن نعرف كيف تمكنت أمريكا من إدارة الشعوب البربرية الهرمة حسب قول عضو الكونكرس أعلاه .
ارتكبت القوات المسلحة الأمريكية جرائم حرب في أوقات متعددة ومحددة في تاريخها. غالبية هذه الجرائم -وليس كلها- تندرج تحت قوانين المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الموجودة في القانون الدولي. يمكن ملاحقة جرائم الحرب من خلال قانون جرائم الحرب لعام 1996 في الولايات المتحدة، ولكن حكومة الولايات المتحدة لا تقبل بسلطة المحكمة الجنائية الدولية على قواتها العسكرية.
ومن هذه الجرائم(2)
إبادة ملايين الهنود الحمر، يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مئة مليون، وهم السكان الأصليون لأمريكا،
1944 قامت 334 طائرة أمريكية بتدمير ما مساحته 16 ميلا مربعامن مدينة طوكيو بالقنابل الحارقة راح ضحيتها مئة ألف إنسان في يوم واحد وتم تشريد مليون آخرين وحصيلة العملية ضرب 64 مدينة يابانية بما فيها قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناكازاكي حيث قال الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان (( الآن أصبح العالم بين أيدينا)).
وأمريكا أكثر من استخدم أسلحة الدمار الشامل، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية في الحرب الفيتنامية، وقتل مئات الآلاف من الفيتناميين. وأمريكا أول من استخدم الأسلحة النووية في تاريخ البشرية وهي الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك ( قنبلتي هيروشيما وناكازاكي). وفيما يلي قائمة بالجرائم الأمريكية :
جرائم في الحرب الأمريكية الفلبينية
أجرى التحقيق لجنة التحقيق بالكونجرس في جرائم الحرب العسكرية في الفلبين. حيث قُتل ما يقرب من 1 مليون و500 ألف مدني.
الحرب العالمية الثانية
القصف الجوي على المدن
حيث استخدم الحلفاء ودول المحور القصف الجوي على المدن والمدنيين طريقة للانتصار في الحرب. مما خلف حوالي 2.5 مليون قتيل مدني قُتلوا تحت القصف الجوي الأمريكي والبريطاني.
• مثال ذلك قصف مدينة دريسدن الذي خلف 25 ألف قتيل وبرلين الذي خلف 800 ألف قتيل بألمانيا.
• قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي باليابان. حيث تم قصف المدينتين بقنبلتين نوويتين لإرغام دول المحور على الاستسلام.
قتل أسرى الحرب كما حدث في مجزرة كانيكاتي بإيطاليا على يد العقيد جوزيف مكافري.
• مجزرة داتشاوي في ألمانيا.
• مجزرة بيسكاري بإيطاليا.
• عملية "teardrop" حيث تم قتل 8 بحارة ألمان بعد القبض عليهم وكانوا قد نجوا من غرق سفينة ألمانية.
• مجزرة أودوفيل-لا-هوبيرت بفرنسا، حيث تم قتل 80 جندي ألماني أسيرا.
• مجزرة ساحل أوماها بفرنسا حيث تم قتل 64 ألماني أسرى.
وهناك العديد من جرائم الحرب في قتل الأسرى وقعت في ألمانيا واليابان لم يتم التحقق فيها وقد أكدها باحثون مثل كتاب "يوم المعركة" لريك أتكينسون، وكتاب "معركة نورماندي دي-داي" لأنتوني بيفر،

الاغتصاب
هناك من وثّقَ بأن القوات الأمريكية اغتصبت النساء بعد معركة أوكيناوا باليابان سنة 1945. وقد أحصى 1336 حالة اغتصاب تم التبليغ عنها في العشرة أيام الأولى لاحتلال ولاية كاناجاوا بعد استسلام اليابانيين فيها.
الحرب الكورية
حيث قامت وحدة برية وطائرات عسكرية أمريكية بقتل ما بين 300 إلى 400 مدني في الأيام ما بين 26 إلى 29 يوليو 1950. أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ في قرية نوجن-ري بكوريا الجنوبية. لم يتم التعرف على أغلب القتلى والمفقودين حتى اليوم.
الحرب الفيتنامية
بلغت أعداد جرائم الحرب الموثقة لدى البنتاكَون 360 حادثة. ليس من ضمنها مجزرة ماي-لاي، والتي راح ضحيتها 347-504 مدني في فيتنام الجنوبية، أغلبهم نساء وأطفال في 16 مارس 1968. ومن ضمن جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام استخدام الرش الكيماوي لتدمير وحرق وإتلاف البشر والحقول والقرى، مثل الرش البرتقالي والأزرق والأخضر.
مثال لك عملية رانش-هاند والتي وقعت سنة 1962 واستمر تأثيرها حتى 1971. وكانت فيتنام قد ادعت سنة 1995 أن عدد القتلى في الحرب بلغ 5 مليون، 4 مليون منهم مدنيين عُزّل. في حين كان وزير الدفاع حينها ماكنامارا قال في لقاء متلفز لاحقا أن عدد القتلى 3 مليون 400 ألف.
قصف يوغوسلافيا
أدانت منظمة العفو الدولية القصف الجوي الذي قامت به قوات الناتو بدعم أمريكي سنة 1999 حيث خلف القصف على الأقل 400 مدني وعلى الأكثر 5000 مدني قتيل. في حين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحادثة ليست جريمة حرب وإنما مجرد انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية.
في عام1991 في حرب تحرير الكويت قامت الطائرات الأمريكية بإبادة وحدات الجيش العراقي المنسحب من الكويت على الطريق الدولي المطلاع – سفوان – الشعيبة وهي وحدات غالبية جنودها من الجنوب والوسط وسمحت لوحدات الحرس الجمهوري الخاصة بصدام بالعبور نحو المدن المنتفضة للقضاء على الإنتفاضة الشعبانية بعد أن وقع سلطان هاشم على وثيقة الإستسلام المخزية التي جرت العراق إلى كل ما عاناه من أمريكا ولحد هذه اللحظة وقد أطلق على عملية الإبادة تلك بعملية صيد الديك الرومي.
فترة "الحرب على الإرهاب" – مستمرة
حيث ظهرت العديد من جرائم الحرب على يد القوات الأمريكية بحق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عُزل أو اغتصاب النساء والرجال أو قتل أسرى حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا. حيث قامت منظمة هيومن رايتس ووتش بالادعاء
في 2005 أن "مسؤولية القيادة" قد تجعل كبار المسؤولين مع إدارة بوش مذنبين بجرائم حرب، سواء أكان ذلك بعلمهم أو كان بأشخاص تحت مسؤوليتهم. ولم يتم حتى الآن إجراء تحقيق عالي المستوى في الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في فترة ما يُسمى "الحرب على الإرهاب" بداية من 2001 إلى اليوم.
وفي هذه الفترة أطلقت أمريكا العصابات ومنظمات القتل السرية ضد الشيعة وجندت آلاف البعثيين الصداميين في عمليات إنتحارية بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ثم أشرفت على تدريب فصائل مسلحة مناوئة للوضع الجديد في العراق وذلك لإدامة الإنفلات الأمني ومنع عجلة التنمية وإفشاء الوهن بقوات الأمن ومفاصل الدولة وصنعت في مختبراتها المخابراتية تنظيم الدولة في العراق والشام(داعش) في عملية معروفة أطلقوا عليها إسم ( عش الدبابير) وذلك بجمع عتاة المتطرفين التكفيريين الذين أباحوا دم الشيعة علنا واستخدمتهم لفرض إملاءآتها على الساسة من المكون الشيعي ثم عاقبت الشيعة الذين وقفوا مع الدولة السورية ضد مخططات تفتيتها بأن أطلقت على العراق عصابات داعش ومهدت لهم عن طريق عملائها في مفاصل العملية السياسية باحتلال الموصل وتكريت وأجزاء من الأنباروتسببت أومهدت لارتكاب أبشع جريمتي إبادة جماعية بحق الشيعة وهما مذبحة سجناء بادوش في الموصل ومذيحة قاعدة سبايكر في تكريت حيث راح ضحيتها ما يقارب الثلاثة آلاف ضحية ذبحو صبرا ودفنوا بمقابر جماعية ولازال مصير الكثير مجهولا لحد هذه اللحظة
فيما قدرت بعض الجهات أن قتلى العراق على سبيل المثال بلغ 4 مليون مدني منذ بداية الحرب في 2003حتى مذبحة سبايكر ولا زالت السيارات المفخخة تحصد أرواح الأبرياء بشكل يومي.
و أنا هنا أتسائل: كيف يمكن الوثوق بأمريكا وهي تحمل كل هذا الوزر والتاريخ الطويل من الجرائم الدولية التي تتعلق بالإبادة والإحتلال ونهب الثروات هذه الجرائم التي هي من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي لا تعترف الولايات المتحدة بسلطتها على مؤسستها العسكرية التي تقوم بتلك الجرائم.
إحالات

1 . ناصر محمد الأحمد..... جرائم أمريكا عبر التاريخ
2. وكيبديا الموسوعة الحرة..جرائم الحرب الأمريكية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن